يتوجه الناخبون في الأرجنتين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية يهيمن عليها الغضب بسبب عقود من التدهور الاقتصادي والتضخم القياسي الذي دفع المرشح السياسي خافيير مايلي إلى مقدمة السباق

---

 

مايلي، الاقتصادي التحرري الذي شكل حزبه Libertad Avanza (تقدم الحرية) فقط في عام 2021، فاجأ معظم الخبراء ومنظمي استطلاعات الرأي عندما صعد إلى مقدمة السباق الانتخابي، وفاز في الانتخابات التمهيدية بنسبة 30% من الأصوات

واجتذب ما يصف نفسه بـ “الرأسمالي الفوضوي” بشعره الأشعث وشخصية نجم الروك الناخبين بخطبه اللاذعة على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعهد “بالديناميت” البنك المركزي والتخلي عن البيزو مقابل الدولار الأمريكي

لقد أدار حملته على TikTok وYouTube وظهر في التجمعات الحية بمنشار كهربائي فعلي متعهدًا بخفض الإنفاق العام بنسبة 15 بالمائة

ورغم أن مايلي تصدرت استطلاعات الرأي، إلا أنها لم تثبت موثوقيتها في الماضي، ويقول المحللون إن أي شيء يمكن أن يحدث بين المرشحين الثلاثة الأوائل من بين خمسة مرشحين

ويمثل وزير الاقتصاد الكاريزمي سيرجيو ماسا الائتلاف البيروني الحاكم الذي ينتمي إلى يسار الوسط، وهي حركة شعبوية تعتمد بشدة على تدخل الدولة وبرامج الرعاية الاجتماعية وهيمنت على السياسة الأرجنتينية لعقود من الزمن لكنها فقدت شعبيتها بشدة

فبعد أن أشرف على الآلام الاقتصادية الأخيرة التي شهدتها البلاد، أصبح بمثابة ضربة سهلة لمنافسيه

ومن أجل جذب الناخبين، قام ماسا بحملة إنفاق قبل الانتخابات، حيث خفض ضريبة الدخل بالنسبة لجزء كبير من السكان في خطوة يقول المحللون إنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المالي الهش في البلاد

ولمواجهة مايلي، بذلت حكومته قصارى جهدها لتشرح للناخبين ما يعنيه فقدان إعانات الدعم الرئيسية التي تبقي وسائل النقل العام والكهرباء، من بين أمور أخرى، رخيصة الثمن

والمرشحة الأوفر حظا الأخرى هي باتريشيا بولريتش، وزيرة الأمن السابقة، الصارمة والمتشددة في الحديث، والتي تعهدت أيضا بتغيير جذري من البيرونيين الذين يبالغون في الإنفاق ويطبعون الأموال، وضوابطهم الصارمة على العملة

خدم بولريتش في حكومة الرئيس السابق موريسيو ماكري (2015-2019)، وهو مؤيد للسوق وغير بيروني فشل في وعده باحتواء الإنفاق وحصل على قرض قياسي بقيمة 44 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، الذي أنقذ الأرجنتين خرج 22 مرة على الرغم من العديد من حالات التخلف عن السداد الضخمة

وسيتمكن الناخبون المسجلون في الأرجنتين، والبالغ عددهم 35,8 مليون، من الإدلاء بأصواتهم من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة السادسة مساء (21:00 بتوقيت جرينتش)

ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية مساء اليوم الأحد

ولتجنب إجراء انتخابات الإعادة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، يحتاج المرشح إلى الفوز بنسبة 45% من الأصوات يوم الأحد، أو 40% بفارق 10 نقاط أو أكثر عن أقرب منافس