يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم

تأتي الصهيونية على رأس القائمة للمنظمات اليهودية، وعلى رأس قائمة البنات غير الشرعيات للماسونية العالمية، أو “القوة الخفية”‏ ، ويرى البعض أن بدايات الفكر الصهيوني كانت في إنجلترا

في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطا لتحقيق الخلاص وعودة المسيح ، لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنجلترا تبنت هذه الأطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود بل معادين لليهود واليهودية

ومن المهم أيضاً لفت الانتباه إلى أن الصهيونية نشأت كرد فعل على ما أسماه اليهود “معاداة السامية”، لتصبح مهمة الحركة الصهيونية تغيير واقع اليهود في أوروبا إلى دولة قومية تجمع اليهود من كل أنحاء العالم

مفهوم الصهيونية ..

الصهيونية كلمة أخذها المفكر اليهودي “ناثان برنباوم” من كلمة “صهيون” لتدل على الحركة الهادفة إلى تجميع “الشعب اليهودي” في أرض فلسطين، ويعتقد اليهود أن المسيح المخلص سيأتي في آخر الأيام ليعود بشعبه إلى أرض الميعاد، ويحكم العالم من جبل صهيون

وقد حول الصهيونيون هذا المعتقد الديني إلى برنامج سياسي، كما حولوا الشعارات والرموز الدينية إلى شعارات ورموز دنيوية سياسية، ورغم تنوع الاتجاهات الصهيونية (يمينية ويسارية، ومتدينة وملحدة، واشتراكية ورأسمالية) ظلت المقولة الأساسية التي تستند إليها كل من التيارات الصهيونية هي مقولة “الشعب اليهودي”، أي الإيمان بأن الأقليات اليهودية في العالم لا تشكل أقليات دينية ذات انتماءات عرقية وقومية مختلفة، إنما تشكل أمة متكاملة توجد في الشتات أو المنفى بعيدة عن وطنها الحقيقي: “أرض الميعاد أو صهيون، أي فلسطين“

ويعتقد الصهيونيون أنه لما كان الشعب اليهودي لا يوجد في وطنه، بل هو مشتت في الخارج، فإنه يعاني من صنوف التفرقة العنصرية، ويمارس إحساساً عميقاً بالاغتراب عن الذات اليهودية الحقيقية، وبالتالي لا يمكن حل المسألة اليهودية ببعديها، الاجتماعي والنفسي، إلا عن طريق الاستيطان في فلسطين

كما يرى الصهيونيون أن جذور الحركة الصهيونية ـ أو القومية اليهودية كما يسمونها ـ تعود إلى الدين اليهودي ذاته، وأن التاريخ اليهودي بعد تحطيم الهيكل على يد الرومان، هو تاريخ شعب مختار منفي، مرتبط بأرضه، ينتظر دائماً لخطة الخلاص والنجاة

اسباب ظهور الحركة الصهيونية ..

  1. فشل فكرة الاندماج مع الشعوب الاوروبية خاصة بعج ان خاب امل اليهود من التحرر والمساواة
  2. حفاظ اليهود على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية بينهم خلال قرون طويلة
  3. ظهور نشاطات معادية ضد اليهود في اوروبا

4.تأثر اليهود من الحركات القومية التي ظهرت في اوروبا وعملت على اقامة دول ذات طابع قومي

  1. الظروف الدولية المريحة وخاص ضعف الدولة العثمانية التي كانت فلسطين جزء منها
  2. ظهور شخصيات بارزة ومفكريين يهود وغير يهود دعوا الى اليقظة القومية ويعتبرون مبشرين للحركة الصهيونية

تأسيس الحركة الصهيونية ..

في عام 1896 قام الصحفي اليهودي المجري ثيودور هرتزل بنشر كتاب دولة اليهود وفيه طرح أسباب اللاسامية وكيفية علاجها وهو في رأيه إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين لما تتمتع به من مكانة دينية واستراتيجية واقتصادية واتّصل بامبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني فنجح في الحصول على دعمه، كما اتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني ولكن محاولته باءت بالفشل وحتى طلب المال من قبل الأغنياء اليهود باء بالفشل

في عام 1897 نظم هرتزل أول مؤتمر صهيوني في بازل في سويسرا حضره 200 مفوض، وصاغوا برنامج بازل والذي بقي البرنامج السياسي للحركة الصهيونية، وأقام المؤتمر الصهيوني العالمي اللجنة الدائمة وفوضها بأن تنشئ فروعاً لها في مختلف أنحاء العالم. وعندما فشل هرتزل في ديبلوماسيته مع السلطان العثماني وجه جهوده الديبلوماسية نحو بريطانيا ولكنّها قدّمت دعمها المالي لإقامة مستعمرة في شرق أفريقيا (أوغندا) فانشقّت الحركة الصهيونية بين معارض ومؤيد، فاتّهم الصهاينةُ الروس هرتزل بالخيانة ولكنه استطاع أن يسوي الأمر معهم إلا أنه مات. وعندما عقد المؤتمر السابع عام 1905 رُفِضَت أوغندا، وشكل ارائل لانغول المنظمة الإقليمية اليهودية وكانت ذات صلاحية اختيار موطن مناسب للشعب اليهودي

استطاعت الحركة الصهيونية أن تحقق أهم انجازين لها وهما وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917، والثاني هو إقامة كيان لليهود سمي دولة إسرائيل عام 1948، وذلك على أرض فلسطين وذلك عن طريق القتل والتهجير والمذابح لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم بالقوة

مراحل تطوُّر ونمو الفكر الصهيوني ..

مرحلة ما قبل مؤتمر “بازل‏” ..

وتمثَّلت هذه المرحلة في بروز الروَّاد الأوائل الذين أسهموا إسهامات فعَّالة في نشوء هذا الفكر وإنضاجه، وتحويله إلى حركة عنصرية شَغَلت العالَم بأساليبها العدوانيةِ التي اتبعتْها لتهيمنَ على مقدرات الشعوب، وتوسع سلطانها على أكبر بقعة من الأرض؛ لتثبت دعائم دولتها العنصرية، على أسس أفصحت عنها معطيات هذه المرحلة والمراحل التي أعقبتها‏.

فقد ظهرت الحركة الصهيونية إلى الوجود في منتصف القرن التاسع عشر على شكل مقالات وخطابات وكتب، ألقاها وحرَّرها زعماء ومفكرو الحركة الأوائل؛ حتى تثبت دعائم هذا الفكر في نهاية ذلك القرن‏

ومن أهم دعاة الحركة الصهيونية العنصرية في هذه المرحلة من مراحل تطوُّرها – على سبيل المثال لا الحصر – ‏‏‏الحاخام “يهود المالي‏”،‏ و‏”‏موسى هس‏”، ‏و‏”‏موشية لايب ليلنبلوم‏”،‏ و‏”‏تيودور هيرتزيل‏”‏ مؤسِّس الصهيونية الحديثة‏

وقد نشأتْ خلال هذه المرحلة جمعياتٌ، وحركات، ومنظمات يهودية بارزة، كان هدفها الترويج والتمهيد للحركة الصهيونية، وإقامة مشاريع الاستيطان في فلسطين‏

ومن أهم هذه الجمعيات على سبيل المثال‏: ‏

أ- جمعية رعاية الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتأسَّست عام 1860م

تنويه ...

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه

و للقارىء حق الرد

الأكثر مشاهدة

Who's Online

122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل