-
نشر بتاريخ: 21 تشرين1/أكتوير 2020
سلاجقة الروم هي سلطنة للسلاجقة الأتراك وجدت في الفترة مابين 1077 إلى 1307l وكانت عاصمتهم في البداية إزنيق ثم انتقلت إلى قونية. وبما أن السلطة كانت متنقلة كثيراً، فقد لعبت
العديد من المدن دور العاصمة في فترات من تاريخ السلطنة مثل قيصرية وسيواس. امتدت السلطنة في أوجها عبر وسط الأناضول، لتمتد من شواطئ أنطاليا وألانيا على البحر الأبيض المتوسط إلى سينوب على البحر الأسود، وفي الشرق صهرت معها العديد من القبائل التركية لتصل إلى بحيرة وان وفي الغرب أصبحت حدودها قرب دينيزلي ومداخل بحر إيجة.
اشتق اسم الروم من اسم الإمبراطورية البيزنطية التي كان يعرفها العرب باسم إمبراطورية الروم، وقد دعى السلاجقة على أراضيهم اسم الروم لإنها أسست على أراضي اعتبرت لفترة طويلة بأنها بيزنطية (رومية). وقد دعيت هذه الدولة أحياناً باسم سلطنة قونية أو سلطنة أيقونية حسب المصادر الغربية القديمة.
تعد سلالة سلاجقة الروم فرع من السلاجقة الكبار. وبعد معركة ملاذكرد 1071م. وهزيمة البيزنطيين، بسط السلاجقة سيطرتهم على الأناضول، وتمكن مؤسس الدولة قتلمش بن أرسلان وهو من أقرباء الحاكم السلجوقي طغرل بك من تأسيس الدولة. ونجح بعد ذلك ابنه سليمان بن قتلمش (1077-1086 م.) وهو أحد أبناء عمومة جلال الدولة ملك شاه ومنافس سابق على عرش السلاجقة العظام من بسط سيطرته على غرب الأناضول، واستطاع في سنة 1075م من احتلال بعض الأراضي البيزنطية مثل إزنيق وأزميت وبعد سنتين من ذلك أعلن نفسه سلطاناً سلجوقياً مستقلا عن دولة السلاجقة المركزية متخذاً من إزنيق عاصمة له.
وسع سليمان أراضي مملكته وامتدت حتى القرب من أنطاكية، لكنه قتل في عام 1086م في انطاكية على يدي حاكم سوريا تتش بن ألب أرسلان واسر ابنه قلج أرسلان الأول وأرسل إلى سجنه في أصفهان، مالبث أن أطلق سراحه بعد وفاة ملكشاه في سنة 1092م ليعلن نفسه وريثاً لوالده على أراضي سلاجقة الروم. حاول قلج أرسلان الأول التصدي للحملة الصليبية الأولى لكنه هزم في معركة ضورليم الأولى لينكفئ في جنوب وسط الأناضول. وجعل من نيقية عاصمة لمملكته. وفي عام 1107م حاول التقدم باتجاه الشرق للسيطرة على الموصل لكنه مات في نفس العام الذي بدأ فيه حربه ضد محمد بن ملكشاه
بعد وفاة قلج أرسلان بقي كرسي السلطنة فارغاً، إلى أن أطلق سراح ابنه ملك شاه بن قلج أرسلان من سجن في اصفهان، تسلّم السلطنة بعد وفاة ملك شاه ركن الدين مسعود، والذي نقل العاصمة إلى قونية في سنة 1116م، والذي نجح في احتلالها بمساعدة الدانشمنديون، وحتى وفاته سنة 1156م كان قد تحكم بمعظم أرضي وسط الأناضول. كما نجح ابنه قلج أرسلان الثاني من السيطرة على باقي الأراضي حول سيواس وملطية من الدانشمنديون. كما هزم البيزنطيين في معركة ميريكافالون في سنة 1176م موجهاً ضربة كبيرة إلى القوة الرئيسية في المنطقة. كما احتل الجيش الألماني قونية سنة 1190م لفترة قصيرة من الوقت في الحملة الصليبية الثالثة.
أصبح سلاجقة الروم الممثلين الوحيدين للسلاجقة بعد موت آخر سلاطين السلاجقة طغرل الثالث في سنة 1194م. نجح كيخسرو الأول الأول في استعادة قونية من أيدي الصليبين سنة 1205م وسيطر على أنطاليا في سنة 1207م. ووصلت قوة وسلطة سلاجقة الروم إلى ذروتها في عهد كيكاوس الأول وكيقباد الأول، فقد نجح في احتلال سينوب على البحر الأسود سنة 1207م وجعل إمبراطورية تريبزوند تابعة له، كما أخضع مملكة أرمينيا الصغرى، لكنه اضطر في سنة 1218م لتسليمها للأيويبين. تابع كيقباد السيطرة على أراضٍ على طول البحر الأبيض المتوسط طوال اربع سنوات بين 1221-1225م. كما أرسل في سنة 1220م حملة عبرت البحر الأسود ليهزم المنكوجيكيون ويشكل تهديداً للأرتقيين.
ازدهرت السلطنة بشكل كبير في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر، عندما سيطرت على الموانئ الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقد عززت برامج بناء كاروانسرا في انطاليا تجارة الدولة، حيث يسرت تدفق البضائع من إيران ووسط آسيا. كما أن العلاقة التجارية مع جمهورية جنوة كانت قوية خلال هذه الفترة، وبالتالي سمحت زيادة ثروة السلطنة من دمج القبائل التركية المتواجدة شرق الأناضول بعد معركة ملاذكرد مثل الدانشمنديون والأرتقيون وبنو سلدق والمنكوجكيون. كما قاوم سلاجقة الروم الحملات الصليبية بنجاح، لكنها لم تستطع الصمود في وجه تقدم المغول. لينتج عن معركة جبل كوسي أن يصبح السلاجقة تابعين لخانات المغول. وعلى الرغم من جهود السلاطنة للحفاظ على سلامة الدولة، إلا أن قوة السلطنة تفككت خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي واختفت تماماً في العقد الأول من القرن الرابع عشر.
تحرير .. سهر سمير فريد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة