تتبدل الفصول و تتغير الناس ويرحلون كما أوراق الشجر  … لا جديد في الأمر …قصة مكررة ، ما بين الفصول

والشجر والرياح كلهم كما الأواني اللامعة لكنها خالية من القلب البصير ، وتقف الروح أمامهم معذبة وتعلم أن الرياح

---

هي التي حركتهم بعيد وهي ذاتها التي ستعيدهم عن قريب ..ولم يعد الأمر بجديد .. فالروح ساكنة سماء رب العالمين

مطلعة على أفعالهم بصمت .. فقط تكتب على سطور السماء أن العاقبة على الخائنين .. الكل خانها ومكر بها رغم سلامها

وطيبتها والله لن يتركها لهم بعد اليوم … هذا إنتصار عجيب .. سيتعجب منه كل أهل الارض فمن مكر ومن ظلم ومن

رحل ومن تقدم الكل سواء هنا …

غداً سيجري النهر من جديد لكن مع إختلاف بسيط أن الروح  حطمت كل الموانئ   ولم يعد يقبل بعبور النهر إلا بأمرها …

تعلم أن البحار سيغضب ولكنه من أساء إليها ولم يعتبر لهذه اللحظة .. لم يقف أمام الغيلان ويأخذ بيدها بل تركها لهم …

 الصبر على المكر وإنتظار الأمور أن تتبدل وتحمل الظنون والقوارب تذهب وتأتي بكل طيف ولون والروح تبني  وتخضر

 الصحراء البور بكل حب وحلم …كل هذا قد إنتهى أمس ، وطويت الصحف المعلقه والآن كتاب جديد .

تقول الروح لطالما عشت لوحدي أمد يد العون للجميع وكلما كنت أظن أن هناك بشائر أمل كنت أجري خلفها .. لكن الغدر

 السقيم ولعبة الشطرنج العقيم أبصرتني على حقيقتهم جميعا …

توقفت الروح عن الكلام الثقيل ومن الآن ستكمل رحلتها لوحدها ، لا يهم رأيكم بها بعد الآن … أكتبوا ما تكتبوا وقولوا ما

 تقولوا ، المعلقات مصيرها لنار الفراق قريب …

الروح لن تموت وتعلم أن الرياح ستحتاج إليها كما أوراق الشجر لكنها  والنهر لم يعدو بحاجة لهم …قوة إندفاع النهر

  ستحركه ولن يقبل أن يكون بركة مياه راكدة ..أما الروح قد سكنت قلب الرحمن وما أجمل الدعاء لو نعتبر ، ولم تعد تريد

 من خلقه رحمة أو حنان .. فليذهبوا ويعتنوا بأنفسهم هم أولى برحمتهم ورفقتهم لذاتهم في يوم عسير مقبل لا محال …

الكل يقف اليوم كشهود نعوش  لمن يتعظ

 

المفكرة  الروائية

ا.د عبير المعداوي