-
نشر بتاريخ: 18 شباط/فبراير 2023
يعكس التنافس الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين جانبا من الاستقطاب الأمني الاقتصادي الاستراتيجي الدولي الحاد حول أفريقيا التي تعتبر من أكثر مناطق العالم جذبا للتنافس الدولي
العالم – 18 فبراير 2023
قسم السياسة
ففي القمة الأفريقية التي انطلقت اليوم في أديس أبابا، ألقت الولايات المتحدة بثقلها بأكبر وفد لها في تاريخ القمم الأفريقية
ومن أبرز القضايا التى تبحثها القمة هى الأمن الغذائي والإرهاب وتحقيق الاستقرار في القارة المتخمة بالأزمات والحروب، وسط قلق أميركي متزايد من اتساع النفوذ الروسي، حيث ينتشر أكثر من 15 ألف مقاتل من مجموعة "فاغنر" في 4 بلدان أفريقية، وفقا لتقارير غربية
وتشارك الولايات المتحدة في القمة بوفد كبير تقوده مولي فيي مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤن إفريقيا، ويضم عدد من كبار الدبلوماسيين، إضافة إلى عدد من المدراء والمسؤولين في وكالات العون والتنمية الأميركية
وتاتي المشاركة الأميركية الكبيرة في القمة الافريقية، في ظل تزايد اهتمام إدارة بايدن بقضايا القارة الإفريقية، بعد تراجع كبير للدور الأميركي في القارة خلال فترة حكم سلفه دونالد ترامب، مما أفسح المجال أكثر أمام تمدد النفوذ الصيني والروسي
ووفقا لمراقبين، فإن ضم الوفد الأميركي لعدد كبير من مسؤولي وكالات العون، يشير إلى اتجاه الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الروسي الأمني والهيمنة الاقتصادية الصينية عبر استراتيجية جديدة تقوم على تلبية احتياجات القارة الاستثمارية والإنسانية التي يعاني ثلثي سكانها البالغ عددهم نحو 1.3 مليار نسمة من انعدام الأمن الغذائي
وفي المقابل، استبق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف التحركات الأميركية الحالية في القمة الأفريقية، بجولات مكوكية شملت مالي وجنوب أفريقيا وأنغولا والسودان، بعد جولة أولى في يوليو 2022 شملت مصر والكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا والتقى بممثلي الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا
على عكس روسيا التي تركز أكثر على العلاقات الأمنية "المدفوعة القيمة"، وفقا لمراقبين، تقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى توجيه علاقاتها مع بلدان القارة الأفريقية عبر استراتيجية تجمع بين التعاون الاقتصادي والاستثماري، والمساعدة في حل معضلة انعدام الأمن الغذائي، وفي نفس الوقت مخاطبة الهواجس الأساسية المتعلقة بالأمن القومي الأميركي مثل الإرهاب والأمن والنفوذ الروسي المتزايد
وخلال العامين الماضيين، تزايد النفوذ الروسي بشكل كبير في مالي وأفريقيا الوسطى تحديدا، حيث عملت مجموعة فاغنر وشركات عسكرية روسية خاصة أخرى على تقديم خدماتها الأمنية في مواجهة الحركات والمجموعات المسلحة المعارضة لأنظمة الحكم هناك
وفقا لوزارة الخزانة الأميركية، فقد تمكنت المجموعات الأمنية الروسية من الحصول على امتيازات كبيرة في قطاع تعدين الذهب والماس الذي يدر مئات الملايين من الدولارات للخزينة الروسية
إضافة إلى الحماية الأمنية، فإن الحماية السياسية تشكل بعدا آخرا بالنسبة لعدد من البلدان الأفريقية التي تستفيد من وضعية روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي
لكن أيا من الصين وروسيا لم تلعبا دورا بارزا في حل معضلة تزايد انعدام الأمن الغذائي في افريقيا. وفي هذا السياق يقول بكري الجاك استاذ السياسات في الجامعات الأميركية لموقع سكاي نيوز عربية "تاريخيا؛ لم يرتبط الوجود الروسي في أفريقيا بتقديم اي حلول لمعضلة انعدام الأمن الغذائي أو تقديم مساعدات تنموية ملموسة"
منذ تسلمها السلطة في يناير 2021، كثفت إدارة بايدن العمل الدبلوماسي في القارة السمراء والدخول المباشر كطرف فاعل في حل الأزمات التي تعاني منها الكثير من البلدان، خصوصا ليبيا والسودان وإثيوبيا
على عكس الصين التي تركز أكثر على العلاقات الاستثمارية والتجارية، تسعى الولايات المتحدة إلى توجيه علاقاتها مع بلدان القارة الأفريقية عبر استراتيجية تجمع بين التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي نفس الوقت مخاطبة الهواجس الأساسية المتعلقة بالأمن القومي الأميركي
وفي ظل التنافس الدولي على موارد القارة الأفريقية، يبرز الاقتصاد كأحد اهم محاور اهتمام الولايات المتحدة التي تسعى لزيادة استثماراتها مع دول القارة الغنية بالموارد الطبيعية؛ وزيادة حجم تجارتها؛ التي تبلغ حاليا نحو 61، مليار دولار سنويا مقابل أكثر من 280 مليار دولار للصين
وبدأ الاهتمام بالبعد الاقتصادي واضحا من خلال إعلان إدارة بايدن خلال القمة الأفريقية الأميركية التي استضاف فيها بايدن رؤساء وممثلي 50 دولة أفريقية، وأعلن خلالها ضخ 55 مليار دولار في اقتصادات البلدان الأفريقية خلال السنوات الثلاث المقبلة
وعبر خوسيه فرنانديز وكيل وزارة الخارجية الأميركية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة عن الاستراتيجية الاقتصادية الأميركية الجديدة بالقول إن الحرب الروسية على أوكرانيا دفعت بلاده إلى الاهتمام بتنويع سلاسل التوريد، مشيرا إلى أن إفريقيا يمكن أن تستفيد من ذلك
وأوضح "الشراكة مع أفريقيا هي إحدى الأسس المهمة لاستراتيجية إدارة الرئيس بايدن، لأننا عندما نتحدث عن أولويات مثل الانتقال إلى الطاقة النظيفة وسلاسل التوريد والاستثمار، فإننا نحتاج إلى التعاون مع البلدان الأفريقية"
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن بلاده تبحث مع شركاء من القطاعين العام والخاص في الدول الأفريقية تعزيز وتعميق التعاون في مجال سلاسل التوريد
وتحتاج أميركا بشدة إلى زيادة الاستثمار في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، وهو ما يتطلب استيراد المزيد من المعادن التي تدخل في صناعة توربينات رياح وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات الكهربائية
وإضافة إلى المعادن الصناعية التقليدية، تسيطر الدول الأفريقية على الحصة الأكبر من إنتاج نحو 40 معدنًا مهمًا لمستقبل الطاقة النظيفة والصناعات الصديقة للبيئة مثل السيارات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر والرقائق
كما توفر أفريقيا فرص استثمارية تقدر بأكثر من 500 مليار دولار في مجال البنيات التحتية
تهيمن روسيا والصين حاليا على جزء كبير من الموارد المعدنية في أفريقيا عبر شركات عملاقة مثل شركة "زيجين" التي تعتبر واحدة من أكبر مجموعات التعدين في العالم ولها أنشطة ضخمة في مجال إنتاج الليثيوم والنحاس والمعادن الأخرى في عدد من البلدان الأفريقية. وتتمدد الشركات الروسية في أنغولا حيث تدير شركة ألروسا مشاريع مربحة في مجال استخراج وتجارة الماس، كما تنشط شركة "روساتوم" في مجال تعدين البوكسيت في غينيا
الأكثر مشاهدة
Who's Online
77 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة