تقرير رئيس التحرير : د عبير المعداوي

منذ اندلاع الربيع العربي المزعم و انتشار مواقع السوشيال ميديا و الاعلام الالكتروني المتنوع و تستيقظ مصر كل يوم على أخبار الحوادث الجرائم و التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر الواتساب

او الفيسبوك او وسائل الاعلام الالكترونيه و الورقية ، ومع احترامي للاخبار المتداولة التي  تقدم  من نوعية اخبار القتل داخل الاسر و ارتفاع وتيرة العنف المجتمعي، و المقصود متابعة حالة المجتمع ،و بالطبع الهدف الأكبر الإثارة و التشويق لكن يهمني الاشارة لتوضيح قضية من اخطر القضايا و التي تعتبر امن قومي لا محالة.

 بمزيد من التوضيح تعتبر قضية نشر اخبار الحوادث و خاصة الاسرية و المتعلقة بالقتل و قضايا العنف الاسري و الشرف نوعا من الحروب النفسية التي تنفذ على الوطن  ...

لا تنزعجوا و تقولوا هذه مبالغة  لانني حينما اقول لك هذاو أشير  ان تلك النوعيه من اخطر الاخبار تاثيرا على المجتمع سيكولوجيا ( نفسيا ) و سلوكيا  و مفادها ان تنقل رساله عدم استقرار مجتمعي ، بل أن تلك الرسالة تسبب بشكل مباشر تأثير كبيرا مثل اختلال التوازن النفسي للانسان و تعريض الصحة النفسيه للمواطن و ثباته الانفعالي للضرر  على كافة المستويات و بالتالي يعتبر كل خبر ينشر ذو صلة بالعنف الاسري او جرائم القتل داخل الاسرة  هي حربا  داخلية و خارجية معا  تؤدي لسلوكيات سلبية داخل الشارع المصري

و انوه ان  التصنيف العلمي لتلك النوعية من الاخبار شبيهة قتل  زوجه و او زوج هي اخبار سلبية تستخدم في الحروب النفسية للضغط المجتمعي و يطلق عليها  اخبار صفراء تستهدف  اغتيال الروح المعنوية و شحن البغضاء بين افراد الاسرة و المجتمع ....

لذا مروجي تلك الاخبار يطلق على صحفهم صحف  صفراء  واعتذر ان اقول ان الاعلام المصري و العربي اصبح من تلك النوعية حتى الصحف القومية وقعت فريسة الجهل بعلوم الصحافة لضعف الكوادر العاملة بها و استهتارهم بالامن القومي النفسي للوطن و عدم درايتهم بالنتائج الكارثية و انكبابهم على جمع المال و رفع نسبة المشاهدة بالخبر الاحدث المثير و الأكثر تشويقا  والسبق  الصحفي الذي سيجتمع عليه الناس ، وهو يدرك تماما أن أثر  الصحافة الصفراء كارثية على قواعد و أسس هيكلة المجتمع و تضرب اللبنة الرئيسيّة ألا و هي الانسان او المواطن و تحول منه الى شخص عدواني أو مستهتر أو مواطن سلبي غير ذي نفع،

و بالنظر للظروف الحاليّه التي يمر بها العالم ، و نركز هنا على مصر في ظل ضغط نفسي رهيب يعيشه المواطن بسبب الحظر و العزله و المشاكل الماديه بسبب اجتياح فيروس  كورونا كوفيد ١٩ ، انتشاره بين الناس مما اضطر الدولة لفرض الحظر ،كان من المتوقع  تلقائيا أن تتفشى  بعض الامراض النفسيه و العصبيه. 

 و يهمني ان أشير الى ان الصحة النفسية لدى المواطن اصبحت في خطر بداية بسبب اطالة مدة الحظر من أسبوعين لشهر لشهرين و مازال الامر غير معروف لأحد ماي تنتهي الازمة و التي بسببها أدت لازمة إقتصادية و إجتماعية ناهيك عن جلوس عدد ساعات الفراغ الطويلة رفع من حالة الملل و التوتر و بداء تأثيرها  المباشر على الصحة النفسية و من ثم الصحة السلوكية

و تأتي  الاخبار الصفراء لبيئة مضطربة كي تضرب ضربتها القاتلة فتزيد من أزمة الانسان و تزيد من إحباطه و قلقه و توتره ، و هنا ندرك ان الغرض الحقيقي لتلك الاخبار ليس أكثر من هي استهداف  لزعزعة استقرار الانسان نفسيا و بالتالي ستؤثر على الأسرى المحيطين به  و من ثم  رفع مستوى الجريمة و العنف المجتمعي الذي ان دخلت معه عناصر ماليهزاقتصادية ستؤدي لشيء واحد ( ثورة الجياع ) و ما يثبت صحة التحليل هو نقل الصورة السيئة داخليا و خارجيا عن مجتمع باكمله و تحضيره لمشهد دموي.

و انبه انه احد تاثيرات الحظر بسبب انتشار فيروس كورونا ، طُلب من الناس العزل الفردي و فرض العزلة الاجبارية الذاتيه و ما ستؤدي للبرود العاطفي بين نسيج الاسرة الواحدة و المجتمع على المدى البعيد

و للعلم من بداية الازمة كنت اتناقش في هذا الامر و اننا سنصل لمرحلة البرود العاطفي و سيطرة مشاعر الوحدة و الانعزالية على الناس من خلال التباعد المستمر و الوحدة المطلوبه للعزل الذاتي لتجنب الاصابة مما سيسمح للدخلاء ان يسيطرون على  الصحة النفسيه و الصحة العقليه على الانسان لان صديقه الوحيد في هذا الوقت هو الموبايل  و البرامج المعروفة  فيسبوك واتس الخ و ياخذ منها ما يطرح عليه سلبيا او ايجابيا

و مع  الوقت سيحبذ  الوحدة و التفكير الفردي و العمل الانفرادي مما يخلق فجوة اجتماعية خطيرة ، و يسمح للمغرضين من سيطرة عقلية على المواطنين و الافتراس بقيمة كل شيء في حياتهم . و للعلم من المعروف ان مدة المرض الطبيعية لها دورة لا تزيد عن ٩٠ يوم اي ثلاث شهور ....

لكن ما يحدث في كارثة كورونا انها مستمرة منذ نوفمبر حتى الان في كل العالم اي ما يقرب من ٦ شهور  ، و تحليل هذا منطقيا يخبرنا  ان الغرض ليس الاصابه العضويه بل النفسية، اي تدمير الانسان في كل مكان بالعالم و السيطرة عليه  ...الغرض دمار البشرية نفسيا و عضويا.

من هنا ادعوا خبراء علم النفس و اساتذة الصحة النفسية بضرورة و حتمية التدخل السريع فور.

و اعود لمروجي الاخبار من صحفيين و غيرهم؛

 اولا يجب ان تعرف ان نشرك لكل خبر عن جريمة قتل و ما شابه في تلك الظروف هي حرب على صحة المواطن و تعتبر من اهم ادوات حروب الجيل الرابع

اجل صحيح وصلنا للجيل السادس لكن ادوات الجيل الرابع تسير بسهوله في المجتمعات النامية و تحقق نتائج مذهلة حيث أنها تتعامل مع كل جوانب الحياة السلبية

 على انه امر واقع

و بالنظر لمصر سنجد ان سبب انتشار ظاهرة الصحفيين و المراسلين و المحررين الدخلاء ، من لا يملكون علماً حقيقيا في مجال  الصحافة والاعلام ،  بمعنى آخر أن هناك فئة ولدت بعد ثورة يناير تم تدريبها ليكونوا مدونين فإذ بهمواصبحوا كتاب و صحفيين و رغبوا في العمل الإعلامي و  الصحفي ، دون أن علوم الصحافة و الاعلام و التي منها  الصحة النفسية و المجتمعية و علم النفس السلوكي و علم النفس الاجتماعي و لم يتناول ابعاد الامن القومي و تاثير انتشار الشائعات و الاخبار السلبيه على امن و استقرار الاسرة و المجتمع و بالتالي خطورته على الوطن ...و الاخطر من هذا انتشار تأثير السوشيال ميديا التي جعلت من الناس جميعهم كتاب و  صحفيين يتداولون الاخبار الاعلامية الكاذبه و الصحيحه و الخلط بينهم و بدون دراية علميه لتأثيرها الكارثي على المجتمع .

كل هذا حرب مقنعة  شرسة على المجتمعات و ما يقع من تاثيرات سلبية نفسيه و سلوكيه خطيرة ستعرض الامن القومي لكوارث يصعب حلها .

ما اريد ان احذر منه بلهجة شديدة جدا ممنوع منعا باتا من نشر اخبار الحوادث الان  و تداولها و ضرورة  حظرها، و اطالب وزارة الاعلام بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي مع ضرورة ضبط ايقاع ما ينشر من جرائم و حوادث، و اطالب بتدخل عاجل لاطباء الامراض النفسية و المرشدين السلوكين و اساتذة علم نفس الاجتماعي للعمل داخل المجتمع و رصد الحالات و معالجتها سريعا

و انتهي كورونا ليست مجرد فيروس ..بل أداة حرب شرسة من كافة الاتجاهات و الدول الحريصة على البقاء عليها التعامل بالحذر و الانتباه لأدق التفاصيل .

 

الأكثر مشاهدة

Who's Online

56 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل