-
نشر بتاريخ: 19 كانون1/ديسمبر 2022
يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم
حروب وأخبار خراب هائل
يتكلم الكتاب عن حروب كثيرة ، وانتشار أحاديث عن حروب وأخبار ، إلى جانب وجود ثورات كثيرة وحروب مدنية كثيرة ، وانتشار الصراعات القومية بكثرة شديدة
وجدت الحروب في العالم منذ فجر التاريخ ، بل منذ آدم نفسه عندما قام ابنه قابيل على أخيه هابيل وقتله ، وقد تكررت كلمة حرب في الكتاب المقدس 321 مرة وكلمة حروب 44 مرة ، ويذكر التاريخ الحروب المتواصلة التي كانت تحدث دائما خاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأوربا ، ومن أشهر هذه الحروب الحروب التي قامت من أجل السيادة العالمية وتكوين إمبراطوريات عظيمة والتي بدأت بمصر ثم أشور ثم الإمبراطوريات التي أعقبت ذلك منذ سنة 607 ق م وحتى نهاية القرن التاسع عشر ، وهى الإمبراطوريات البابلية والفارسية واليونانية بقيادة الإسكندر الأكبر ثم خلفائه والإمبراطورية الرومانية التى دامت سيادتها ، وحروبها أكثر من 1400 سنة ثم الدولة الإسلامية والحروب الصليبية ثم حروب الدولة العثمانية ، إلى جانب حروب المغول والتتار القادمين من شمال أسيا ، وحروب الإمبراطورية الروسية القيصرية ، والحروب التى انتهت باستعمار عدد من دول أوربا للكثير من الدول الأسيوية والأفريقية .. الخ
ومع ذلك فقد كثرت الحروب في هذا القرن بشكل مخيف ، سواء بسبب التحرر من الاستعمار بأشكاله المختلفة أو بسبب السيادة العالمية على الدول الأقل ، مثل دول ما يسمى بالعالم الثالث أو الدول النامية ، وتطلع دول مثل بريطانيا وفرنسا سابقا وأمريكا وروسيا حاليا للسيادة على العالم كله ، أو لأسباب عرقية أو دينية أو للسيطرة على مصادر الطاقة مثل البترول .. الخ ، فقد نشب في هذا القرن وحده عشرات الحروب الدولية والأهلية والعرقية والدينية وراح ضحيتها اكثر من 100 مليون نسمة ، منهم 10 مليون في الحرب العالمية الأولى (1914-1917) ، وحوالي 50 مليون في الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م ، واكثر من مليون في الحرب الأهلية في نيجيريا 1966 ، ومئات الألوف في حروب العراق مع إيران ، وحرب الخليج ، والحرب الأهلية في العراق مع الأكراد والشيعة ، كما هلك الملايين في الحروب الأهلية والعرقية في البوسنة والهرسك والصومال وجنوب السودان ورواندا والفليبين وأفغانستان وكشمير وسريلانكا وليبيا وتشاد وغيرها من الدول ، ويقول تقرير للأمم المتحدة صدر سنة 1994م أنه يوجد الآن حوالي أربعين حربا في أربعين مكانا مختلفا في العالم في وقت واحد ويوجد الآن ، أكثر من مائة حرب أهلية في العالم
وقد بلغ عدد الحروب التي نشبت في العالم منذ الحرب العالمية وحتى الآن أكثر من خمسة وستين حربا مات فيها ملايين الناس مثل حرب شبه الجزيرة الكورية وحرب فيتنام وجرينادا وبنما وهايتى وحرب الخليج. . الخ ، وتقول الإحصائيات أن من هلك في حروب القرن العشرين اكثر ممن هلك في حروب اكثر من عشرة قرون ، فقد هلك في حروب القرن السابع عشر ثلاثة ملايين ، وفى حروب القرن الثامن عشر خمسة ملايين ونصف ، وهلك في حروب القرن التاسع عشر 16 مليون نسمة ، أي هلك في قرن واحد يساوى ما هلك في حروب ثلاثة قرون ثماني مرات
