وكالة الفضاء الأوروبية تطلق أكبر قمر صناعي جديد لرصد التغير المناخي ينطلق لإنقاذ الكوكب
لندن، المملكة المتحدة – ٦ ديسمبر 2025
شهد العالم مطلع شهر ديسمبر حدثاً علمياً بارزاً، حيث أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن نجاح إطلاق أكبر قمر صناعي جديد مخصص بالكامل لرصد وقياس تداعيات التغير المناخي على الأرض. إن إطلاق هذا القمر لا يمثل مجرد إنجاز تقني، بل هو رسالة واضحة من أوروبا للعالم تؤكد التزامها الجاد بمواجهة واحدة من أخطر التحديات التي تواجه البشرية اليوم.
يهدف المشروع إلى تزويد العلماء وصناع القرار ببيانات غير مسبوقة الدقة حول المكونات الجوية الأساسية والمحيطات، مما يجعله أداة حيوية لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
نقاط عناوين رئيسية (Headline Points)
• الأضخم والأكثر دقة:
القمر الصناعي الجديد هو الأكبر ضمن برنامج كوبرنيكوس لرصد الأرض التابع للاتحاد الأوروبي، ويحمل أجهزة استشعار متقدمة لم يسبق لها مثيل.
• قياسات حيوية:
سيوفر بيانات دقيقة حول تركيزات غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ودرجات حرارة المحيطات، ومستويات الجليد.
• ثورة في التنبؤ:
من المتوقع أن تحدث بيانات القمر ثورة في نماذج التنبؤ المناخي، مما يساعد الحكومات على وضع استراتيجيات تكيف وتخفيف أكثر فعالية.
• التعاون الدولي:
تم الإطلاق بالشراكة بين وكالة الفضاء الأوروبية والاتحاد الأوروبي، ويشدد على أهمية التعاون العالمي لمواجهة الأزمات البيئية.
تفاصيل الإطلاق والمهام العلمية
تم الإطلاق بنجاح من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية، وكان الحدث محط أنظار المجتمع العلمي الدولي.
يحمل القمر الصناعي الجديد، الذي أُطلق عليه اسم “Sentinel-10” ضمن سلسلة كوبرنيكوس، مجموعة من أجهزة الاستشعار المتطورة التي تتجاوز قدرة الأجيال السابقة.
إحدى أهم مهام القمر هي قياس تركيزات غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون بدقة غير مسبوقة.
غاز الميثان، على وجه الخصوص، يعتبر من الغازات الدفيئة القوية جداً، وعلى الرغم من أنه أقل انتشاراً من ثاني أكسيد الكربون، إلا أن تأثيره الاحتراري في المدى القصير كبير. إن القدرة على تحديد مصادر انبعاثات الميثان بدقة عالية ستساعد الدول على تطبيق إجراءات تحكم مستهدفة وفعالة في قطاعات الطاقة والزراعة.
كما سيلعب القمر دوراً محورياً في مراقبة الأماكن الأكثر تأثراً بظاهرة الاحتباس الحراري. حيث سيوفر صوراً حرارية ومقاييس لمستويات الجليد القطبي والصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية.
ومن خلال رصد درجات حرارة أسطح المحيطات وحموضتها، سيمكن العلماء من فهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النظم الإيكولوجية البحرية وأنماط الطقس العالمية.
الهدف الأوروبي: معلومات دقيقة لدعم السياسات
يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوروبا لترسيخ دورها الريادي في حماية البيئة العالمية ودعم اتفاقيات المناخ الدولية، مثل اتفاقية باريس.
إن البيانات التي يجمعها القمر ستكون متاحة مجاناً للعلماء، والهيئات الحكومية، والشركات في جميع أنحاء العالم، مما يضمن الشفافية والتعاون في جهود التخفيف والتكيف.
في السياق السياسي، تعتبر هذه البيانات أداة ضغط غير مباشر على الدول التي تتباطأ في تطبيق تعهداتها المناخية.
فمن خلال توفير دليل قاطع ومحدث حول الانبعاثات، يصبح من الصعب على أي دولة التملص من مسؤولياتها، مما يعزز المساءلة العالمية.
وفي الشأن الاقتصادي، يمكن لهذه المعلومات أن تساعد الشركات في اتخاذ قرارات مستدامة. على سبيل المثال، يمكن لشركات الطاقة استخدام بيانات الميثان لتحديد تسربات خطوط الأنابيب وإصلاحها بكفاءة، مما يقلل من هدر الموارد والانبعاثات الضارة.
كما يمكن أن تدعم صناعة التأمين من خلال تحسين نماذج المخاطر المرتبطة بالظواهر الجوية المتطرفة.
مستقبل رصد التغير المناخي
يؤكد هذا الإطلاق أن الفضاء أصبح ساحة رئيسية للمعركة ضد التغير المناخي.
حيث توفر الأقمار الصناعية رؤية شاملة ومنتظمة للكرة الأرضية لا يمكن تحقيقها بأي وسيلة أخرى. هذا القمر الصناعي الجديد سيبدأ قريباً في إرسال حزم البيانات الأولى، ومن المتوقع أن تبدأ ثمار عمله في الظهور خلال الأشهر القليلة القادمة، مما سيعطي زخماً جديداً لجهود الحكومات والمؤسسات العالمية لرسم مسار أكثر استدامة.
إن قيادة أوروبا لهذا المشروع الباهظ التكلفة يؤكد أن الاستثمار في العلم ورصد البيئة هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، وخطوة ضرورية نحو إيجاد حلول دائمة لأزمة التغير المناخي.

