جهود مصرية مكثفة لوقف الحرب السودانيه وتوحيد الآلية الرباعية للحفاظ على وحدة السودان
لندن، المملكة المتحدة – 6 ديسمبر 2025
الجهود المصرية المكثفة لوقف النزاع السوداني وتوحيد الآلية الرباعية
في سباق مع الزمن لمنع تفكك دولة الجوار الجنوبي، تتصدر الجهود المصرية المشهد الإقليمي والدولي الرامي إلى وقف النزاع السوداني الدامي الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وقد كثفت القاهرة من تحركاتها الدبلوماسية والأمنية، مدفوعة بضرورة الحفاظ على وحدة السودان الإقليمية ومنع تحوله إلى بؤرة دائمة لعدم الاستقرار، مما يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري. وتتركز هذه الجهود المصرية على محورين أساسيين:
الوساطة المباشرة بين الأطراف المتحاربة، وتوحيد الإطار الإقليمي والدولي للسلام عبر الآلية الرباعية.
أكد وزير الخارجية المصري، في تصريحات أخيرة، أن مصر تلعب دوراً محورياً داخل الآلية الرباعية (التي تضم مصر، الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، والإمارات)، بهدف تنسيق المواقف وتوحيد الضغط على طرفي النزاع السوداني (الجيش بقيادة الفريق البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق دقلو) للعودة إلى طاولة المفاوضات.
هذه الآلية الرباعية تُعتبر الإطار الوحيد الذي يحظى بقبول نسبي من الأطراف المتحاربة، وتعمل القاهرة على تفعيلها وتوسيعها لتشمل قوى إقليمية أخرى ذات تأثير.
وتركز الرؤية المصرية على ضرورة تفعيل اتفاقية “جدة” الأخيرة التي تم التوصل إليها برعاية سعودية أمريكية، وتؤكد على أن أي حل يجب أن يمر عبر التزام صارم بوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
على الصعيد الداخلي، تضمنت الجهود المصرية استضافة سلسلة من الاجتماعات والتشاورات مع ممثلين عن القوى السياسية والمدنية السودانية التي لا تشارك في النزاع المسلح بشكل مباشر.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى بناء “جبهة مدنية واسعة” تكون جاهزة لتولي مهمة الحكم الانتقالي بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يضمن الانتقال من الحكم العسكري إلى حكومة مدنية مستدامة.
وتشدد القاهرة باستمرار على أهمية وحدة السودان وسلامة أراضيه، محذرة من مغبة محاولات تدويل النزاع أو تقسيم البلاد على أسس إثنية أو جهوية، وهو ما تعتبره القاهرة تهديداً وجودياً لمصالحها الاستراتيجية.
وفيما يتعلق بالتحديات، تواجه الجهود المصرية تحدياً كبيراً في ظل تدخلات قوى إقليمية أخرى تدعم أطرافاً مختلفة في النزاع السوداني، مما يعقد مسار الوساطة ويجعل من توحيد الآلية الرباعية أمراً صعباً.
ومع ذلك، تبقى القاهرة ملتزمة بدورها كـ “درع النيل” الذي يسعى بكل ثقله الدبلوماسي والأمني لضمان استعادة السلام والاستقرار في السودان، والمضي قدماً في خطة متكاملة تضمن وحدة السودان وتفتح الطريق أمام مرحلة انتقالية يقودها الشعب السوداني بعيداً عن العنف.
النقاط البارزة في التقرير:
الهدف الاستراتيجي:
تكثيف الجهود المصرية لوقف النزاع السوداني وحماية الأمن القومي المصري، مع التركيز على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
الآلية الرباعية:
مصر تستعرض دورها في توحيد عمل الآلية الرباعية (مصر، أمريكا، السعودية، الإمارات) كإطار رئيسي للحل الدبلوماسي.
مسار جدة:
دعم وتفعيل اتفاقية “جدة” التي تركز على وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
القوى المدنية:
استضافة تشاورات مع ممثلي القوى المدنية والسياسية السودانية لبناء جبهة جاهزة لتولي الحكم الانتقالي بعد وقف النزاع.
التحذير الإقليمي:
التحذير من مغبة التدخلات الإقليمية التي تغذي النزاع أو محاولات تقسيم السودان، وهو ما تعتبره القاهرة خطاً أحمر.
