فيما يجمع خبراء الطاقة على أن الأزمة الأوكرانية دفعت بسلاح الغاز ليعلب دورا كبيرا في بناء العلاقات الدبلوماسية بين الدول المنتجة للغاز والدول الأوروبية التي تبحث بكل الطرق عن بدائل للغاز الروسي

وتنظر بعض الدول الأوروبية في مقدمتها إيطاليا وإسبانيا إلى الغاز الجزائري باعتباره عصب الحياة، فيما أوضحت الأزمة الجزائرية الإسبانية عن ملامح الاستراتيجية التي تعتمدها الجزائر في علاقاتها مع الدول عن طريق استخدام ورقة الغاز.

وجدير بالذكرأن الأزمة الإسبانية الجزائرية لم تؤثرعلى عقود الغاز، ماعدا الاتفاق الجديد الذي أعلنت عنه الجزائر مؤخرا والقاضي بزيادة إمداداتها من الغاز إلى إيطاليا بواقع 4 مليارات متر مكعب، لم تقم سونطراك برفع حصة الغاز إلى أي دولة أوروبية رغم الطلبات الكثيرة التي وصلتها.

وقد قامت الجزائر بطمأنة شركائها بما فيها إسبانيا، بشأن مسألة الغاز، ولكنها في المقابل تمسكت بحقها في مراجعة الأسعار وفق ما تنص عليه الاتفاقيات.

وتعتبر الجزائر نفسها دولة غير معنية بشكل مباشر بالنزاع الذي يهدد أمن واستقرار دول الاتحاد الأوروبي، وهي تلتزم بحق التحفظ في وفق مبدئها الدبلوماسي الثابت منذ الاستقلال، حيث لم يثبت وأن قامت الجزائر بقطع الغاز على شركائها الأوروبيين لأسباب سياسية.

كما لم توجه روسيا أي ملاحظات إلى الجزائر فيما يخص مواقفها وقراراتها السيادية التي تتعلق بسياستها النفطية.

وتقدر احتياطات الجزائر من الغاز الطبيعي بنحو 2,4 ترليون متر مكعب، وتقدر صادراتها الغازية نحو أوروبا بـ34.1 مليار متر مكعبا، أي ما يعادل 11 في المئة من الاستهلاك الأوروبي.