كولوسيوم تيدروس Colosseum Thysdrus، الشهير أيضًا باسم قَصْر الجَمّ أو مَسْرَح الجَمّ، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة (ديهيا كاهنة البربر الشهيرة)، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجم ( أو مدينو تيدروس Thysdrus في كما عرفت في العصر الروماني) في ولاية المهدية في تونس.

يعد قصر الجم الروماني ثالث أكبر مسرح في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع ومسرح كولوسيوم كابو، ويقع هذا الموقع في مدينة الجم الساحلية( 200 كلم جنوب شرق العاصمة) وبشهادة العلماء والمؤرخين يعتبر كوليزي الجم الأكثر جمالا وصيانة وأكبر بناء أثري روماني في أفريقيا.

وتحيط بالقصر مدينة أثرية رومانية لا تزال أثارها قائمة لحين اللحظة والمثير في الأمر أنه غير بعيد عن هذا المعلم الروماني الضخم يوجد قصر روماني آخر أقل حجما يتسع ل200 شخص لم يبق من آثاره إلا القليل وقد حيرت هذه المدينة الصغيرة المؤرخين كونها كانت مدينة بسيطة لا يتعدى سكانها ال20 ألف نسمة تحت الحكم القرطاجني .

وقد شيد هذا القصر وفق المعطيات التاريخية والمراجع القائد الروماني جورديان الثاني الذي قاد انتفاضة على إمبراطور روما في ذلك العصر وأقام قصرا خاصا به سعى من خلاله أن يكون متميزا ويفوق بعظمته وجماله قصر الكوليزي بروما.

بنى سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم حاليا) الأثرياء (منتجو زيت الزيتون) مسرحا لهم (إذ كان لرومانيّي المدينة مسرح آخر يتسع لـ 2000 شخص، لم يبق من آثاره إلا القليل قرب مدينة الجم حاليا) سنة 238 م، في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول (حوالي 159 م - 238 م)، وهو الذي صار إمبراطورا رومانيًّا في منتصف نفس السنة، وحكم لمدة 36 يوما قبل أن ينتحر في منزله بقرطاج إثر هجوم جيش نوميديا، وهي المقاطعة الرومانية المجاورة، على مقاطعة أفريكا لاسترجاع الحكم.

يقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة. كما كانت هناك فتحتان من جانبي الحلبة لرفع الوحوش (من أُسُود ونحوها) والمصارعين (من أسرى الحرب والمتجالدين)، حيث كان الوحوش والمصارعون يُأسَرُون في غُرَف تحت الحلبة. أقيمت في مسرح الجم، في العهد الروماني، مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين وسباقات العربات، حيث كان الشعب والنبلاء الرومانيون يجلسون لمشاهدة تلك الاستعراضات.

وقد شهد هذا المعلم الضخم عدة معارك وتشير المصارد أنه أثناء الفتح الإسلامي لأفريقية أوائل القرن الثامن ميلادي احتمت به الملكة البربرية "ديهيا" الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة أربع سنوات اثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام القائد حسان بن النعمان، وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم، في بعض الكتابات العربية القديمة، قصر الكاهنة.

وفي سنة 1695 تم هدم الجانب الغربي للقصر بأمر من باي تونس المرادي آنذام، بعد أن اتخذ السكان هذا المعلم حصنا لهم في ثورتهم ضد حكم الباي أنذاك. فبعد أن أخمد ثورتهم، أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر، حتى لا يتحصن فيه غيرهم مستقبَلاً (في ذلك العصر).

أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو. وصار قصر الجم حاليا، مقصد لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين، إذ تقام فيه سنويا مهرجانات وحفلات لأهم الفرق العالمية، خاصة منها السمفونيات وفرق موسيقى الجاز.

تحرير .. سهر سمير فريد

الأكثر مشاهدة

Who's Online

128 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل