بقلم رئيس التحرير : د عبير المعداوي

في سطورنا القادمة سيكون حديثي عن علاقة علم الاعلام السياسي الاجتماعي و علاقته بالحروب الحديثة التي تساهم في تدمير شعوب او نهضتها ...و تحديدا ساخصص حديثي حول سد

النهضة و كيف ان انتصار مصر فيه يعود  لرئيس ذو بصيرة و حكمة و مخابرات قوية استطاعت ان تكون في قلب الحدث و وزارة خارجية مصرية  عريقة بموقعها الدبلوماسي...

لكن كلمة الحق و مجردة من اي تشابكات ..كان يمكن لهذه القضية ان تعالج بالاعلام و الثقافة وحدهما ان احسن التعامل معها منذ البداية حتى الان و هذا يحتاج لخريطة علمية تتبع نهج علمي متطور يخص الاعلام التثقيفي و الثقافي المجتمعي

لكن بكل اسف تركنا انفسنا لاهل الاعلام  و نحن نعلم اي كارثة كبيرة وقعت فيها البلاد منذ ٢٠٠٦ مع بداية عصر التوك شو و مذيعين المصاطب  و مناهج علمية بالكليات قديمة توقف تطويرها منذ ثلاثين عام و جميعنا يعلم ازمة انتقال العلوم الحديثة و الابداع و الابتكار العلمي لبلادنا و اهل التخصص يعلمون انهم بعد تسجيل الدكتوراه يكتشف ان بحثه قديم جدا مضى عليه عقود ...هذا و من جانب اخر تداخل اعلامي الشوارع دائرة صاحبة الجلالة و القنوات و كل من هب و دب اصبح مذيع و صحفي و كاتب و شاعر و روائي و عليه سيظل الاعلام شوكة في رقبة مصر ... يشتغل عليها و ليس لها...

و هنا كي اوضح الفكرة في نظرية تاثير علم الاعلام السياسي الاجتماعي على اشعال الازمة و الحرب في العالم سأقص  حكاية تعرضت لها ... الشعب الاثيوبي شعب طيب يتاثر بالاعلام و ما ينشر حوله و على الفيسبوك خاصة نظرا لانه ليس مجرد ابلكيشن بل وسيلة فتاكة تعتبر سلاح  سياسي اجتماعي تثقيفي اعلامي

وهنا اذكر بينما كنت بالصين العام الماضي كان معنا  وفد  اثيوبي  و كانت علاقتهم بنا جيدة و ذات صباح راينا احداهم قادمة في قمة الغضب و السبب انها قرات خبر لمذيع مصري مشهور قال الجيش المصري سيضرب سد النهضة... طبعا الغيظ و الغضب جعلوها تقول اشياء كثيرة و الطباع الافريقية معروفة بالاندفاع ...

تحدثت اليها بهدوء و اقنعتها ان هذا اعلام الجزيرة لاكتشف ان الاثيوبيين يعتقدون ان  قناة الجزيرة صديقة  لهم و اعلامنا المصري معادي ...

امتصيت غضبها و رديت عليها  بمعلومة  واحدة .. قلت لها

انت تعتقدين ان مصر تريد محاربتكم كما سمعتي لكنك قطعا نسيتي ان رئيس مصر السيد عبد الفتاح السيسي اعلنها مرارا اننا دولة سلام مع من يحترم حقوق مصر و الاخرين و لم اشهد من قبل رئيس دولة كبرى مثل مصر يذهب لبرلمان اثيوبيا و يحدث شعبها وجها لوجه بشجاعه و يتفاوض و يعقد اتفاقيه ثلاثية و كل يوم يكررها ان لا بديل عن الحل السياسي في تفاوض سد النهضة و هو الحل الامثل   ومن حق اثيوبيا ان تقوم بمشاريع تنموية كما حق مصر في الحياة مع الفارق الكبير

لم يتحدث رئيس مصر و لا مرة لشعبه او اليكم و قال كلمة حرب او نحاربكم  ...لم يتحدث وزير الدفاع المصري او ايا من يمثل القيادة المصرية و ذكر  كلمة حرب ...فمن اين لكم بها ؟

مصر دولة كبرى ذو سيادة و ريادة في العالم ...لنا رئيسا للجمهورية و برلمان و دولة مؤسسات لا تسلك سبل العابثين  عبر وسائل الاعلام المدعومة من الشياطين من يريدون اشعال الحرب و انتم تسمعون للشياطين  ..شيطاين الاعلام المحرض او الاعلام المستهتر ...

و ما كان ردة الفعل منها و زملائها إلا  اعلاء اسم مصر و تحدثوا الينا بمزيد من المحبة و قالت احدهن لو ان الشعب الاثيوبي استمع لحديثك ما وافق يوما على معاداة مصر او  فكر في نفسه على حساب مصر اغلبنا حصل على تعليمه في بلادكم و نحن نحبكم .

من تحدثت اليهن كانوا من الامن القومي الاثيوبي و في مواقع ذو اهمية

و تغيرت بعدها الرؤيا و لو كنت أستطيع  لخاطبت الشعب الاثيوبي كله  بإسم ملايين المصريين عبر الانترنت

هذه رسالتي في وقت حرج جدا ...فن الاعلام السياسي الاجتماعي الذي يؤثر على الشعوب و الذي يمكن ان يشعل حربا او يشيع السلام هو المقصود من مقالتي ...انه علم يستحق النظر و الاهتمام ...تطلعوا  لبناء قاعدة علمية اعلامية لمصر ...لان الحروب الحديثة بالدول المتقدمة لم تعد جيش  و اسلحة بل اعلام و معلومات ،  و لا ننسى أن اكبر الجيوش التي فرضت نفسها منذ احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١

استخدمت اعلامنا و اعلامهم بنجاح كبير حتى وصلنا لكوارث الربيع العربي و اري اعلاميين قالوا يسقط حكم العسكر ثم تراجعوا و لا تعرف لماذا فعلوا و لا كيف تراجعوا كل ما نعرفه انهم السبب في اشعال التوتر داخل الراي العام .

و  بالقطع انا لا اروج لنفسي بل اروح لعلوم الاعلام الجديد ( الاعلام السينمائي الالكتروني ) و الذي يندرج تحته العديد من  الفروع العلمية مثل الاعلام السياسي الحديث  ، الاعلام السياسي الاجتماعي ،الاقتصادي ،السياحي،البيئي الخ

نحن نحتاج  لمنطق  فلسفي يتقدم بنا ليس على المستوى الرسمي بل على الصعيد المجتمعي و هنا  الخطوة الاولى لبداية عهد جديد لمصر العظمى

حفظ الله مصر

كتب د عبير المعداوي

الأكثر مشاهدة

Who's Online

125 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل