بقلم : ا.د. عبير المعداوي

يبدو ان النصف الثاني من العام سيشهد ارتفاعا كبيرا في حرارة الاحداث العالمية , دعونا نبدأ من افريقيا وربما هي لا تلقى اهتمام كبير في الاخبار وكذلك في اقتصادها لكن يا سادة ذلك نتيجة

للأسباب التالية ..  مثل الحروب الداخلية والنزاعات الطائفية والجماعات المسلحة وتهريب الثروات للدول الغربية والصين وغيرهم وإنتشار الايبولا وكورونا  والإيدز والاوبئة القاتلة للثروة الحيوانية ..تقلبات المناخ العنيفة التي احدثت تصحر في العديد من المسطحات المائية  والبرك التي يعيش عليها ملايين من الثروة الحيوانية ..وأخيرا ارتفاع الدولار الامريكي  وتأثير حرب روسيا على أوكرانيا  والنزاع الكبير على  الهيمنة بين الصين وأمريكا ..

كل هذا كان سبب في التالي :

إنخفاض مستوى الصادرات للمحاصيل الإستراتيجية والثروة الحيوانية

إرتفاع سعر الذهب والألماس

إرتفاع التضخم أدي لتوقف ٥٠ ٪ من المشاريع القومية للبنية التحتية وغيرها

أفريقيا سلة العالم تحترق تحت غزو التقلب المناخي العنيف الذي أدى الى تصحر العديد من الغابات الإستوائية وهذا أمر محزن للغاية  وينذر بكارثة كونية …

هل سيؤثر الإنحصارالإقتصادي الإفريقي على إقتصاديات العالم ؟!

أعتقد أترك الإجابة لرجال الإقتصاد والسياسة

و لو أني أقول بكل ثقة نعم سيؤثر على مواطنيها لأن الغرب أو الدول الغربية  التي عاشت متطفلة  ومستغلة لثروات التفرقة سيظل هكذا ولو مات كل من على الارض والنتيجة

ستشهد إفريقيا قريبا جدا صراعات مسلحة كبرى ستنشر في أغلب الدول ..

ننتقل الى الولايات المتحدة الامريكية ؛

بالطبع الكثير من الناس مهتمين بحقيقة ما يحدث هناك و لما لا وهي من تتحكم بالعالم و القوة الاولى الضاربه في جميع اقتصاديات دول العالم على الاطلاق لكن اليكم  ما يلي ؛

كنت تحدثت في مقال سابق عن خطورة إرتفاع الدين الداخلي والخارجي كما أيضا إرتفاع التضخم والبطالة  ولكننا الآن بصدد أمر آخر خطير وهو إرتفاع سعر الطاقة من البترول الذى وصل سعر الجالون الى سبعة دولارات  والأخطر أنه ليس متوفرا  وأدى الى وقف  العديد من المحطات داخل جميع الولايات  ..

إنقطاع الكهرباء كان له تأثير مباشر آخر ويبدو أنه سيكون صيف حار جدا في أمريكا حيث أن المخزون الاستراتيجي من الطاقة الكهربائية لن تغطي كل المساحات الشاسعة في أغلب الولايات الأمريكية..

الكارثة الغير مفهومة هو حليب الاطفال الذي اعلن عن عدم توفره هل هذا نتيجة لإرتفاع التضخم   والأسعار,  أم لتوقف أحد أهم المصانع المنتجة أم لأسباب اأرى خفية ؟ ..

و بعين مجردة من التوقعات ..يخبرنا المشهد أننا مقبلين على أحداث ساخنة جدا في أمريكا ولن أحدثكم عن الوضع الإنساني للضرائب والذي يحسب له الأمريكان الآن مع الأخذ بالنظر أن الكثيرون تركوا أعمالهم عامين بسبب كورونا  والآن بسبب الأوضاع الاقتصادية المستعرة وعليه ماذا عن الأطعمة  والعمالة  وحالة الأسواق كيف حالها الآن وبعد ٦ شهور ؟

 

قال الخبراء الاقتصاديون والسياسيون حتى مع رفع الفائدة لن تستطيع البلاد مواجهة الأزمات و ليس أمامنا غير الإعتماد على الذهب  وهو أمر مستحيل لأنه سيطيح بقيمة الدولار وسيكون سبب سحب آلاف الاستثمارات الاجنبية  وعليه ليس أمامنا سوى الدخول في حرب كبرى نستعيد فيها توازننا !!!!

ننتقل الى أمريكا اللاتينية ؛

الوضع الاقتصادي ليس أحسن حال بل تشهد العديد من البلاد صراعات نتيجة تبعيتها إما لروسيا والجناح الشرقي أو لأمريكا والجناح الغربي ..لكن تأثيرات المناخ خطيرة جدا وهي سبب في الحرائق العملاقة  والجفاف  صاحب الكلمة الأخيرة في جميع البلاد وشأنهم شأن إفريقيا ثرواتهم مستغلة  من الغرب وعليه ينذر الأمر أيضا بمشهد دموي جدا أحذر منه لأنه سيبالغ في محتواه .. مشهد بيئي خطير وسياسي وإقتصادي …

وأنتهي أني سوف أكتب عن الشرق الأوسط المسرح الكبير الذي ينتظر الجميع في المقال  القادم .. لكن أنوه لشيء مهم للغاية  وأعتبروه خطير وتحذير ..

ما يحدث من مشاغبات وشائعات هي فرصة للمعتدي ليشغل فكر المواطن ويستنفذ قواه العقلية في مؤامرة سخيفة غرضها تشتيت الانتباه لما يحدث في المسرح العالمي الأكبر والذي أنت جزء منه  وأيضا حرب مستترة كعقاب لمواقفك ..وبما أننا بشر ونعيش على كوكب الأرض وليس منا من هو معصوم من الخطأ .. فتسليط الضوء عليها ووضع محسنات القصة والحبكة بما ليس فيها سيكون سيد المشهد الدرامي في  مسرح الشرق الأوسط..

وأحذر من الإنسياق خلف كل ما يحدث .. هناك مخطط أطلقت عليه مخطط الغراب المتحول أوباما , أنت أفسدته في ٢٠١٣ وخسرته ١٥٠ مليار دولار والآن إدارته جاءت لتنتقم منك بقسوة  وإستغلت نقاط ضعف عندك كانت وضعتها في طريقك كطعم  وأنت بلعت الطعم وخسرت كفاءات أمامهم كان ممكن تساعدك الآن  , لكن هذا إختيارك وعليه ما ستواجهه هو جزء من الخطأ .. العلاج الفاعل لهذه القضية ..صحح المسار وابقي على  من يستحق البقاء وأنفض يدك من كل من يسبب لك المشاكل ..أنفض يدك من الشائعات ..أنفض يدك من كل التحركات ضدك ..

الحوار ..ربما ينجح ظاهريا لكنه ليس كل شيء ..لا ننسى أن الأسد الأمريكي غضبان وثورته لما يواجه داخليا اثارت أزمة عنده وسيجد من بلادنا فرصة ثانية لإستعادة توازنه …

بقلم ؛ ا.د.عبير المعداوي