زادت المخاوف لدى بعض دول الاتحاد الأوروبى من تفاقم تداعيات الحرب الأوكرانية أكثر على القارة الأوروبية  ، بعد وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط "نورد ستريم 1"، لذا تعالت الأصوات مجددا داخل التكتل الأوروبي للمطالبة بعودة المفاوضات وتجنب سياسة التصعيد التي تتبنها الولايات المتحدة طوال الوقت في الأزمة الأوكرانية

ورغم التصعيد بين الجانبين الغربي والروسي، عادت أوروبا، وفي مقدمتها باريس وبرلين، للحديث عن أهمية المفاوضات واستمرار الحوار مع بوتن

فعلى مدار الأشهر الماضية ، تمارس ألمانيا وفرنسا ضغوطا مستمرة على الرئيس الأوكراني للعودة للتفاوض، عبر التواصل المستمر مع بوتن

ورغم دعوة ألمانيا وفرنسا الأخيرة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، لم تبد الولايات المتحدة أي استعداد للتهدئة في الأزمة، مما يؤكد على رغبتها في مد أجل الحرب الأوكرانية والتصعيد تجاه روسيا.

وفي الوقت نفسه ، لم تستجب واشنطن لأي طلبات من موسكو بشأن المفاوضات، أو تحذيرات بشأن استمرار ضخ الأسلحة للقوات الأوكرانية، حيث طالب مدير إدارة أميركا الشمالية بالخارجية الروسية، ألكسندر دارشيف، واشنطن، بإجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي على الجلوس للتفاوض.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، روج المسؤولون الأميركيون لأن الحرب الأوكرانية ستصبح "حربا طويلة".

في 10 مايو، قالت الاستخبارات الأميركية إن روسيا "تستعد لحرب استنزاف"، مؤكدة على مد أوكرانيا بالأسلحة لتجهيزها لـ"صراع أطول".

وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر دعما لأوكرانيا، وقدم البيت الأبيض نحو 6.3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ مطلع العام الجاري

وأقر الكونغرس الأميركي، 40 مليار دولار كمساعدات لكييف الفترة المقبلة.

وجدير بالذكر أن التوجه في أوروبا أصبح الآن "أخذ مسافة استراتيجية بعيدا عن الأجندة الأميركية، لإعادة النظر في تداعيات الحرب، وربما هذا التوجه ليس لدى الأغلبية، لكن مع مرور الوقت ستتغير نظرة الأوروبيين في الحرب

ويشيرالمحللين أن "لدى الولايات المتحدة مقاربة مختلفة عن أوروبا في الأزمة الأوكرانية لسببين، لذا تتجنب التفاوض وتسعى إلى استمرار الحرب لأطول وقت ممكن".

السبب الأول يتعلق بـ"اقتناع الولايات المتحدة بأن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن سيسقط في المستنقع الأوكراني، كما سقط الاتحاد السوفييتي سابقًا في المستنقع الأفغاني، لذا استغلت واشنطن كل الأوراق السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية والدبلوماسية لكسر المنظومة العسكرية الروسية في أوكرانيا

أما السبب الثاني "يرتبط بتحقيق مصالح على حساب أوروبا، وبالنظر لنتائج الحرب يصبح الاقتصاد الأميركي هو المستفيد الوحيد بتصدير الغاز والنفط لدول أوروبا، وتصدير الحبوب والأسلحة لأوكرانيا وأوروبا أيضا، لذا يصبح توقف مسار المفاوضات خدمة لأجندة الاقتصاد الأميركي".

كما أشار المحللون إلى "تعالي الأصوات الأوروبية والتساؤلات حول إمكانية التضحية بالاقتصاد والأمن في مقابل حرب تبدو خاسرة للأوروبيين، مما دفع ساسة للتنديد بالعقوبات التي انخرط فيها الاتحاد الأوروبي مع واشنطن"

الأكثر مشاهدة

Who's Online

43 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل