في وقت تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع ، تسارعت عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد أجلى الاتحاد الأوروبي أكثر من ألف من رعاياه ، وأغلقت فرنسا سفارتها في هذا البلد، حيث تسببت الاشتباكات منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع

بقيادة محمد حمدان دقلو، بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف الى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر. وتواصل دوي إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي في الخرطوم. وترافق تسارع إجلاء المواطنين الأجانب، مع تزايد المخاوف على مصير السودانيين متى انتهت هذه العمليات

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين عن قلقه لوجود مجموعة فاغنر الروسية في السودان، حيث تتواصل المعارك منذ عشرة أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع مخلفة مئات القتلى

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكيني "نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر، في السودان"

وأضاف أن مجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا، "تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار"

من جهته، أشار وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا بأصابع الاتهام إلى دول في الشرق الأوسط لم يذكر أسماءها، علما ان تقارير أشارت إلى دعم مصر والإمارات لطرفي النزاع السوداني

وقال موتوا "نحن قلقون للغاية من بعض أصدقائنا في الشرق الأوسط وكذلك روسيا ودول أخرى كانت لوقت طويل مقربة من أحد الجانبين"

وتابع الوزير الكيني "هذا الوقت بالذات ليس مناسبا للانحياز إلى طرف في الحرب"

واعتبر أن فاعلين أجانب "يحاولون استخدام السودان ساحة لأي سبب من الأسباب"

وأضاف "نطالب القوى الخارجية بترك السودان وشأنه"

من ناحية اخرى أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد "تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها"

وقال "علينا جميعا أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية" مجددا الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.

كما أعلنت الأمم المتحدة في بيان الاثنين الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان لإجلائهم

وأفاد البيان بأنه "تم بالفعل إجلاء 43 من موظفي الأمم المتحدة المُعينين دوليًا و29 من موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية من الجنينة (غرب دارفور) وزالنجي (وسط دارفور) إلى تشاد.. سيبقى عدد بسيط من الموظفين المُعينين دوليا، من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، في السودان وسيواصلون العمل من أجل حل الأزمة الحالية"

وأعلنت فرنسا الإثنين إغلاق سفارتها في السودان حيث دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها. وستُغلق البعثة الفرنسية في الخرطوم "حتى إشعار آخر" وفق وزارة الخارجية ولن تكون بعد الآن نقطة لتجمع الأجانب الساعين لمغادرة السودان

 أجلت فرنسا نحو 400 مواطن فرنسي ومن جنسيات أخرى من السودان بعدما سيّرت منذ الأحد عدة رحلات جوية بين الخرطوم وجيبوتي، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين

وأوضحت الوزارة في بيان أن "هذه الرحلات سمحت بإجلاء 388 شخصا بينهم مواطنون فرنسيون أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا"

وحمل الأشخاص الذين تم اجلاؤهم جنسيات كل من ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا واليونان والمجر، والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وجنوب إفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب، وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا، فضلا عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيليبين

وأعلن الجيش الألماني أن طائرة تابعة له توجهت إلى الأردن "تحمل 101 شخصا تم إجلاؤهم"، مضيفا أن إجمالي ثلاث طائرات من طراز إيه-400-إم وصلت إلى السودان لغرض الإجلاء. أما إسبانيا فقد أجلت نحو 100 شخص على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانيا، حسب ما أفادت وزارة الخارجية ليل الأحد

وأفادت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد عن "إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية" الأحد

أوكلت دول مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، الى قواتها المسلحة انجاز عمليات الإجلاء. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك انجاز لندن "عملية إجلاء سريعة ومعقدة" لدبلوماسييها وعائلاتهم. والأحد، أعلنت السويد إرسال زهاء 150 عسكريا لإجلاء دبلوماسيين ورعايا، في حين أكدت النروج إجلاء سفيرها واثنين من الدبلوماسيين

واستخدمت هذه القوات مروحيات انتقلت من جيبوتي الى إثيوبيا فالخرطوم حيث بقيت في المطار لأقل من ساعة. إلى ذلك، أعلنت كندا أنها علّقت موقتا نشاطها الدبلوماسي، وأن بعثتها تعمل من "مكان آمن خارج البلاد"

وفي حين استخدمت أطراف عدة الإجلاء جوّا، اعتمدت أخرى الخيار البرّي. وأظهرت لقطات مصوّرة حصلت عليها وكالة فرانس برس قافلة من سيارات رباعية الدفع عائدة للأمم المتحدة، تغادر الخرطوم نحو مدينة بورتسودان بشرق البلاد

وأعلنت تركيا أنها ستعيد مواطنيها "برا عبر المرور بدولة أخرى". وكان الانتقال برّا الى بورتسودان الطريق الذي اعتمدته السعودية في أول عملية إجلاء معلنة للمدنيين السبت، قبل نقلهم عبر البحر الأحمر الى جدّة

وأوضحت الرياض أنها أخرجت أكثر من 150 شخصا من رعاياها ورعايا 12 دولة على متن سفن تابعة للبحرية السعودية. وأثارت عمليات الإجلاء مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط القتال

وأفاد شهود الأحد عن سماع أصوات معارك وإطلاق نار في الخرطوم وضواحيها، يرافقها تحليق طيران حربي. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق "72 في المئة من المستشفيات" في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان

في الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك. وكان طرفا القتال أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه

في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يتملّك الرعب المدنيين داخل منازلهم، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه. ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية أو للفرار من المدينة

  


{source}<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-4474625449481215"

crossorigin="anonymous"></script>

<!-- moss test ad -->

adsbygoogle"<ins class ="

style="display:block"

data-ad-client="ca-pub-4474625449481215"

data-ad-slot="6499882985"

data-ad-format="auto"

data-full-width-responsive="true"></ins>

<script>

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

</script>{/source}

الأكثر مشاهدة

Who's Online

104 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل