تل أبيب، إسرائيل – 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025
دائمًا ما يكون طريق السلام ممهدًا بمفاوضات معقدة، لكن التصريحات الأخيرة الصادرة عن القيادة الإسرائيلية تُشير إلى أن المرحلة الأولى الحاسمة من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في المنطقة تقترب من نهايتها.
مع “خطة ترامب للسلام” كمنارة أمل مُلهمة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لجيشها بالاستعداد للخطوات التالية، مُشيرةً إلى تحول هام ومُنتظر بفارغ الصبر في الصراع المستمر منذ قرابة عامين في غزة.
تُركز الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ البنود الأولية من خطة السلام، والتي تتمحور حول وقف الأعمال العدائية وتبادل الرهائن والأسرى. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام إسرائيل بإنهاء الحرب بالتعاون الكامل مع الرئيس ترامب. في حين أشار التوجيه إلى تصريح محدد من وزير الدفاع حول “قرب انتهاء” المرحلة الأولى، أشارت تقارير رسمية إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي قد تلقى تعليمات رسمية “بالاستعداد المسبق” لتنفيذ هذه المرحلة الأولى من خطة ترامب.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب منعطف دراماتيكي حديث في الأحداث، بما في ذلك أمر الرئيس الأمريكي ترامب إسرائيل بوقف حملة القصف على قطاع غزة بعد إعلان حماس قبولها المشروط لبعض عناصر مقترح السلام. ومن المفهوم على نطاق واسع أن هذه المرحلة الأولية تركز على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتأمين عودة الرهائن المتبقين – الذين يُعتقد أنهم حوالي 48 شخصًا، ويُقدر أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة.
يقود وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، إسرائيل كاتس، وهو سياسي مخضرم وحليف رئيسي لرئيس الوزراء نتنياهو، هذا التحول في الاستراتيجية العسكرية والسياسية. عُيّن الوزير كاتس في أواخر عام 2024، وهو يشرف على استعدادات جيش الدفاع الإسرائيلي للانتقال إلى وضع دفاعي في غزة، وهو تغيير عن العمليات الهجومية طويلة الأمد. كان لمكتب وزير الدفاع دورٌ محوري في تنفيذ تعليمات مجلس الوزراء للتحضير للمرحلة الأولى من خطة السلام، والتي ستشمل انسحاب إسرائيل من جزء كبير من الأراضي الفلسطينية وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن.
يُمثل استكمال هذه المرحلة الأولى المحتمل لحظةً تاريخيةً، وإن كانت دقيقة. إن إطلاق سراح جميع الرهائن وبدء وقف إطلاق نار فعال هما الهدفان الإنسانيان الفوريان اللذان يبدو الآن في المتناول. مع ذلك، أشار كبار مسؤولي حماس إلى أن جوانب أخرى مهمة من الخطة المكونة من عشرين نقطة – لا سيما تلك المتعلقة بمستقبل حكم قطاع غزة وحقوق الفلسطينيين – تتطلب مزيدًا من المشاورات والتفاوض المُفصّل مع الفصائل الفلسطينية الأخرى. الخطوات الفورية واضحة، لكن البنية السياسية طويلة الأمد لا تزال موضع مفاوضات مكثفة ومعقدة لم تُحسم بعد.
رحب المجتمع الدولي، بما في ذلك مسؤولو الأمم المتحدة وقادة رئيسيون في أوروبا، بالتقدم المُحرز، داعين جميع الأطراف المعنية إلى اغتنام هذه “الفرصة الحاسمة لإحراز تقدم حاسم نحو السلام” وتنفيذ الاتفاق دون تأخير. لقد بعث التزام القيادة الإسرائيلية والاتفاق المشروط من حماس شعورًا جديدًا وعاجلًا بالأمل في منطقة مزقها الصراع طويلًا. ويُنظر إلى نجاح هذه المرحلة الأولى على أنه اختبار حاسم لاتفاق السلام الأوسع.
نقاط رئيسية حول تقدم خطة السلام
* تركيز المرحلة الأولى: تُركز المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب للسلام، المكونة من 20 نقطة، على ضمان وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.
* استعداد الحكومة: أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات رسمية لجيش الدفاع الإسرائيلي بـ”الاستعداد المسبق” لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
* الوضع الدفاعي: كجزء من المرحلة الانتقالية، بدأ الجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى وضع دفاعي فقط في غزة، مما أدى إلى تهدئة كبيرة في أنشطة القصف عقب الأمر الأخير للرئيس الأمريكي.
* تبادل الرهائن: تتضمن المرحلة الأولى إطلاق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل وقف إسرائيل هجومها، وسحب قواتها، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
* تبادل الرهائن: تتضمن المرحلة الأولى إطلاق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل وقف إسرائيل هجومها، وسحب قواتها، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. * الإشراف الوزاري: يشرف وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، على امتثال الجيش لتوجيهات الحكومة، ويلعب دورًا محوريًا في هذا التحول الاستراتيجي.
* قبول حماس المشروط: وافقت حماس علنًا على صيغة تبادل الأسرى وفكرة تسليم السلطة لهيئة فلسطينية مستقلة، لكن لا تزال هناك خلافات جوهرية حول مستقبل السيطرة السياسية على غزة.
* الضغط الدولي: أيد قادة العالم والأمم المتحدة هذه العملية بقوة، وحثوا جميع الأطراف على تنفيذ الخطة دون تأخير لتقديم الإغاثة الإنسانية وإنهاء القتال.