وتطورت الأسلحة في هذا القرن بصورة مذهلة ورهيبة ، فقد حارب نابليون في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بأسلحة متطورة قليلا عن الأسلحة التي حارب بها الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبا ، وكانت أسلحة القرن السابع عشر هي الرماية ، وتحولت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى المدافع ، أما في حروب القرن العشرين فقد استخدمت الدبابات والطائرات والقنابل العادية ، ثم دخلت القنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية والتي أهلكت قنبلة واحدة منها كل شيء في هيروشيما باليابان سنة 1945م ، ولم يتبق في المدينة سوى الرماد ، ثم أنتجت القنبلة الهيدروجينية ، وهى أقوى مئات المرات ، بل آلاف المرات من القنبلة الذرية ، فإذا كانت القنبلة الذرية تعادل 10 كيلو طن من المواد المتفجرة (أي 20 ألف طن من مادة التروتيل) فقد صنعت قنبلة هيدروجينية تعادل اكثر من مائة مليون طن من المواد المتفجرة ، فضلا عن إشعاعها المميت ، وذلك إلى جانب الصواريخ عابرة القارات وحروب الفضاء التي تمكن الإنسان من ضرب أي نقطة على الأرض من الفضاء بدقة متناهية ، وكذلك أيضا الأسلحة البكتريولوجية والبيولوجية والجرثومية أو الجراثيمية ، والتي ما تزال تنتج وتستخدم في الحروب على الرغم من تحريمها دوليا ، كما أسفرت أبحاث الفضاء عن إمكانية استخدام سلاح جديد ورهيب ، اسماه العلماء شعاع الموت أو ضوء الليزر ، أي تكبير شدة الضوء بإثارته بالإشعاع الذي إذا ثبت على محطة فضاء يتحكم فيها البشر فسيكون السلاح الرهيب الذي يستطيع أن يفنى أي جزء من العالم في غمضه عين ، بل وهناك حديث عن قنبلة يحاول العلماء إنتاجها ، يقولون أنها لو انفجرت في الأرض فستكون كفيلة بأن تخرج الأرض من مسارها حول الشمس وتذهب إلى قرار غير معلوم ، إذ أنها ستفوق حرارة الشمس ذاتها
وبلغ السباق الجنوني ذروته في إنتاج اخطر الأسلحة وأشدها فتكا ، فقد بلغت ميزانية التسليح للعالم مائتان مليار دولار سنة 1970م ، وبلغت ما يقرب من ثلاثمائه وخمسون مليار سنة 1980م ، ولا تزال هذه الميزانية في تصاعد كل يوم ، ولا يزال العلماء كل يوم يخترعون الجديد من أشد أنواع الأسلحة وأفظعها فتكا ، حتى قال المؤرخ والفيلسوف المشهور أ. ج. ويلز قبل وفاته “أن العالم تردى في هوة سحيقة لا قرار لها ولم يعد ثمة طريق للنجاة” ، وعندما سئل العالم الكبير البرت إينشتاين ، ما هو السلاح الذي يمكن أن يستخدم في حرب عالمية ثالثة ، قال “في الثالثة لا اعرف ، أما في الرابعة فيستخدم القوس والنشاب”
والخلاصة هي كما يقول أحد العلماء ، أن هناك من الأسلحة النووية ما يكفى لقتل كل سكان الأرض 12 مرة ، وذلك إلى جانب ما يسمى بـ الشتاء النووي القادم الذي فيه لن تتمكن أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض بسبب السحب المشبعة بالدخان النووي الذي قد يسبب هبوط شديد في درجات الحرارة يصل إلى مائه وأربعة درجات فهرنهايت
كما أن الحروب أيضا تتسبب في حدوث المجاعات لأنها تدمر البنية التحتية ووسائل المواصلات والمياه وإمدادات الغذاء وغيرها وتهجير عدد كبير من السكان من موطنهم الأصلي إلى جانب آلاف اللاجئين الذين يصبحون بلا مأوى ولا ملجأ أو مياه نقية للشرب ، كما تسبب العديد من الأمراض الوبائية التي تتسبب في الوفيات الجماعية ، وذلك إلى جانب القحط والجفاف … الخ
والسؤال الآن هل يتمكن العلماء ورجال السياسة من القضاء على أثار المواد الذرية والنووية ؟
وهل يمكن تأخير الحروب النووية المحتملة أو إيقافها؟
وهل يمكن للعالم أن يتخلص من كل الكميات الهائلة التي صنعها في المعامل النووية والذرية والبيولوجية والكيميائية وغيرها؟
تابعوني .....
تنويه ...
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه
و للقارىء حق الرد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة