Some Populer Post

  • Home  
  • حرب إعادة الإعمار الباردة: لماذا تُجوّع عمالقة العرب غزة مقابل السلام
- تقارير حصرية

حرب إعادة الإعمار الباردة: لماذا تُجوّع عمالقة العرب غزة مقابل السلام

حرب إعادة الإعمار الباردة: لماذا تُجوّع عمالقة العرب غزة مقابل السلام تقرير خاص لصحيفة “سي جاي العربيه “:  إن الطريق من الهدنة  إلى السلام الدائم في قطاع غزة يتوقف الآن على تجاوز عقبة حاسمة وربما مستعصية: وهي المرحلة الثانية من خطة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة. كان هذا الانتقال هو المحور الرئيسي للزيارة الاستراتيجية الأخيرة التي […]

فلسطين

حرب إعادة الإعمار الباردة: لماذا تُجوّع عمالقة العرب غزة مقابل السلام

تقرير خاص لصحيفة “سي جاي العربيه “: 

إن الطريق من الهدنة  إلى السلام الدائم في قطاع غزة يتوقف الآن على تجاوز عقبة حاسمة وربما مستعصية: وهي المرحلة الثانية من خطة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة. كان هذا الانتقال هو المحور الرئيسي للزيارة الاستراتيجية الأخيرة التي قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى تل أبيب، إسرائيل. وفي ظل الوقف الهش لإطلاق النار، تستعد المنطقة للخطوات التالية الأكثر إثارة للجدل: 

إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حركة حماس.

كان اجتماع اللواء حسن رشاد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني في القدس هو الأول من نوعه لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ اندلاع الحرب. وكان الهدف منه واضحاً الا و هو تثبيت وقف إطلاق النار ومناقشة خارطة الطريق للمستقبل طويل الأمد للقطاع، وهو مستقبل تتفق مصر والولايات المتحدة وإسرائيل على أنه لا يمكن أن يشمل حماس المسلحة.

الانتقال إلى المرحلة الثانية

  • محادثات تل أبيب: ركزت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد على دفع إطار عمل الرئيس ترامب للسلام المكون من 20 نقطة، وتناولت على وجه التحديد العقبات أمام المساعدات الإنسانية وتنفيذ المرحلة الثانية.
  • ولاية المرحلة الثانية: تتطلب المرحلة القادمة نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل لجنة فلسطينية تشرف عليها دوليًا لحكم غزة، وجهود إعادة إعمار ضخمة ممولة دوليًا.
  • الحصار الخليجي على المساعدات: ربطت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أي تمويل كبير لإعادة إعمار غزة، الذي يقدر بـ 70 مليار دولار، بشكل علني وحازم بـنزع سلاح حماس بالكامل وإبعادها عن الحكم.
  • الأجندة الخفية: يُنظر إلى هذا الرفض لتمويل إعادة الإعمار دون نزع السلاح على أنه تكتيك ضغط كبير، ولكنه يخلق مفارقة سياسية حيث تتلقى حماس دعماً ضمنياً من أطراف إقليمية أخرى بعدم تسليم سلاحها.

معضلة نزع السلاح والمفارقة العربية

إن أكبر عقبة أمام المرحلة الثانية هي التفويض بـنزع سلاح حماس. ففي الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة إلقاء حماس لأسلحتها الهجومية لضمان الأمن، تظل الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة – وهي الحافز الأكبر للسكان الفلسطينيين المنهكين من الحرب – مجمدة بسبب خلاف سياسي عميق داخل العالم العربي.

لقد أوضحت القوى الاقتصادية العربية الكبرى، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، موقفهما بما لا يدع مجالاً للشك: لن تساهم بأموال، ولن تشارك في قوة أمنية متعددة الجنسيات، طالما بقيت حماس مسلحة وتسيطر فعلياً على أي جزء من غزة. وتنظر الرياض وأبو ظبي إلى حماس، التي لها علاقات قوية مع منافستيهما الإقليمية قطر وخطها الأيديولوجي للتيار الإسلامي السياسي، كقوة مزعزعة للاستقرار بشكل جوهري.

  • السلوك المجهول:

هذا الموقف، بينما يتماشى استراتيجياً مع المطالب الأمنية الإسرائيلية والأمريكية، يخلق سيناريو محيراً. فعمالقة العرب يُجّوعون فعلياً عملية إعادة الإعمار لإجبار حماس على تقديم تنازل، لكن في الكواليس، يُنظر إلى قوى إقليمية أخرى – وبعض العناصر داخل الإجماع العربي العام – على أنها تشجع حماس بشكل سلبي أو نشط على مقاومة إلقاء سلاحها. هذا يخلق سلوكًا مجهولًا قوياً أو أجندة خفية، حيث يتم إعطاء الأولوية للقيمة السياسية لاستمرار المقاومة المسلحة لحماس على الحاجة الإنسانية الفورية لإعادة الإعمار، مما يترك سكان غزة عالقين في المنتصف. والنتيجة هي “حرب إعادة إعمار باردة”، حيث يُستخدم التمويل كسلاح سياسي.

التوازن الصعب لمصر والطريق إلى الأمام

تحاول مصر، من خلال الدبلوماسية المكوكية الحاسمة للواء رشاد، سد هذه الفجوة الاستراتيجية الهائلة. لطالما وضعت القاهرة نفسها كوسيط براغماتي، مع التركيز على خطوات عملية مثل إطلاق سراح الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية، وعقد محادثات الفصائل الفلسطينية لإنشاء آلية حكم موحدة لما بعد حماس.

إن المقترح المصري للمرحلة الثانية متعدد الطبقات: فهو يدعو إلى عودة سلطة فلسطينية مُصلحة ومدعومة دوليًا إلى غزة، وآلية دولية لمراقبة أموال إعادة الإعمار، وعملية تجريد تدريجي ومُراقب من السلاح. وكان لقاء رشاد مع نتنياهو يهدف إلى الحصول على تنازلات إسرائيلية – خاصة فيما يتعلق بحركة المساعدات والأفق السياسي – من شأنها أن توفر لحماس مخرجاً شرعياً من الصراع وتشجع المانحين العرب على فتح تمويلهم.

ومع ذلك، لا تزال الفجوة واسعة. يطالب المانحون العرب بنزع السلاح قبل التمويل؛

وتطالب حماس بالتمويل والضمانات السياسية قبل مناقشة نزع السلاح. ولكي ينجح الجهد المصري، يجب على القاهرة وواشنطن ألا تقتصر جهودهما على إجبار إسرائيل وحماس على الالتزام بمبادئ المرحلة الثانية فحسب، بل يجب عليهما أيضاً حل النزاع العربي الداخلي الذي يمنع حالياً شريان الحياة المالي اللازم لإعادة بناء غزة وخلق “يوم غد” مستقر. إن زيارة اللواء رشاد لم تكن احتفالاً بوقف إطلاق النار بقدر ما كانت بمثابة ناقوس خطر عاجل، يشير إلى أن أصعب التحديات الدبلوماسية للسلام الدائم لا تزال تنتظر.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.