الصفقة الكبرى: ترامب يوقع “صك السيادة” الإسرائيلية على الجولان
٢٠ ديسمبر/٢٠٢٥ – لندن – المملكة المتحدة
عناوين الخبر
• زلزال جيوسياسي: واشنطن تكرس واقعاً جديداً في المرتفعات السورية المحتلة.
• سياسة “الأرض مقابل المال”: ترامب يربط الاعتراف بالسيادة بتحويلات مالية ضخمة.
• ردود فعل غاضبة: دمشق والقاهرة وموسكو يحذرون من نهاية “الشرعية الدولية”.
• العمق الاستراتيجي: لماذا يصر ترامب على تحصيل “ثمن الفاتورة” الآن؟
الخبر بالتفصيل
ترامب يطالب بـ “ثمن الفاتورة” المليارية
في تحرك هو الأجرأ منذ عقود، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسم ملامح الصراع في الشرق الأوسط عبر الصفقة الكبرى التي وقع فيها ترامب “صك السيادة” الإسرائيلية على الجولان وطالب بـ “ثمن الفاتورة” المليارية، مما وضع المجتمع الدولي أمام مأزق أخلاقي وقانوني غير مسبوق.
هذا القرار لم يكتفِ بإهداء المرتفعات السورية لتل أبيب، بل ألحقه بلهجة “براغماتية” حادة تفرض على الحلفاء والشركاء دفع تكاليف الحماية والاعتراف، وهو ما يجسد عقيدة ترامب السياسية التي تمزج بين “السيادة” و”الاستثمار”.
تحليل الخبر الاستراتيجي العميق
الجولان.. من احتلال إلى “سيادة مبيعة”
بدأ المشهد داخل المكتب البيضاوي بتوقيع بروتوكول يعترف رسمياً بأن هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، هي أرض إسرائيلية تحت السيادة الكاملة.
هذا التوقيع ليس مجرد حبر على ورق، بل هو نسف لقرار مجلس الأمن رقم 497 الذي اعتبر قرار إسرائيل بضم الجولان “باطلاً ولاغياً”. إلا أن ترامب، بأسلوبه المعتاد، يرى أن “الواقع على الأرض” أقوى من “الورق في الأمم المتحدة”.
لكن الوجه الأكثر إثارة للجدل في هذا التقرير الحصري هو ما كشفته مصادرنا حول “الفاتورة المليارية”. لا يقدم ترامب هدايا مجانية؛
ففي كواليس الاتفاق، هناك مطالبة واضحة بتعويضات مالية ضخمة تحت مسميات “صندوق دعم الأمن الإقليمي” و”تغطية نفقات الوجود الأمريكي”.
ترامب يرى أن تثبيت أمن إسرائيل وضمان تفوقها، مع تقديم غطاء دبلوماسي لضم الأراضي، هي خدمة “ممتازة” يجب أن يُدفع ثمنها من ميزانيات الدفاع الإقليمية، وهو ما يضع المنطقة أمام مفهوم جديد: “السيادة مقابل السيولة”.
تداعيات إقليمية ودولية
فور إعلان الخبر، سادت حالة من الغليان في العواصم العربية. الخارجية المصرية حذرت من أن هذه الخطوات تقوض فرص السلام العادل والشامل، بينما اعتبرت دمشق أن القرار “عدوان صارخ” على سيادتها ووحدة أراضيها.
من جانبه، يرى المحلل الاستراتيجي في “كاسل جورنال جلوبال ” أن ترامب يستخدم الجولان كـ “بالون اختبار” لخطوات قادمة قد تشمل أجزاء من الضفة الغربية، مما يعني تحويل الصراع من سياسي قانوني إلى صفقات عقارية كبرى.
على الصعيد الدولي، أبدت موسكو وبكين معارضة شديدة، معتبرين أن واشنطن تكرس قانون الغاب. ولكن، وفي ظل الانقسام الأوروبي والتخبط الداخلي في الاتحاد الأوروبي، يبدو أن ترامب يراهن على أن الصدمة الأولى ستمر، ليصبح “الأمر الواقع” هو اللغة الوحيدة المفهومة.
لماذا الآن؟
التوقيت مرتبط بشكل وثيق برغبة إدارة ترامب في حسم الملفات العالقة قبل الدخول في معارك تجارية أكبر مع الصين وأوروبا.
إن إنهاء ملف الجولان بـ “صك سيادة” هو رسالة لإيران بأن نفوذها في سوريا بات يواجه جداراً أمريكياً-إسرائيلياً صلباً، وفي ذات الوقت هو رسالة للداخل الأمريكي بأن ترامب هو “صانع الصفقات” الذي يعيد الأموال إلى الخزانة الأمريكية من خلال السياسة الخارجية.
خلاصة الخبر
إننا أمام مشهد جديد تماماً؛ فالجولان لم يعد مجرد تضاريس استراتيجية، بل أصبح جزءاً من “بورصة سياسية” عالمية. “صك السيادة” الذي وقعه ترامب هو بداية لمرحلة من الضغوط المالية والسياسية التي لن تستثني أحداً، ومطالبته بـ “الفاتورة المليارية” تضع حلفاء واشنطن أمام خيارات صعبة:
إما القبول بالواقع الجديد والدفع، أو مواجهة العزلة الدبلوماسية في مواجهة طموحات ترامب التوسعية.
