-
نشر بتاريخ: 10 كانون1/ديسمبر 2022
يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم
أطماع الصهاينة فى منطقة الشرق الأوسط ليست وليدة اليوم , وإنما هى تاريخية منذ القدم , وتعيش داخل الذاكرة اليهودية بإعتبارها أرض الميعاد لبنى إسرائيل , لذا فأية آراء ترفض نظرية
المؤامرة التى تقضى بتقسيم الدول العربية هى آراء مردود عليها من الواقع الذى يحدث على الأرض الآن , ولعل ما حدث فى العراق من تحطيم الجيش العراقى , وبدء مطالب إنفصال أجزاء من العراق للشيعة والسنة والأكراد , وكذلك الحرب السورية الأخيرة لهى خير دليل على صدق الأطماع الأمريكية الصهيونية فى منطقة الشرق الأوسط والتى تستعد لإلتهام دول المنطقة واحدة بعد الأخرى بدءاً من العراق الذى تم تمزيقه مروراً بسوريا الجارى تمزيقها حالياً , وصولاً الى دول عربية أخرى يجرى الإعداد لتقطيعها وفقاً للمنظومة الأمريكية الجديدة.
البداية ..
في عام 1983 وافق الكونجرس الامريكي بالاجماع في جلسة سرية علي مشروع برنارد لويس وهو أمريكى صهيونى من أصل بريطانى وضع مشروعاً جديداً تستطيع أمريكا من خلاله تعديل حدود إتفاقية سايكس بيكو التى أبرمت عام 1916، والتى كانت عبارة عن تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، والذى نتج عنه الشكل الحالى للدول العربية .
ويقضى هذا المشروع بتفكيك البنية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية على أسس دينية ومذهبية لتتحول بعدها إلى مجموعة من الدويلات لتتناحر فيما بينها حتى تصل الى التدمير الشامل دون تدخل عسكرى من الدول الكبرى، وهو ما حدث بالفعل فى العراق وسوريا وليبيا .
ونلاحظ كما هو واضح فى الخريطة التى تم تسريبها أن منطقة الشرق الأوسط يعاد تقسيمها من جديد ، والغريب ان تلك الخريطة تم رسمها نهاية السبعينيات وهذا يؤكد ما قلناه سابقاً أن التخطيط الأمريكى الصهيونى للمنطقة يتم على مراحل زمنية لا تتعدى 40 عاماً ، ونلاحظ أيضاً ان الخريطة توضح تقسيم سوريا والعراق إلى مناطق للسنة ومناطق أخرى للشيعة والأكراد وهو ما يحدث على الأرض بالفعل حالياً .
خطة العمل ..
عندما تقرر القوى الكبرى تقسيم بلداً ما ، فإنها لا تلجأ للحل العسكرى الذى ثبت فشله وتكلفته العالية فى الأرواح والمعدات ، بل تلجأ لحروب الجيل الرابع التى تقضى بالحصول على أكبر مكاسب من خلال الحرب عن بعد بإستخدام كل الوسائل الممكنة ، وترتكز الخطط الصهيونية الأمريكية فى الفترة الحالية على النقاط التالية :
1- دراسة الدولة المراد تقسيمها من جميع النواحى الجغرافية والسياسية والدينية والبحث عن نقاط ضعف يمكن النفاذ منها لتفجير الدولة من الداخل من خلال دعم طرف داخلى ضد آخر ، أو دعم جميع الأطراف فى وقت واحد لخلخلة ركائز الدولة عن بعد ، ويكون الإعتماد فى تلك الخطة على رجال المخابرات الأمريكية CIA والموساد الإسرائيلى ، والمثال على ذلك :
درست الولايات المتحدة أحوال العراق جيداً ، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن رماد العراق ترقد تحته نار الطائفية بين السنّة والشيعة والأكراد ، فتعاونت مع الأكراد فى الشمال ودعمتهم ليطالبون فى النهاية بالإنفصال وفى نفس الوقت سلّحت جيش صدّام وسهّلت له غزو الكويت ، ثم شجّعت الشيعة على الثورة بعد حرب الخليج الثانية أو ما يطلق عليها “حرب تحرير الكويت” عام 1991 مما جعل صدّام نفسه يطلب الإذن بالموافقة على تحليق طائراته لدك ثورة الشيعة فى الجنوب ، وهى الطائرات التى لم يستطع إستخدامها أصلاً فى تلك الحرب ، وهو ما أدّى فى النهاية الى خلخلة الدولة العراقية وجعل التربة خصبة لسقوط العراق بأكمله بعد غزو العراق عام 2003 لينتهى الأمر بتقسيمه إلى 3 دويلات .
2- إستخدام دول أخرى كفزّاعة لخلق صراع على الأرض مثلما حدث بين العراق وإيران وأدّى إلى حرب بينهما إمتدت ثمانية أعوام منذ عام 1980 وحتى عام 1988 وهو ما أدّى فى نهاية الأمر إلى تقسيم العراق ذاته ، وهو ما يتم تكراره حالياً من استخدام إيران كفزّاعة لدول الخليج لكى تتكرر الحرب مرّة أخرى ويتم تقسيم منطقة الخليج كنتيجة حتمية لتلك الحرب .
3- تتعامل الولايات المتحدة مع قوى أخرى بديلة لجيوشها على الأرض وهى تنقسم إلى شقّين ..
– الأول إستخدام جيش من المرتزقة مثل مقاتلين شركة “بلاك ووتر” لتنفيذ مذابح وعمليات قتل داخل الدول المراد تقسيمها لتأجيج الصراع بين الأطراف المختلفة وهو ما حدث فى العراق وسوريا ، وأيضاً فى مصر خاصة فى مدن القناة
– الثانى إستخدام جيش من المغيبين عقائدياً مثل التابعين لتنظيم القاعدة وتسهيل الأمور لهم من خلال التلاعب بأحلامهم الخاصة بالخلافة لتمهيد الأرض لمشروع التقسيم .
4- تلعب الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل على نقاط الضعف فى الدولة مثل تردّى الأوضاع الصحية لتقوم بنشر فايروس مرض ما مثل “انفلونزا الخنازير” الذى ظهر مؤخراً فى مصر لكى تضرب عصفورين بحجر ، حيث يزيد عدد الضحايا نتيجة ضعف قدرة الدولة على مواجهة الأمراض الجديدة ، وفى نفس الوقت تساعد تلك الأحداث فى زيادة فعالية الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب ، والذى يمكن أن يساعد فى إنهيار معنوياته لإحساسه بوجود الموت حوله فى كل مكان دون قدرة حقيقية على مواجهته .
تنويه ...
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه
و للقارىء حق الرد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
195 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة