تحرير .. سهر سمير فريد

اعتبر الإمبراطور قنسطنطين العظيم (324 - 337م ) هو المؤسس الحقيقي للدولة البيزنطية، وبعد أن قام بتدشين عاصمته الجديد مدينة القسطنطينية عام 330م في الشرق،

عمل علي أن تكون المركز الجديد لشئون الحكم والدولة والسياسة رمز للازدهار، لتكون نسخة جديدة عن مثيلتها روما في الغرب الأوروربي، حتي أنه قد تم إنشاؤها فوق تلال سبعة مثل تلك التلال التي شيدت فوقها مدينة روما، وقد أطلق علي مدينة القسطنطينية حينها اسم " مدينة روما الجديدة Nova Roma ".

وبعد أن شيد الإمبراطور عاصمته تم إنشاء عمود علي الطراز الروماني عام 328م احتفالًا بتدشين المدينة الجديدة، شيد ذلك العمود فوق التل الثاني من التلال السبعة لمدينة القسطنطينية. أنشأ العمود من مادة الرخام السماقي، وهو نوع من الصخور البركانية، ويشتق الرخام السماقي من الحجر السماقي اليوناني ، ومعنى الأحمر الأرجواني. وتم تثبيته فوق قاعدة رخامية بيضاء ولكن لم تعد تلك القاعدة ظاهرة الآن.

وفي أعلي العمود تم تثبيت تمثال من البرونز يمثل الإمبراطور قنسطنطين العظيم في هيئة الإله أبولو إله الشمس والرماية، ممسكًا برمح، ومرتديًا تاجًا يمثل أشعة الشمس. وقد سقط هذا التمثال بعد مرور حوالي 800 عام من تاريخ تشييده، ولاحقًا تم استبداله بصليب وضعه الإمبراطور مانويل الأول كومنينوس (1143-1180م)، قيل حينها أنه يحوي بعض أجزاء من الصليب الحقيقي. وكتب مانويل علي قاعدته: "قام مانويل الأمين بتنشيط هذا العمل الفني المقدس ، والذي تضرر بمرور الوقت".

كان طول النصب بأكلمه يقدر بحوالي 50 مترًا، وقدر ارتفاع العمود وقت تشييده بدون التمثال ما بين 37 و 40 مترًا، أما الآن فقد فيبلغ طوله حوالي 35 مترًا فوق مستوى سطح الأرض.

وقد اعتبر عمود قنسطنطين لزمن طويل هو أطول نصب روماني شرفي على الإطلاق ، لم ينافسه سوي العمود الذي شيده الإمبراطور ثيودوسيوس، والذي هدم بالكامل لاحقًا. كما كان عمود قنسطنطين أطول من عمود تراجان وعمود ماركوس أوريليوس.

تعرض عمود قنسطنطين لحريق هائل في عام 1779م أدي إلي تغير لونه إلي اللون الأسود بالكامل، وعرف حينها باسم " العمود المحترق ". وفي عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول تم ترميم العمود المحروق، وأضاف له قاعدة جديدة هي القاعدة التي لا يزال العمود عليها حتي الآن.

وفي عام 1985م ، تم إدراج عمود قنسطنطين ضمن المعالم الأثرية للمناطق التاريخية في مدينة أسطنبول التركية، كموقع للتراث العالمي لليونسكو.

الأكثر مشاهدة

Who's Online

134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل