-
نشر بتاريخ: 10 كانون1/ديسمبر 2022
يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم
نظرة عامة على العالم العربى والاسلامى ..
ذكرت الوثيقة الصهيونية إن العالم العربى الاسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب من فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات ، دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم
و لقد قسم هذا العالم الى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة ، والتى تعادى كل منهما الأخرى ، وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى والاجتماعى فى الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول ، وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها ، فى الواقع ، بناء مصطنع كبرج الورق ، لايمكنه التصدى للمشكلات الخطيرة التى تواجهه .
مصر ..
ذكرت الوثيقة الصهيونية فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا ، حوالى 8 مليون نسمة .
وكان السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة ، أى دولة لبنانية مسيحية جديدة فى مصر .
و الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم .
وبخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية والدولة فى حالة دائمة من الافلاس بدون المساعدات الخارجية الامريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام .
ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب اذن أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم .
ان المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء ، وسوف يفعلون كل مافى وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان العالم العربى ، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ماكانت عليه .
إن مصر لاتشكل خطرا عسكريا إستراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى ، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونية 1967 بطرق عديدة ، كما ان أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام 1956 ، وتأكد زوالها فى عام 1967 .
إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها ، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل .
إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية .
إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ماهى عليه الآن ، سوف لا تشكل أى تهديد لإسرائيل ، بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا .
إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر .
فإذا ماتفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى ، وفكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر – بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخى .
ان التفتت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .
خطة تقسيم مصر ..
خطة تقسيم مصر نشرها الدكتور حامد ربيع – رحمه الله – الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في صحيفة الوفد في الثمانينيات في سلسلة مقالات بعنوان (مصر والحرب القادمة) ، ونشرها الدكتور محمد عمارة نقلا عن مجلة يصدرها البنتاجون في كتابه (المسألة القبطية حقائق وأوهام ومفاد هذا الكلام تقسيم مصر الى ثلاث دويلات .
دويلة قبطية .. ممتدة من جنوب بني سويف في جنوب أسيوط بامتداد غربي يضم الفيوم وبخط صحراوي طويل يربط هذه المنطقة بالاسكندرية التي يعتبرها هذا المخطط عاصمة للدويلة القبطية .
- دويلة النوبة .. الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان وعاصمتها أسوان .
- دويلة إسلامية .. تشمل مصر الإسلامية والتي تضم المنطقة من ترعة الاسماعيلية والدلتا حتى حدودها على الدويلة القبطية غربا ودويلة النوبة جنوبا .
- دويلة يهودية .. وعند هذا الحد يصبح طبيعيا أن يمتد النفوذ الإسرائيلي عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تتقلص حدود مصر تماما من الجهة الشرقية ليصير فرع دمياط وترعة الاسماعيلية حدها الشرقي وتحقق الغاية الاسرائيلية النهاية “من النيل إلى الفرات”
- إسرائيل الكبرى .. سوف يتم التفصيل عنها في مكانه ..
تنويه ...
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه
و للقارىء حق الرد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
133 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة