-
نشر بتاريخ: 28 كانون2/يناير 2023
العالم - إفريقيا – 28 يناير 2023
فى تحولات متلاحقة تثير أسئلة مهمة حول الأسباب
التي أدت إلى تصاعد الاستياء الشعبي ضد فرنسا في مستعمراتها القديمة وحول الاستراتيجية الجديدة التي يمكن أن تتبعها باريس وطبيعة التنافس الدولي على المنطقة خلال الفترة المقبلة
يستعد نحو 400 جندي فرنسي لمغادرة أراضي بوركينا فاسو، خلال الأسابيع المقبلة، ليلحقوا بأكثر من 2400 من زملائهم الذين خرجوا من مالي المجاورة في ديسمبر 2022؛ وسط تصاعد مستمر في المشاعر المعادية للوجود الفرنسي في إفريقيا
وتأتي هذه التطورات في ظل متغيرات خلال السنوات الثلاث الماضية نجمت عن سقوط وتغير أنظمة حكم في دول مثل مالي وبوركينا فاسو؛ كما تزامنت مع ازدياد المخاوف الأمنية في عدد من بلدان غرب إفريقيا
واتسعت رقعة الأنشطة الإرهابية في دول غرب إفريقيا بشكل غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى مقتل وتشريد عشرات الآلاف من مناطقهم الأصلية خصوصا في مالي بوركينا فاسو ونيجيريا
ووفقا لتقديرات مؤشر الإرهاب للعام 2022؛ الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام؛ فقد فشلت حتى الآن الاستجابات الدولية والإقليمية للعنف في وقف الزيادة المتواصلة في مستويات الإرهاب
وزاد عدد الهجمات الإرهابية المنفذة في المنطقة بمعدل 55 بالمئة، وارتفعت حصة المنطقة من مجمل وفيات العالم الناجمة عن عمليات إرهابية من 1 بالمئة في 2007 إلى 35 بالمئة
يرى مراقبون أن من أبرز الأسباب التي أججت الغضب الشعبي في المنطقة هو اتهام القوات الفرنسية بالفشل في وقف الهجمات الإرهابية المتزايدة التي تتعرض لها عدد من بلدان المنطقة؛ خصوصا مالي والنبجر وبوركينا فاسو
ويسود اعتقاد واسع أيضا بعدم اهتمام فرنسا بالعلاقات الاقتصادية؛ حيث تبلغ حصة بلدان غرب إفربقيا أقل من 2 بالمئة من تجارة فرنسا الخارجية؛ كما لا تتعدى استثمارات فرنسا في تلك البلدان 1 بالمئة من إجمالي تدفقاتها الخارجية
وفي الواقع أولت فرنسا أهمية كبيرة لاستراتيجياتها العسكرية في سياساتها تجاه إفريقيا؛ حيث وقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع أكثر من 40 دولة إفريقية؛ ولديها قواعد عسكرية وبحرية في مواقع استراتيجية مختلفة في القارة
ونفذت فرنسا خلال العقود الست الماضية أكثر من 60 تدخلاً عسكريا في إفريقيا
ويرى مراقبون أن فرنسا تسعى؛ بعد انسحابها العسكري من مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى في 2022 والانسحاب المتوقع من بوركينا فاسو بنهاية فبراير؛ إلى تبني استراتيجية عسكرية جديدة تتيح لها وجود أكثر فاعلية بعدد أقل من الأفراد
كما يتوقع أن تعمل على الحفاظ على نفوذها من خلال آلية أوروبية مشتركة؛ حيث تشير تقارير إلى مباحثات مكثفة بين باريس ولندن وعواصم أوروبية أخرى من أجل بلورة آلية مشتركة تنفذ فرنسا من خلالها المزيد من المهام والسلطات الأمنية في غرب أفريقيا
يثير الرفض الواسع للوجود الفرنسي في دول غرب أفريقيا جدلا كبيرا حول طبيعة التنافس الدولي على المنطقة خلال الفترة المقبلة
وتسعى الولايات المتحدة لزيادة استثماراتها مع دول المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية وزيادة حجم تجارتها التي تبلغ حاليا نحو 61، مليار دولار سنويا مقابل أكثر من 290 دولار للصين
ويعكس التنافس الحالي بين الصين والولايات المتحدة وروسيا جانبا من الاستقطاب الأمني الاقتصادي الاستراتيجي الدولي الحاد حول إفريقيا التي تعتبر من أكثر مناطق العالم جذبا للتنافس الدولي؛ وتتركز فيها 30 بالمئة من موارد العالم المعدنية والطبيعية
لكنها في الجانب الآخر تعاني من الفقر وتفشي الفساد مما أدى إلى دخول 35 من دولها في قائمة ضمت 46 دولة صنفتها الأمم المتحدة كأقل بلدان العالم نموا
الأكثر مشاهدة
Who's Online
279 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة