معركة كبريت من أكثر المعارك التي أظهرت بسالة وجدية المقاتل المصري أثناء حرب أكتوبر. ظهر ذلك في صمودهم أمام الحصار والذي كان أطول حصار خلال الحرب.

كانت مهمة الكتيبتين 601 و603 محددة في إشغال العدو والتمويه والتصدي له عند منطقة الممرات وتحديدا ممرا متلا والجدي، بدأت عملية الاقتحام في هذا الوقت باقتحام البحيرات المرة الصغري تحت غطاء من نيران المدفعية والقصف الجوي المصري في الواحدة والنصف ظهرا، أي قبل العبور بنصف ساعة ثم التحرك شرقا علي طريق الطاسة ثم طريق الممرات بهدف الاستيلاء علي المدخل الغربي لممر متلا، مضت الكتيبة نحو الممرات، كان الهدف هو منع العدو القادم من التقدم إلي سيناء وكانت مهمة كتيبة أن تتحرك بإتجاه ممر متلا والأخرى تتحرك بإتجاه ممر الجدي

كانت النقطة الحصينة في كبريت مقرا لإحدي القيادات الإسرائيلية الفرعية، ضمن خط بارليف وملتقي الطرق العرضية شرق القناة، وهو الأمر الذي عكس أهمية القاعدة إذ يمكن من خلالها السيطرة علي كافة التحركات شرق أو غرب منطقة كبريت، وهي تقع في المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث المصريين، وعلاوة علي ذلك تقع في أضيق منطقة بين البحيرات المرة الكبري والصغري والمسافة بين الشاطئين الشرقي والغربي عند هذه المنطقة لا تزيد علي 500 مترا، وتوجد في الوسط جزيرة يستطيع من خلالها العدو تطويق الجيش الثالث والوصول لمدينة السويس الباسلة.

وقد وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة تفيد بأن الإسرائيليين بدأوا في تجميع قواتهم نحو نقطة كبريت للقيام بعملية اختراق عميق للقوات المصرية، وكانت النقطة القوية في كبريت لم تسقط بعد في العبور الأول. فكلفت الكتيبة 603 مشاه باقتحام هذه النقطة والاستيلاء عليها.

وبالفعل في تمام الساعة 6:30 من يوم التاسع من أكتوبر تحركت الكتيبة في اتجاه كبريت، وكانت الخطة تقضي باستغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام الموقع من اتجاهي الشرق والجنوب بسرية مشاة، في الوقت الذي تقوم باقي وحدات الكتيبة بعزل وحصار من جميع الاتجاهات لمنع تقدم قوات احتياطي العدو الإسرائيلي. تمت مهاجمة النقطة القوية واقتحامها الساعة 21:30 نفس اليوم.

قام بإبلاغ قيادته بتنفيذ المهمة وانتظر الأوامر. وجاء الرد للمقدم إبراهيم عبد التواب بالاستمرار في تنفيذ المهمة والتمسك بالموقع والسيطرة علي المنطقة المحيطة به مهما كلف ذلك من تضحيات، وكلف قائد الكتيبة عناصر المهندسين بزرع حقول الألغام المضادة للدبابات علي طرق الاقتراب المحتملة للقوات الإسرائيلية وتجهيز مداخل المنطقة بحقول ألغام.

كانت الغارات الجوية مستمرة، بمعدل غارة كل 5 دقائق. أكثر من 2500 طن من مادة 'T.N.T' تم إلقاؤها من الطائرات علي الموقع.

أصدر القائد إبراهيم عبد التواب أوامره بالضرب والهجوم، فأصيب الإسرائيليون بحالة من الذعر الشديد وتم تدمير حوالي 16 دبابة إسرائيلية مما اضطر الآخرين إلي الهروب.تم تدمير 27 دبابة وعربة مدرعة إسرائيلية مدمرة حول الموقع.

استشهد معظم أفراد الكتيبة وعلى رأسهم المقدم إبراهيم عبد التواب الذي استشهد في يوم 14 يناير 1974 وحينما أحس الإسرائيليون باستشهاده، لم تخرج طلقة واحدة بعد ذلك في ذلك اليوم، للتعبير عن احترامهم لاستبسال هذا الرجل في الدفاع عن موقعه.

ظلت الكتيبة صامدة في موقعها لمدة 114 يوما. حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحبت إسرائيل إلى خط المضايق الجبلية تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك ورفع الحصار عن الموقع.

تحرير .. سهر سمير فريد

الأكثر مشاهدة

Who's Online

166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل