-
نشر بتاريخ: 22 كانون2/يناير 2023
برازيليا – 22 يناير 2023
تشكل غابات الأمازون خط الدفاع الأول للحد
من تفاقم تأثيرات مراحل التغير المناخي، التي نعيش تسارعها، في ظل تقاعس معظم دول العالم عن وضع خطط مجابهة أممية جدية وملزمة لها
وتمثل غابات الأمازون أهمية وجودية لحفظ الاستقرار المناخي العالمي، بالنظر لمساحتها الشاسعة الممتدة عبر 8 دول بالقارة الأميركية الجنوبية، الممتدة على مساحة مليارات الكيلو مترات المربعة، ضمن حوض نهر الأمازون ثاني أطول أنهار العالم , كما تعرف بلقب "رئة الأرض" لأنها تنتج أكثر من 20 في المئة من الأكسجين في العالم
ومع تفاقم أزمة تغير المناخ العالمية، جاءت دعوة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأخيرة لدول أميركا الجنوبية التي تتشارك غابات الأمازون لتوحيد الجهود لحماية المورد الرئيسي لمكافحة ظاهرة تغير المناخ المتفاقمة، لتشكل وفق الخبراء البيئيين مبادرة جديرة بالدعم الدولي
وكان لولا دا سيلفا قد أكد أن معالجة قضية المناخ "ضرورية من أجل الحفاظ على الجنس البشري على كوكب الأرض، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع"
وتعهد بوقف إزالة غابات الأمازون، كاشفا سعيه لإنشاء شرطة فيدرالية تعمل بمزيد من القوة لحماية الغابات، وأن "الالتزام هو الوصول إلى صفر إزالة غابات، في الأمازون بحلول 2030. وسأتابع ذلك بالنار والسيف"
وأكد العمل على تنظيم لقاء مع زعماء الإكوادور وكولومبيا وبيرو وفنزويلا وبوليفيا وغويانا الفرنسية “حتى نتمكن من بحث سياسة قارية للحفاظ على منطقة الأمازون"
وكان الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو حليف أصحاب المشاريع الزراعية، قد أثار غضبا دوليا خلال سنوات حكمه الأربع، بسبب اندلاع الحرائق في الأمازون وإزالة الغابات بشكل منهجي. حيث ارتفع في عهد بولسونارو المتوسط السنوي لإزالة الغابات بنسبة 59.5% مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وبنسبة 75.5% عن العقد السابق، وفقا لأرقام حكومية
ويقول خبراء إن الدمار يرجع بشكل رئيسي إلى قيام أشخاص بالاستيلاء على الأراضي وإزالة الأشجار منها لجعلها صالحة للزراعة وتربية الماشية
من بين الدول الثمان المتقاسمة للأمازون، فإن البرازيل هي الأكثر تسجيلا للحرائق فيه، بحسب منظمة مرصد المناخ البرازيلية و المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، وهو ما كان يثير الريبة خاصة في ظل مواقف الرئيس السابق المستخفة بأهمية الأمازون والمتقاعسة عن حماية غاباته
وتعد الخطة القارية هي خطوة جريئة من البرازيل بعد عودة دا سيلفا للمرة الثالثة لرئاسة البرازيل، وهو المعروف بسياساته وتوجهاته البيئية الداعمة لاتفاقيات المناخ ومكافحة الاحتباس الحراري، وحماية التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي
ولإنجاح هذه الخطة تحتاج البرازيل لتكاتف جهود 8 دول ضمن حوض الأمازون، بمعزل عن تأثيرات ومصالح الشركات الصناعية ومراكز القوى المالية المتنفذة فيها، والمتعارضة مع مصلحة العالم في انقاذ غابات الأمازون
كما لا بد من إشراك أبناء القرى الأمازونية من السكان الأصليين، في مهمة الدفاع عن رئة العالم وحمايتها، لما لهم من خبرة وإلمام بتضاريس المكان
كما أنه على المنظمات والمؤسسات الأممية والدولية دعم هذه الخطة القارية الهادفة لكبح جماح أصحاب المصالح والرساميل الطامعين في الأمازون، على حساب أمن العالم البيئي
حيث في حال تعثر هذه الجهود واستمرار التجاوزات على توازن بيئة الأمازون، فإن من الوارد جدا أن يخسر العالم هذه الغابات المطيرة خلال 30 سنة قادمة فقط
الأكثر مشاهدة
Who's Online
267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة