جاء الوقت متأخرًا في موعده مع الطيبين كعادته..
قال الوقت موجهًا حديثه لي:
لقد بذلتِ جهدًا ملحوظًا في إصلاح ما حولك، والقدر أعطاكِ فرصتكِ مني كي تتعلمي وتدركي أن القِدر المهشَّم لا يمكن إصلاحه، إلا إذا أرجعتهِ إلى حالته الأولى.
فهل استطعتِ أن تصلحيه رغم عنادكِ واستغلالكِ لي؟
قلتُ، وقلبي يبكي من المشهد الحزين، وأنا أختتم آخر سطور الرواية:
حاولتُ وسعيتُ أن أرمم الأشياء المكسورة، لكن يدي اشتغلت وحدها حتى أرهقتها حبات العرق والإجهاد، ولم تسلم من أحقاد أنصاف العقول الغيورين المنافسين.
ولو أنهم سعوا لتعزيز يدي لانتصرنا، ثم تكالب على قلب يدي الطعنات.. فماذا تنتظر؟!
توقفتُ وابتلعتُ غصَّةً مُرَّةً أسعدتني رغم ما فعله الوقت بي، لكني ختمتُ الرواية وأغلقتُ الكتاب، وصحتُ فيه:
لم يكن الذنب في القِدر المهشَّم، بل في الثعابين والأفاعي الضاربة حوله.
ابتسم الوقت وقال:
وكيف حال الأسود؟
ترقرقت عيناي بدمعة، وانسحبتُ من أمامه وقلتُ:
هم وأنا سواء أمام الشر.. عندما أعطانا القدر فرصة الوقت، ترك الشر يسعى ولم يسجنه، وقال للخير: اذهب، إني ها هنا منتظر نجاحك.
إنها لعبة الأقدار القاسية.. لم تكن يا وقتُ يومًا متعاونًا وصديقًا للخير، رفيقًا بي، بل كنتَ كالذئب المفترس خلف ناصية كل جريمة.
أعدتُها، والمتهم كعادة السنين: القِدر المهشَّم.
تمت
عبير المعداوي