هرمزغان، إيران – 27 سبتمبر 2025
تعميق التحالف الاستراتيجي: اتفاق “ميجابروچكت” بين موسكو وطهران لتوسيع الطاقة النووية المدنية في هرمزغان
في خطوة استراتيجية ضخمة تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز قدرات إيران في مجال الطاقة النووية المدنية، أعلنت روسيا عن توقيع اتفاقية بقيمة 25 مليار دولار مع طهران لبناء أربع محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في محافظة هرمزغان، جنوب شرق البلاد. هذا الاتفاق، الذي وُصِف بأنه مشروع عملاق (ميجاپروچكت)، يعكس التزاماً مشتركاً بين موسكو وطهران بتوسيع التعاون في مجال الطاقة، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية والعقوبات الدولية المفروضة على كلا البلدين. إن توقيع هذا الاتفاق الضخم يرسخ روسيا كشريك أساسي لبرنامج إيران النووي السلمي، ويثير تساؤلات حول التوازنات الإقليمية ومستقبل مفاوضات الملف النووي الإيراني.
تفاصيل الاتفاقية وتطلعات الطاقة الإيرانية
تم توقيع الاتفاقية التنفيذية في موسكو، على هامش “المنتدى العالمي للطاقة الذرية ومعرض آتوم إكسبو 2025″، بين ممثلين عن شركة إيران هرمز للطاقة النووية وشركة REP الروسية، التابعة لمؤسسة “روس آتوم” الحكومية للطاقة النووية.
* القيمة والموقع: تبلغ القيمة الإجمالية للعقد حوالي 25 مليار دولار أمريكي.
* الوحدات والقدرة: ينص الاتفاق على بناء أربع وحدات مفاعلات نووية متطورة من الجيل الثالث، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 1255 ميغاواط لكل وحدة، لتصل القدرة الإجمالية للمشروع إلى أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء.
* الموقع الجغرافي: سيُنفّذ المشروع في منطقة سيريك (قضاء كوهستك) بمحافظة هرمزغان المطلة على الخليج، على مساحة 500 هكتار.
* الأهداف الاستراتيجية: يمثل هذا المشروع خطوة حاسمة في تحقيق هدف إيران الاستراتيجي لتوليد 20 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة النووية بحلول عام 2040، لمعالجة النقص المتكرر في الكهرباء وتعزيز أمن الطاقة.
* الجدول الزمني: على الرغم من أن تفاصيل الجدول الزمني الكامل لم تُعلن بشكل رسمي، أشارت تقارير إلى أن إيران تتوقع أن تبدأ الوحدة الأولى في العمل بحلول عام 2031.
روسيا الشريك النووي الأهم
يأتي هذا الاتفاق في سياق شراكة استراتيجية عميقة ومستمرة بين إيران وروسيا. فـ “روس آتوم” هي الشركة التي قامت ببناء وتطوير محطة بوشهر النووية، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة حالياً في إيران. وتعمل “روس آتوم” حالياً على بناء الوحدتين الثانية والثالثة من محطة بوشهر.
يؤكد هذا العقد الضخم على أن روسيا هي الشريك الدولي الأبرز والأكثر موثوقية لـ طهران في برنامجها النووي المدني. ويُشير المسؤولون الإيرانيون إلى أن هذا التعاون النووي السلمي يعكس قوة العلاقات بين البلدين ونجاح الشراكة القائمة، خاصة مع تبادل الدعم المتبادل في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن، حيث سعت روسيا والصين مؤخراً إلى تأجيل تفعيل “آلية الزناد” التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
التأثيرات الجيوسياسية على الوكالة الدولية والعقوبات
يُعتقد أن توقيع هذا الاتفاق في هذا التوقيت تحديداً يحمل رسائل سياسية واضحة، خاصةً مع استمرار حالة الجمود في المفاوضات النووية بين طهران والدول الغربية (الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة).
* رسالة للغرب: تعكس هذه الخطوة نية إيران في المضي قدماً ببرنامجها النووي السلمي بالاعتماد على شركائها الاستراتيجيين، وتظهر قدرتها على توفير التمويل والتكنولوجيا اللازمة لمشاريعها الضخمة على الرغم من العقوبات. وهي بمثابة ضغط على الأطراف الأوروبية، التي حذرها وزير الخارجية الإيراني من تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.
* موقف الوكالة الدولية: تؤكد إيران أن برامجها للطاقة النووية السلمية، التي تشمل هذا المشروع الجديد، تخضع لضمانات ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). ومع ذلك، فإن العلاقة بين طهران والوكالة الدولية تشهد توتراً مستمراً بسبب القيود الإيرانية على عمليات التفتيش والمراقبة.
* تعميق المحور: هذا المشروع الاستثماري الضخم يرسخ المحور الجيوسياسي المتنامي بين إيران وروسيا، حيث تتشابك المصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية، مما يزيد من تعقيد جهود الغرب لعزل البلدين.
نقاط رئيسية
* 25 مليار دولار أمريكي لبناء 4 محطات نووية.
* محافظة هرمزغان، منطقة سيريك (جنوب شرق إيران).
* شركة روس آتوم الحكومية الروسية.
* الهدف الإيراني: توفير 5000 ميغاواط إضافية كجزء من خطة لتوليد 20 ألف ميغاواط بحلول 2040.
* الرسالة الجيوسياسية: تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران في مواجهة الضغوط والعقوبات الغربية.
* التكنولوجيا: مفاعلات متطورة من الجيل الثالث.
——————-
لندن، المملكة المتحدة (لصحيفة سي جي العربية )
