-
نشر بتاريخ: 04 كانون1/ديسمبر 2022
يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم
أصدقائي الأعزاء والمتابعين سأبدأ في سلسلة مهمة جدا جدا
وكلنا تقريبا عاصرناها أو عندنا معلومات عنها ولكن مع كشف بعض الغموض والأحداث المبهمة واللي كانت في وقتها غير واضحه للغالبية العظمى من الشعوب العربية
التفتيت
التفتت .. سايكس بيكو
التفتت .. معاهدة سيڤر
التفتت .. معاهدتي لوزان
التفتت .. وعد بلفور
التفتت .. الصهيونية
التفتت .. وثيقة التقسيم الصهيونية
التفتت .. الفوضى الخلاقة
التفتت .. الشرق الأوسط الكبير
التفتت .. صفقة القرن
تقسيم برنارد لويس
تفتيت دول الشرق الأوسط الكبير .. مدخل
تفتيت دول الشرق الأوسط الكبير .. خطة العمل
تفتيت مصر
تفتيت السعودية
تفتيت العراق
تفتيت ليبيا
تفتيت سوريا
نبدأ بـــ الجزء الأول سايكس بيكو
انقسام العرب سياسيا ..
لقد كان معظم العرب جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ، حيث كانت هذه الإمبراطورية دولة كبيرة ومليئة بمختلف الأعراق ، وكان مقرها في مدينة إسطنبول ، ولكن اليوم تبدو الخريطة السياسية للوطن العربي لغز معقد ، حيث أدت أحداث عام 1910م ، إلى سقوط الحكم العثماني ، وظهور الدول الجديدة في مختلف بلاد الشرق الأوسط ، وكان لبريطانيا الدور الأقوى في بسط النفوذ ، إذ وقعت ثلاث اتفاقيات منفصلة ، وكانت نتيجتها الفوضى السياسية ، التي أدت إلى تقسيم دول العالم الإسلامي ، وحل الدولة العثمانية ، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط ، حيث سيطرت على مصر عام 1888م ، وعلى الهند عام 1857م ..
ولكن رغماً من توحد بلاد الوطن العربي في اللغة العربية ، وبعض الصفات الثقافية إلا أن العرب انقسموا سياسياً منذ القرون الإسلامية الأولى ، ففي القرن السادس عشر تحولت معظم البلاد العربية في منطقة الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا إلى محافظات عثمانية ، وكان لهذه البلاد العديد من الإنجازات الفكرية والاقتصادية والسياسية ، ولكن في النصف الأخير من القرن التاسع عشر كان هناك عدة محاولات لمحاكاة إنجازات الحضارة الأوروبية ، وظهرت في تلك الحقبة فكرة العروبة كنظير للحركات القومية الأوروبية ، وبقي العرب يحكمون مدنهم حتّى الحرب العالمية الثانية ، وبعدها بدأ نظام القومية السياسية الاستعمارية ، والذي قسم العرب إلى دول منفصلة عن بعضها ، وأدى هذا إلى تقويض العروبة أو الوحدة السياسية العربية ..
الحرب العالمية الأولى ..
كانت الحرب العالميّة الأولى بداية تقسيم الوطن العربيّ ، فكانت مناطق غرب الجزيرة العربية ، ووسط شمال شبه الجزيرة العربية ، داعمة للإمبراطوريّة العثمانيّة أثناء الحرب ، بينما كانت مناطق شرق شبه الجزيرة العربية غير مؤيّدة ، وفي وفاق مع بريطانيا التي كانت ذات شأن في الخليج ، وفي علاقات تعاقديّة مع مشايخ العرب ..
من هؤلاء المشايخ الحسين بن علي شريف مكة ، الذي تمكّن بالدعم البريطانيّ عام 1916م أن يقود ثورة ضدّ الإمبراطوريّة العثمانيّة ، وتولّي أمور مكة ، وقام اثنان من أبنائه وهما فيصل وعبد الله بإثارة القبائل الحجازية ضدّ الدولة العثمانيّة بمساعدة الإمدادات البريطانيّة ، وضبّاط الاتّصال ، أشهرهم لورانس العرب ، وبعد ذلك انتقلوا شمالاً إلى إمارة شرق الأردن ، على طول جناح الجيش البريطاني الأيمن ، ومن ثمّ إلى داخل دمشق عام 1918م ، فأنشأ فيصل حكومة عربية هناك ، ولكن تمّ إزالتها من قبل الفرنسيين عام 1920م ، وأصبح ملكاً على العراق عام 1921 ، وأصبح عبد الله أمير إمارة شرق الأردن ..
تقسيم الدول العربية باتفاقية سايكس بيكو ..
اتفاقية سايكس بيكو (Sykes–Picot Agreement) هي معاهدة وُقّعَت بين كلٍّ من فرنسا وبريطانيا ، وبإشراف من روسيا أثناء الحرب العالمية الأولى ، وقَضَت بتقسيم الدول العربيّة التي تقع في الجزء الشرقيّ من البحر الأبيض المتوسط ، والتي كانت تخضع لسيطرة الدولة العثمانيّة بين كلٍّ من بريطانيا وفرنسا .
وقد بدأت اتفاقية سايكس بيكو في عام 1915م خلال الحرب العالمية الأولى وأثناء ضعف الدولة العثمانيّة ، حيث اختارت فرنسا قنصلها العام السابق في بيروت جورج بيكو كمندوب سامٍ بهدف متابعة الشؤون السياسيّة في منطقة الشرق الأوسط ، وفوّضته لمناقشة بريطانيا حول مستقبل دول المنطقة ، وكان مندوب بريطانيا السامي لشؤون الشرق الأدنى آنذاك هو مارك سايكس ، فسافر بيكو إلى القاهرة للقائه ، وبدأت المفاوضات بين كلٍّ من المندوبَين ، وأشرف عليها مندوب دولة روسيا ، وأسفرت المشاورات والمفاوضات والاجتماعات عن توصّل الأطراف الثلاثة إلى اتفاقية سُميّت “اتفاقية القاهرة السرية” ..
استكملت الدول الثلاث مباحثاتها في مدينة بطرسبرغ في روسيا ، وفيها وُقّعت اتفاقيّة سايكس بيكو ، التي تحمل اسمَي المندوبَين الساميَين لكلٍّ من بريطانيا وفرنسا ، ولكن الاتفاقيّة لم تُعلن بشكل مباشر ، وبقيت اتفاقية سريّة حتى عام 1917م ، عندما كشف الشيوعيّون الروسيّون عنها عند وصولهم للحُكُم ، فوضع هذا الأمر كلّاً من بريطانيا وفرنسا بموقف محرج أمام الشعوب المشمولة بالاتفاقيّة ، وأثار غضبها العارم ، وبعد سقوط الدولة العثمانيّة استولت بريطانيا على كلٍّ من فلسطين والعراق ، ثم تخلّت عن فكرة التقسيم التي طرحتها معاهدة سايكس بيكو ، وحلّ محلها نظام الانتداب ، الذي أُعلن في عام 1920م مع فرنسا ..
بالرغم من ذلك استمرّت السيطرة البريطانيّة الفرنسيّة على بلدان الشرق الأوسط حتى بداية الحرب العالمية الثانية ، وفقاً لسلطة الانتداب التي أعطتهما إيّاها عصبة الأمم عام 1922م في مؤتمر لندن ، باستثناء الأردن ، واليمن ، والسعودية ..
وبعد نهاية الحرب انتهت الاتفاقية ، ولم يتبقَّ منها سوى التقسيم المبدئي للحدود بين كل من لبنان ، والعراق ، والأردن ، وفلسطين ..
وبعد فقدان كل من فرنسا وبريطانيا قوتهما الطاغية ، بدأتا بالانسحاب من الدول العربية ، التي أعلنت استقلالها تباعاً ، وبالرغم من انتهاء الاتفاقية ، إلا أن حدود الدول العربية ما زالت قائمة بشكل مشابه إلى حد كبير التقسيم الذي طرحته الاتفاقية ..
تنويه ...
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه
و للقارىء حق الرد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
127 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة