القاهرة – جمهورية مصر العربية – 1 فبراير 2023

من رماد الحرب الدائرة في أوكرانيا

 يرسم السفير الروسي في القاهرة، جيورجي بوريسينكو، ملامح النظام العالمي الجديد الذي تهدف بلاده إلى إخراجه للوجود ودور توثيق العلاقات مع مصر والعرب في هذا الاتجاه

ويرد بوريسينكو على اتهامات موجّهة لبلاده بأنها سبب تفاقم أزمات الغذاء والطاقة في العالم، وأنها أشعلت حربا غير مبررة، ويتحدث عن أهداف علاقة بلاده مع مصر خاصة، والشرق الأوسط عامة، في هذه المرحلة، والمتوقع من خطوات قادمة

يحصي السفير مظاهر العلاقات مع مصر، والتي وصفها بأن لها "طابع الشراكة الاستراتيجية" فيما يلي:

  • العلاقات الاستراتيجية مع القاهرة حددتها الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ يناير 2021
  • المصريون أحد المبادرين لتشكيل مجموعة اتصال عربية خاصة بأوكرانيا
  • بلغ التبادل التجاري عام 2022 نحو 6 مليارات دولار
  • قيمة الصادرات الروسية 5 مليارات دولار والواردات مليار، بالإضافة إلى وجود 470 شركة في مصر، تتجاوز استثماراتها 8 مليارات دولار
  • رغم العقوبات الغربية على موسكو، فإنها ملتزمة بتعاونها مع مصر في إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وتوريد عربات السكك الحديدية وتجميع سيارات "لادا"، وإنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس، وزيادة رحلات السياحة
  • روسيا أكبر مورد للقمح إلى مصر، ومن يوليو إلى ديسمبر 2022، شحنت 5.9 مليون طن من الحبوب للقاهرة التي اشترت كذلك 191.5 ألف طن من القمح من 1 إلى 10 يناير 2023، مقارنة بـ103 آلاف طن في نفس الفترة العام الماضي

ويواصل السفير الروسي سرده لنقاط التعاون، ومنها ما تسعى من خلاله موسكو إلى التغلب على العقوبات التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي وواشنطن، قائلا:

تعمل موسكو والقاهرة على إمكانية إجراء التسويات المتبادلة للمعاملات الغذائية بالعملات الوطنية، وبدأ البنك المركزي الروسي في تحديد سعر صرف الروبل للجنيه المصري

الخطوة التالية، فتح حسابات مراسلة في البنوك الزراعية في البلدين للمعاملات المباشرة، وربط النظام المصرفي المصري بنظام تبادل الرسائل المالية المقرر أن يحل محل نظام SWIFT، وإدخال بطاقات Mir في مصر

وعودا لحديث الساعة، وهو حرب أوكرانيا، يوضح بوريسينكو موقف بلاده، ويرد على اتهامها بأنها أشعلت حربا لا مبرر لها:

  • روسيا لا تقاتل الشعب الأوكراني، لكن الذين يستخدمونه "كوقود للمدافع"
  • عسكريون تابعون لحلف "الناتو" موجودون في أوكرانيا لقتل الروس
  • نحن لا نناضل من أجلنا فحسب، بل من أجل نظام عادل للعالم بأسره، وتحريره من هيمنة الغرب، الذي يحاول إبطاء تنمية البلدان الأخرى، ويتخلى عن المسيحية ويزرع الكراهية للإسلام، ويدعم الزواج من نفس الجنس
  • العملية الروسية تم إطلاقها لحماية دونباس من هجوم أوكراني كان مخططا، وبعد أن رفضت سلطات كييف، بتحريض من الغرب، المفاوضات

ويقيّم بوريسينكو نتائج الحرب بعد 11 شهرا من إطلاقها، فيما يخص ما تحقق من أهداف، وما تأخر تحقيقه:

استعادت روسيا الأراضي التي كانت تنتمي إليها تاريخيا.

عاد بحر آزوف بحرا داخليا لروسيا، وأحبطت خطط الناتو لإقامة قاعدة بحرية على شواطئه.

ورغم إبدائه سعادته بما تحقق فإنه يلفت لأهداف لم تتحقق بعد:

لا يزال القوميون الأوكرانيون يحتلون الأراضي الروسية.

الروس ما زالوا يعملون على إعادة دمج الأراضي المحررة.

ما زلنا نسعى وراء نزع السلاح وإزالة النازية في أوكرانيا.

سبب تمديد العملية المفترض أن تكون سريعة أن موسكو لم تحدد موعدا لها، وستتواصل للقضاء على التهديدات القادمة من كييف

ويعقب سفير روسيا في مصر على اتهام بلاده بالمسؤولية عن المشاكل التي تفجَّرت عقب الحرب، مثل أزمتي الغذاء والطاقة، بقوله:

هذه الاتهامات دعاية غربية ضدنا

العقوبات المفروضة على روسيا هي التي قطعت بعض سلاسل التوريد، مثل توريد الأغذية

مما يبرّئ بلادنا أنها المورد الرئيسي للقمح للعالم، وتم حصاد 100 مليون طن عام 2022، تستعد لتصدير أكثر من 50 مليونا منها، أما أوكرانيا فتمثل أقل من 1% من تجارة القمح

قمح روسيا يكفي لتموين دول كثيرة، لكن العقوبات، مثل فصل البنوك الروسية عن نظام SWIFT ومنع تحويلاتها بالدولار واليورو، ومنع شركات التأمين الأجنبية التي تؤمن شحناتنا، ومنع السفن الغربية من زيارة الموانئ الروسية، ومنع دخول الأسطول التجاري الروسي الموانئ الأوروبية، رفعت تكاليف الشحن

مع ذلك يواصل بوريسينكو، فموسكو وقّعت اتفاقيات إسطنبول لتسهيل تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مقابل إزالة القيود الغربية على الصادرات الروسية، "وبالرغم من وفائنا بجميع عقود توريد المنتجات الزراعية إلى إفريقيا والشرق الأوسط، لم يتم تنفيذ الشرط الروسي"

تهمة أخرى تلاحق موسكو على يد خصومها، وهي استخدام الطاقة كسلاح ضد أوروبا

يصف بوريسينكو هذا بأنه "كذبة مطلقة"، مستدلا بأن روسيا شريك موثوق به في الطاقة، ورغم العقوبات، ما زلنا ملتزمين بتعاقداتنا، بينما الأوروبيون يفسدون العقود

في تقدير السفير الروسي، فإن "عددًا كبيرًا من الدول تنظر إلى روسيا الآن بأمل وامتنان، ففي رأيهم أصبحت تترأس كسر نظام أحادي القطب"

ويستدل على ذلك، بأنه:

رغم الضغط الهائل من واشنطن وحلفائها فإن بعض الدول لم تنضم لفرض عقوبات على موسكو

صمود روسيا أمام العقوبات أعطى ثقة للكثيرين في نهاية الهيمنة الغربية

ويلخص سمات النظام الجديد

عالم متعدد الأقطاب، تقوم فيه علاقات الدول على العدل والمساواة في السيادة ومراعاة المصالح الوطنية والخصائص الثقافية والتاريخية والتقاليد

من بين الأقطاب الجديدة التي ستظهر المجتمع العربي لإمكانياته البشرية وموارده الهائلة

 لذلك، يجب أن نعمل معا لجعل العالم الجديد مكانا أفضل وأكثر إنسانية وعدالة وصدقا

المهيمنون الذين فرضوا الاستعمار لقرون، وآمنوا بتفردهم، لم يعد بإمكانهم إيقاف هذه العملية، بغض النظر عن كيفية محاولتهم

الأكثر مشاهدة

Who's Online

141 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل