-
نشر بتاريخ: 14 كانون1/ديسمبر 2020
يوافق اليوم الثالث عشر من ديسمبر يوم الاحتفال بواحد من أهم وأشهر الاحتفالات في دولة السويد، احتفال حاملة النور الشهيرة باسم " لوسيا " وأحد أهم التقاليد الرئيسية
في السويد، الذي يعتبر أكثر يوم مظلم في العام" بالانقلاب الشتوي " حسب التقويم الجولياني أو الروماني القديم الذي كان يسري في السويد. وتتشارك جزيرة صقلية مع السويد في الاحتفال بهذا اليوم.
كانت لوسيا أحد الشخصيات الأسطورية القديمة في تاريخ السويد، فهي حاملة النور إلي شتائهم المظلم، مع إشارات واضحة إلي الحياة في مجتمعات الفلاحين السويدية القديمة، كالظلام والنور، والبرد والدفئ.
وقد قال البعض بأن هذا الاحتفال مرتبط باسم القديسة لوسيا الإيطالية شفيعة مدينة "سيراكوسا" في جزيرة صقلية، واسم لوسيا يعني النور أو المنيرة، والتي نالت إكليل الشهادة في عام 304م، ولذلك تحتفل الجزيرة في كل عام مع السويد بعيد حاملة النور، إلا أن الكثيرون من شعب السويد يؤكدون أن هذا الاحتفال القديم لا يرتبط باسم القديسة لوسيا، وحتي أن كافة التقاليد والممارسات التي يحتفل من خلالها الشعب السويدي بهذا اليوم، ذات صلة بالتقاليد السويدية والإسكندنافية.
ويبدأ هذا الاحتفال في فترة الإنقلاب الشتوي، حيث يوافق أكثر الأيام ظلامًا وأطول ليلة في العام، ينتقل بعده الناس إلي أيام أكثر ضوءًا، وفق التقويم القديم الذي كان تسير عليه السويد حتي عام 1753م، ولكن بحسب التقويم الحديث لديهم أصبح اليوم الأكثر ظلامًا والليلة الأطول يوافق يوم 21 أو 22 من ديسمبر، ومع ذلك استمرت السويد في السير علي النهج القديم بالاحتفال بحاملة النور في 13 من ديسمبر من كل عام.
وفي الماضي انتشرت الكثير من القصص والأساطير حول أطول ليلة في العام، والسبب فيها يرجع إلي أن قوي شريرة أو خارقة للطبيعة كانت تتحرك في تلك الليلة، فكانت الإشارة على سبيل المثال إلى الشيطان باعتباره رأس قوى الظلام والشر تطغى على الحدث، بل وأجبر الكثير أنفسهم على البقاء متيقظين لأن واحدة من الخرافات أشارت إلى أن الذي يغط في نوم عميق في هذه الليلة سوف تحل عليه اللعنة و يتجمد. وأن الحيوانات أيضًا كان بإمكانها التحدث كما البشر خلال ليلة لوسيا، وقد اعتاد السويديون إتمام تجهيزاتهم للاحتفال بليلة عيد الميلاد في ليلة لوسيا، حيث كانوا يكثرون من تناول الطعام والشراب أكثر من المعتاد، حتي الحيوانات في المنازل تحصل بدورها علي كميات إضافية من الطعام.
تطور الاحتفال بليلة حاملة النور علي مر العصور، وانتشر هذا الاحتفال بشكل كبير في جميع أنحاء السويد بدءًا من عام 1900م، ومع ذلك الاحتفالات الحديثة لها جذور قديمة وقوية، وخاصة من مناطق غرب السويد، وفارملاند.
بدأ الاحتفال بعيد القديسة لوسيا بشكله الحديث في السويد عام 1927 في استوكهولم عندما نظمت جريدة “ستوكهولم داغبلاد” أول حدث احتفالي. انتشر بعدها الاحتفال في جميع أنحاء البلاد من خلال المبادرات الصحفية المحلية، التي نظمت مسابقات لوسيا، للأصوات التي ستؤدي الشخصية في الاحتفالات العامة.
ويبدأ الاحتفال باختيار امرأة تلعب دور لوسيا في تلك الليلة تضع علي رأسها مجموعة من الشموع، وحول خصرها وشاح أحمر، تسير وحولها مجموعة من الخادمات تحمل كل منهن شمعة بين يديها، علي أن يرتدي الأطفال رداء باللون الأبيض، ويحملون نجومًا علي عيدان، وعلي رؤوسهم قبعات مخروطية، ويحملون فوانيس صغيرة مرددين تراتيل من أنشودة لوسيا المتوارثة عبر الأجيال.
من بين أغنيات لوسيا الأكثر شهرة وتقليدية: “سانتا لوسيا” وهي لحن شعبي صقيلي، كتب نصه السويدي سيجريد إيمبلاد، إضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني ذات الطابع التقليدي والكنائسي مثل: “الليل غني”، “ليلة هادئة”، “الوهج فوق البحيرة والشاطئ”، “أضاءت ألف نور في عيد الميلاد”، “مساء الخير، مساء الخير”.
انتقل الاحتفال بعيد حاملة النور إلي مناطق أخري خارج الحدود السويدية، إلي فنلندا والنرويج، وأجزاء من الدنمارك، وكذلك المستوطنات السويدية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحرير .. سهر سمير فريد
نقلًا عن .. www.ar.sweden.se
الأكثر مشاهدة
Who's Online
68 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة