مسجد روما الكبير، يقع في الجزء الشمالي من مدينة روما، في منطقة البريولي. وهو يشكل أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 000 30 متر مربع، ويمكن أن يستوعب

الآلاف من المصلين ويضم المركز الثقافي الإسلامي في إيطاليا. بالإضافة إلى أنه نقطة تَجمّع ومرجعية في المجال الديني، يضم أيضاً خدمات ثقافية واجتماعية مثل احتفالات الزواج، والجنازات، ومؤتمرات، وما شابه ذلك. لعب المركز دوراً مهماً في توحيد المسلمين المقيمين في إيطاليا وفي تأسيس حوارات بناءة بين المسلمين والمسيحين، وهذا نتيجة كثافة الأعمال الاجتماعية والثقافية والخدمات التي يقدمها المركز لدعم المسلمين والمجتمع المحيط. وبهذا أصبح المركز من أهم المباني الدينية الفريدة في إيطاليا اليوم.

زار الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين إيطاليا في عام 1974م وأقنع حكومتها بأهمية إنشائه، فتبرعت بقطعة أرض يقام عليها تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وقد تكلفت المملكة العربية السعودية بنسبة 70% من تكاليف بنائه التي بلغت 50 مليون دولار.

تكلفة البناء ارتفعت في عام 1991م إلى أكثر من 60 مليار لير إيطالي ، إلا أن العمل كان لا يزال بعيداً عن الهدف. بعد حرب الخليج، المملكة العربية السعودية، التي قامت بتمويل كل عمل حتى الآن تقريبا، أغلقت البورصة. بعد ذلك تولى ملك المغرب الحسن الثاني بدفع 30 مليار لير، ولكن بشرط أن تمتنع الشركات الإيطالية عن العمل والذي سيقوم به شركات مغربية، نحو 300 عامل قاموا بأعمال الديكور الداخلي، والذي نُفذ على نمط مسجد الدار البيضاء.

أفتتح المركز الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر صفر من عام 1416هـ. بالإضافة إلى الحسن الثاني ملك المغرب. التصميم والأشراف قام بة المعماريون: باولو بورتوغيزي وفيتوريو جيليوتي وسامي الموسوي.

سجل علي واجهة المسجد أن الأرض منحت من قبل بلدية مدينة روما في عام 1974، إلا أن حجر الأساس وضع في وقت لاحق في عام 1984 (عام 1405 هجري)، وبحضور من رئيس الجمهورية آنذاك ساندرو بيرتيني، وتم الأفتتاح في 21 يونيو 1995م.

مساحة المركز = 13.800 متر مربع، يضم كتلتين:

الأولى عبارة عن قاعة صلاة مستطيلة الشكل ضلعه الأكبر موجه باتجاه القبلة.

الثاني يضم بقية خدمات المركز، ومرافق الوضوء تحت قاعة الصلاة. هناك قناة مائية ممتدة على طول ضلع الكتلة الثانية وتصل هذه القناة بين بركتين: إحداهما في الجهة الشمالية والأخرى في محور المركز. المنارة واقعة بين الكتلتين باتجاه جنوب غرب قاعة الصلاة.

قاعة الصلاة تضم باتجاه متعامد مع القبلة طابقين عرضهما يساوي عرض القاعة، وذلك للنساء المصليات، أما الطول فيساوي ربع طول القاعة الأساسية.

الكتلة الثانية تضم ثلاث طوابق وأروقة تحتل الطابق العلوي وهي على شكل صفوف، التي تشكل صحن المركز.

قُسمت الطوابق أسفل الأروقة إلى أربعة أجنحة تضم الصفوف والمنامات والمكاتب وقاعة صلاة صغيرة ومخزن ومكتبة ومنامة الإمام. ويضم المركز أيضا خدمات طبية عالية وأطباء متطوعين. الشكل العام يتبع الشكل التقليدي للمساجد، قاعة الصلاة مغطاة بقبة مركزية ضخمة محاطة ب 16 قبة أصغر حجماً.

الأعمدة: تشكل مساحات رمزية للرواق. كل عمود يضم، كرزمة، أربعة أعمدة تتفرع في الجزء العلوي لنفس العمود، وتنحني خارجياً مشكلة أربعة فروع منحنية إلى الأعلى كأغصان الشجر. وهذه الأعمدة تشكل العناصر الخارجية والداخلية المميزة للمسجد. يدخل الضوء الطبيعي للقاعة من سلسلة من الفتحات الموجودة في القبة.

استخدمت في التصميم الداخلي للمسجد المنحوتات وفن التوريق لتشكيل وتحلية القاعة الأساسية. وبالأخص أساليب الفن التقليدي المغربي.

أشكال هندسية من الفسيفساء (Mosaic) تغطي الجزء السفلي للأعمدة ولجدران قاعة الصلاة والمحراب. مجموعة من الكتابات الملونة المحفورة في قوالب من الجص وفي أعلاها سلسلة من الأشكال الهندسية المنتظمة. معظم مميزات التصميم الداخلي كانت معتمدة على تفسيرات واقتباسات رمزية مشتقة من مراجع تاريخية. مثلا صورة الشجرة تشرح التنويع المذهبي المتأصل في الإسلام. مثال اخر: الدوائر الخرسانية السبعة التي تشكل هيكلية القبة لها مدلول رمزي، إذ تدل على السموات السبعة التي ذكرت في القرآن الكريم.

تنبع الأصالة في عمارة المساجد من حقيقة أن أفكار التصميم تعتمد على حساسية التاريخ والعناصر الثقافية التي اكتسبت معنى مع مرور الزمن، وهذا ينعكس في الفراغات الداخلية المفتوحة وخاصة في قاعة الصلاة، لاستحضار النموذج التاريخي لمسجد قرطبة في إسبانيا ضمن الأفقية والصورة العضوية للغابة من الأعمدة. أحس المصممون أن ذلك يضفي جوا من الروحانية.

يؤكد المشروع على إدخال عدد من المعالم التصميمية التي تتعلق بالعمارة الرومانية والباروك، تبدو المحورية والأثرية من السمات الغالبة، علاقة المشروع بالمضمون الثقافي تتجلى في أنواع الخدمات المقدمة وفي التعبير البصري للواجهات والتكتيل ككل. في التحقيق النهائي في المشروع ضمن الفكرة التصميمية الهيكل الإنشائي وتقنية المواد والتفاصيل، جعلت له قيمة ثقافية عالية في روما.

يهيمن على المشروع تصور هيكلي، تقريبا للقرون الوسطى، بسبب ازدحام الأعمدة، التي شكلها كوبي، مشابهة لتلك للكاتدرائية القوطية، كل عمود مقسم إلى أربعة أجزاء على شكل صليب، تتوسع الأوردة في أعلى وكأنها شجرة في الغابة: البصمة الشعرية هي بالتأكيد من بورتوغيزي. رأى البعض في المسجد أيضا استلهام باروكي، والتي تذكر بمشاريع غوارينو غواريني، في نهاية ال 600 والتي، كما يقولون مؤرخون العمارة، أنها قد تأثرت بدورها بأشكال قبب بعض المساجد. مثل تلك المتواجدة في تلمسان (وكذلك تشبه أضلاع كفن كنيسة المقدس في تورينو). بورتوغيزي كان قلق، ليس فقط كيفية نقل إلى روما أشكال أماكن العبادة الإسلامية، بل أيضا ملائمتها مع تاريخ العمارة الإيطالية العريق، وذلك باستخدام المواد الرومانية. من سمات الثقافة الإسلامية نراها في المسقط الفقي للمشروع، في السقف المدعوم بالأعمدة، وخصوصاً في قاعة الصلاة المستطيلة. إيطالي وعلى وجه التحديد روماني -هو الطوب، لون القش الواجهات والترافرتين والحجر جيري كأطر للنوافذ والطبقة الرصاصية التي تغطي القبة المركزية.

تحرير .. سهر سمير فريد

الأكثر مشاهدة

Who's Online

53 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل