"بعد دخول الصراع في السودان شهره الثاني، مع اندلاع القتال بين الجيش السودانى بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان  وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي

فشل ممثلو الطرفين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جدة الأسبوع الماضي، لكنهم اتفقوا على تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، ودفن الموتى باحترام

إلا أنه رغم اتفاق الطرفين المتحاربين على "احترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية" بدون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تواصل القصف الجوي والمدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم

 ولعل أهمية الخرطوم التي تعد محورا لأعنف المعارك وأبرز المواجهات في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إضافة لكونها العاصمة السياسية، تكمن في تواجد المقار الحكومية الرئيسية فيها أبرزها القصر الجمهوري وقيادة الجيش ومطار الخرطوم الدولي

وتتميز الخرطوم بموقعها الاستراتيجي عند نقطة التقاء نهر النيل الأبيض المتدفق من بحيرة فيكتوريا جنوبا بالنيل الأزرق المتدفق من إثيوبيا غربا، والتي تعرف بمسمى المَقرَن أي نقطة التقاء النهرين.

وتبلغ مساحة العاصمة السودانية 20.736 كيلومترا مربعا وتتصل مدنها الثلاث فيما بينها بعدد من الجسور التي تربط ضفاف نهر النيل من أربع جهات، والتي لوحظ أن معارك عدة تدور للسيطرة عليها أو على الأقل محيطها

وبالنسبة للوضع الميداني، فقد أعلنت قوات الدعم السريع عبر منصة تلغرام ومواقع التواصل، عن سيطرتها "التامة على 95 بالمئة من مدن العاصمة الخرطوم".

 لكن اللواء د. سيد غنيم أستاذ أكاديمية ناصر العسكرية العليا والأستاذ الزائر في الناتو وجامعة بروكسل الملكية العسكرية أكد أن قوات الدعم السريع تسيطر على "80‎ بالمئة من مساحة الخرطوم"

وقالت نقابة الأطباء السودانية، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه مع استمرار الصراع دون وجود مؤشرات على وقف دائم لإطلاق النار، ارتفع عدد القتلى إلى 822 والإصابات إلى 3215 إضافة إلى نحو مليون نازح ولاجئ، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)