-
نشر بتاريخ: 03 كانون1/ديسمبر 2022
يكتبها ... الكاتب والباحث السياسي / أسامة عبد الرحيم
نكمل باقي السلسلة يا أصدقائي
كنا قد ذكرنا في الجزء الماضي – ثورات الماسون العربية – من هذه السلسة عن نية التنظيمات السرية في بناء هيكل سليمان .. وقد ذكرنا ايضا ان الصهاينة المسيحيين – انجيليون – يدعمون إعادة بناء هيكل سليمان كخطوة على طريق عودة السيد المسيح – المسيا – .. فهي تؤمن بأن لهذه العودة شروطاً لا بد من تحقيقها .. وتؤمن كذلك بأن على المسيحي الانجيلي ليس انتظار تحقق هذه الشروط فقط .. بل عليه العمل على تحقيقها لأنه كما تقول أدبياتها “يحقق بذلك إرادة الله”
من هذه الشروط ان المسيح لن يظهر الا في مجتمع يهودي .. ولذلك لا بد من العمل على اقامة دولة صهيون لتجميع اليهود .. من هنا جاء اسم الحركة الصهيونية المسيحانية .. ومن هذه الشروط أيضاً ان المسيح لن يعلن عن نفسه الا في الهيكل اليهودي كما فعل أول مرة .. ولذلك فانها تعمل على تمويل منظمات وجماعات تستهدف تهديم المسجد الأقصى لبناء الهيكل …
وعلى قاعدة هذه الاعتقادات تمول الحركة مشاريع الاستيطان اليهودية في الضفة الغربية – يهودا والسامرة – وخاصة في القدس .. وهي لا تفعل ذلك لعيون اليهود .. ولكن من اجل عودة المسيح .. ذلك ان هذه الحركة تؤمن بأن هذه العودة سوف تحقق سيادة المسيحية وحدها على العالم وتلغي كل ما عدا ذلك .. وبالتالي فإن كل الادعاءات الدينية الأخرى سوف تزول وتنتهي .. أما الذين لن يلتحقوا بركب المسيح فان مصيرهم هو نار هرمجيدون …
وهرمجيدون في أدبيات هذه الحركة هي معركة حربية فاصلة بين الحق والباطل .. وسميت كذلك نسبة الى سهل مجيدو الذي يقع بين القدس وعسقلان قرب مدينة حيفا .. حيث يعتقدون انه سيكون ساحة المعركة …
وبموجب أدبيات هذه الحركة .. فإنه بعد تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل .. سوف تقع معركة دموية يموت فيها الملايين من المسلمين واليهود .. وعندئذ يظهر المسيح ممتطياً سحابة بيضاء فوق سماء المعركة ويرفع اليه المؤمنين به لينجيهم من نيران هرمجيدون .. ثم ينزل معهم الى الأرض ليسود على يديه السلام في العالم لمدة ألف عام يسمونها الألفية .. وبعد ذلك تقوم القيامة …
وتتهم هذه الحركة الإسرائيليين بالتقصير في أداء المهمة من وراء تجميعهم في فلسطين .. فتجميعهم ليس هدفاً في حد ذاته .. بل هو مجرد وسيلة للهدف الأسمى وهو عودة المسيح .. وقد حرضت هذه الحركة عناصر من مؤيديها لإحراق المسجد الأقصى وتدميره .. ومن المعروف ان حريق المسجد في عام 1969 لم يقم به يهودي او اسرائيلي .. ولكن قام به مسيحي إنجيلي – صهيوني – من استراليا .. واستطاعت الحركة كذلك تحريض طيارين في سلاح الجو الاسرائيلي لقصف الأقصى .. ولكن السلطات الإسرائيلية اكتشفت العملية قبل تنفيذها .. وهي تقف اليوم وراء تحريض المستوطنين اليهود لاقتحام الأقصى وتقدم لهم كل المساعدات والتشجيعات لذلك …
ومنذ عام 1980 انشأت هذه الحركة منظمة شقيقة لها تعرف باسم «السفارة المسيحية الدولية للقدس» .. ومهمتها دعم الدبلوماسية اليهودية في العالم وتشويه صورة الإسلام والمسلمين حتى يتقبل العالم الجريمة الكبرى التي يجري الإعداد لها بتهديم المسجد الأقصى بأقل رد فعل ممكن .. ولهذه «السفارة» مكاتب دائمة في العديد من عواصم العالم ومدنه الكبرى .. يتولى الإشراف عليها مسؤول بصفة «قنصل» .. ومهمته العمل على جمع التبرعات لإسرائيل وللمشاريع التي تقوم بها الحركة في اسرائيل .. وعلى رأسها مشروع بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى …
تنويه ...
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب والجريدة غير مسئولة عن محتواه
و للقارىء حق الرد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة