Some Populer Post

  • Home  
  • تباطؤ النمو وتزايد حالة عدم اليقين: الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطًا خطيرة
- الإقتصاد

تباطؤ النمو وتزايد حالة عدم اليقين: الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطًا خطيرة

لندن، المملكة المتحدة – 28 سبتمبر 2025 الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطًا متزايدة: تحذيرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ النمو وتزايد حالة عدم اليقين يستمر الاقتصاد العالمي في مواجهة ضغوطًا متزايدة، حيث يُظهر علامات إرهاق وتدهور في الزخم، وفقاً للتحذيرات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). أصدرت المنظمة توقعاتها الاقتصادية المؤقتة هذا الأسبوع في […]

IMG 1242

لندن، المملكة المتحدة – 28 سبتمبر 2025

الاقتصاد العالمي يواجه ضغوطًا متزايدة: تحذيرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ النمو وتزايد حالة عدم اليقين

يستمر الاقتصاد العالمي في مواجهة ضغوطًا متزايدة، حيث يُظهر علامات إرهاق وتدهور في الزخم، وفقاً للتحذيرات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). أصدرت المنظمة توقعاتها الاقتصادية المؤقتة هذا الأسبوع في باريس، مدققةً ناقوس الخطر بشأن الآفاق المستقبلية. ويتوقع التقرير أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 3.2% في عام 2025، ثم ينخفض ​​أكثر إلى 2.9% في عام 2026. إن تضافر الضغوط التضخمية المستمرة، وتباطؤ الاستثمار، وتأثير النزاعات التجارية، يُلقي بظلال قاتمة على الأفق العالمي، مؤكداً أن فترة التعافي القوية بعد الجائحة قد ولّت، وحلّ محلها زمن التوسع الهش، وتقلب الأسعار، وتزايد حالة عدم اليقين. هذا الوضع يتطلب من صانعي السياسات والأسواق يقظة شديدة.

النقاط الرئيسية

 * توقعات النمو المُتباطئ: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تخفض توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 2.9% في عام 2026، مشيرة إلى فقدان الزخم.

 * الاستثمار والتجارة يتعثران: الاستثمار العالمي يتباطأ بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، بينما تُعرقَل التجارة بالرسوم الجمركية وضعف الطلب.

 * التضخم الأساسي “ثابت”: رغم تراجع التضخم العام، يظل التضخم الأساسي مرتفعاً بسبب تكاليف الخدمات والإسكان والأجور، مما يُبقي البنوك المركزية حذرة.

 * تصاعد الملاذات الآمنة: ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 3759 دولاراً للأونصة، ما يعكس قلق المستثمرين العميق إزاء هشاشة الاقتصاد العالمي.

 * مخاطر السياسات والحمائية: تحذير من أن الأخطاء السياسية، مثل التخفيف المبكر لأسعار الفائدة أو ضعف التنسيق المالي، قد تُفاقم التقلبات، بالإضافة إلى تنامي القيود التجارية.

الزخم المفقود والتباطؤ الواسع النطاق

تُحذر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن الانتعاش الحاد الذي ساد خلال الفترة 2021-2023 قد انتهى تماماً. لقد توقف الاستثمار العالمي، الذي كان بمثابة محرك رئيسي للانتعاش، تحت وطأة ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وعدم اليقين الجيوسياسي. كما أن التجارة العالمية، بعد انتعاشها لفترة وجيزة، تواجه الآن عراقيل جمة بسبب موجة الرسوم الجمركية وتباطؤ الطلب في الاقتصادات الكبرى.

أكد ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن: “لا يزال الاقتصاد العالمي يتوسع، لكن وتيرته تفقد زخمها بشكل واضح”. وأضاف محذراً: “بدون إصلاحات حاسمة وتعاون دولي فعال، فإن المخاطر تتجه بوضوح نحو الانخفاض، مما يزيد من احتمالات هبوط أكثر صعوبة”.

هذا التباطؤ هو واسع النطاق ويؤثر على الاقتصادات الرئيسية بشكل متزامن.

 * من المتوقع أن ينمو الولايات المتحدة بنسبة 2.1% في عام 2025، بانخفاض عن 2.6% في العام الماضي، مع بدء تباطؤ إنفاق المستهلكين وضعف سوق العمل في الظهور.

 * تواجه منطقة اليورو تباطؤاً أكثر حدة، حيث يُتوقع أن يبلغ النمو 1.2% فقط، مدفوعاً بضعف الطلب الداخلي في الاقتصادات الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا والاضطرابات الصناعية المستمرة.

 * من المتوقع أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 4.5%، لكن الزخم يتباطأ مع تلاشي تأثير التحفيز المالي واستمرار مشاكل قطاع العقارات المتضخم.

التضخم: ثابت ولكنه لم يُهزم بعد

يظل التضخم أحد أكثر التحديات الاقتصادية تعقيداً على مستوى العالم. تشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أنه في حين يتراجع التضخم العام من أعلى مستوياته في عام 2022، إلا أن التضخم الأساسي لا يزال “ثابتاً” أو عنيداً في العديد من الاقتصادات. يعكس هذا الثبات استمرار ضغوط الأسعار في قطاعات الخدمات والإسكان والطاقة.

 * في الولايات المتحدة، انخفض التضخم العام إلى ما يقارب 3%، لكن نمو الأجور وتكاليف الإسكان يساهمان في إبقاء التضخم الأساسي مرتفعاً.

 * تواجه أوروبا صعوبات خاصة، حيث لا تزال أسعار الغذاء والطاقة متقلبة ومؤثرة على القوة الشرائية للأسر.

 * وفي الوقت نفسه، تعاني الاقتصادات النامية بشكل أكبر من التضخم المستورد وقوة الدولار الأمريكي المستمرة، مما يرفع تكلفة خدمة الديون الخارجية بشكل كبير ويهدد استقرارها المالي.

حذّر ألفارو بيريرا، كبير الاقتصاديين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من أن: “التضخم آخذ في التراجع، لكنه لم يُهزم بعد”. وأضاف: “يجب على البنوك المركزية أن تتوخى الحذر الشديد لتجنب خنق النمو الاقتصادي، مع ضمان ثبات توقعات التضخم وعدم عودته للارتفاع مجدداً”.

مخاطر السياسات والقيود التجارية المتزايدة

يُعدّ تزايد وطأة القيود التجارية والحمائية عاملاً رئيسياً في التوقعات القاتمة للمنظمة. فقد بدأت الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والإجراءات الانتقامية الصينية في التأثير على سلاسل التوريد العالمية. ورغم أن التأثير الكامل لهذه الإجراءات لم يتضح بعد، إلا أن المؤشرات الأولية تُظهر تراجعاً في الصادرات، وتعطلاً في عمليات الإنتاج، وارتفاعاً في تكاليف المُصنّعين.

وفي مثال حديث يوضح هشاشة سلاسل التوريد، سلّطت تبعات الهجوم الإلكتروني على جاكوار لاند روفر الضوء على نقاط الضعف، حيث أجبر المصانع الرئيسية في المملكة المتحدة على إغلاقات مطولة. وفي جميع أنحاء آسيا، زاد ضعف الطلب على الإلكترونيات وأشباه الموصلات من حدة التباطؤ، مما أثار مخاوف جدية بشأن سلامة ومرونة شبكات التجارة العالمية.

تُحذّر المنظمة من أن الأخطاء السياسية – لا سيما تخفيف أسعار الفائدة قبل الأوان مما قد يؤدي إلى عودة التضخم، أو ضعف تنسيق التدابير المالية بين الدول – قد تُفاقم التقلبات الاقتصادية بدلًا من استقرار الأسواق.

ارتفاع الملاذات الآمنة: الذهب في مستويات قياسية

تفاعلت الأسواق المالية مع حالة عدم اليقين العالمية المتصاعدة بـاللجوء الكثيف إلى الملاذات الآمنة. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، لتصل إلى 3759 دولاراً للأونصة، مُسجّلةً أقوى ارتفاع لها منذ عام 1979. يلجأ المستثمرون، المُقلقون من التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو، بشكل متزايد إلى التحوّط ضد تقلبات العملات ومخاطر سوق الأسهم.

وفي هذا الصدد، قالت سارة لين، خبيرة استراتيجيات السلع في بنك HSBC: “أصبح الذهب المقياس الأهم للخوف في الأسواق. ولا يعكس هذا الارتفاع مخاوف التضخم فحسب، بل يعكس أيضاً قلقاً عميقاً إزاء هشاشة الاقتصاد العالمي وعدم وجود بدائل استثمارية آمنة”.

شهدت أسواق الأسهم تذبذباً، لكنها لا تزال تُظهر بعض الصمود في مواجهة حالة عدم اليقين، مدعومةً بتوقعات بأن البنوك المركزية قد تبدأ في تخفيف أسعار الفائدة في أواخر عام 2025 إذا استمر التضخم في الانخفاض والسيطرة عليه.

تأثير غير متساوٍ ووصفات السياسات

تشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن التباطؤ سيؤثر على الاقتصادات بشكل غير متساوٍ؛ حيث ستواجه الاقتصادات المتقدمة تباطؤاً في نمو الاستهلاك مع معاناة الأسر من ارتفاع تكاليف الاقتراض، بينما تواجه الأسواق الناشئة خطر هروب رؤوس الأموال وتزايد أعباء الديون. في المقابل، قد تستفيد الدول الغنية بالموارد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

تحث المنظمة الحكومات على الموازنة بين الحكمة والاستباقية في استجاباتها. تشمل التوصيات الرئيسية ما يلي:

 * المسؤولية المالية: تجنب الاقتراض المفرط، مع استخدام دعم مُوجَّه لحماية الفئات المُعرَّضة للخطر اجتماعياً واقتصادياً.

 * الاستثمار في المرونة: توجيه الموارد نحو البنية التحتية، والرقمنة، والتقنيات الخضراء لتعزيز النمو الطويل الأجل والمستدام.

 * التعاون التجاري: مقاومة الإجراءات الحمائية الضيقة، وتنشيط المؤسسات التجارية متعددة الأطراف لضمان تدفق التجارة.

 * إدارة الديون: التنسيق مع المُقرضين الدوليين لدعم الاقتصادات النامية التي تواجه ديوناً لا تُطاق.

أكد الأمين العام كورمان أن “التنسيق العالمي ليس ترفاً، بل ضرورة ملحة لعبور هذه المرحلة”.

التوقعات: نمو هش ومستقبل غامض

تُؤكِّد توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على واقع مُقلق: دخل الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة تتسم بـالهشاشة والتقلب الشديد. وعلى عكس الانتعاش المُتزامن في أوائل عشرينيات القرن الحادي والعشرين، فإن التوسع الاقتصادي الحالي مُجزَّأ، وغير مُتكافئ، ومُعرَّض للصدمات الخارجية والداخلية.

مع استمرار التضخم، وتصاعد النزاعات التجارية، وتعثر سلاسل التوريد، يواجه صانعو السياسات مهمةً صعبةً لتحقيق التوازن الدقيق: الحفاظ على النمو دون تأجيج المزيد من عدم الاستقرار المالي. يشير صعود الملاذات الآمنة كالذهب إلى أن الأسواق لا تزال غير مقتنعة بأن الهبوط الهادئ (Soft Landing) مضمون.

في الوقت الحالي، يراوح الاقتصاد العالمي مكانه، ويتأرجح بين الانزلاق إلى الركود واستعادة الزخم. وسيعتمد مسار الاقتصاد العالمي بشكل حاسم على الخيارات والقرارات المتخذة في العواصم الرئيسية، من واشنطن وبكين إلى بروكسل وبرازيليا. وفي ظل هذه التحديات الجسام، لا يمكن أن تكون المخاطر على الاستقرار الاقتصادي أكبر من ذلك.

——-

لندن المملكة المتحدة البريطانية- صحيفة سي جاي العربيه

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.