مدريد، إسبانيا – 27 سبتمبر 2025
تعزيز الدعم الأوروبي: إرسال مدريد وروما لسفن حربية لحماية أسطول غزة يبرز تصاعد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين
في تطور مفاجئ وغير مسبوق على الساحة الأوروبية، أعلنت حكومتا إسبانيا وإيطاليا عن إرسال سفن حربية تابعة للبحرية بهدف تقديم المساعدة والحماية لما يُعرف بـ “أسطول الصمود العالمي”، وهي قافلة من السفن المدنية التي تحمل مساعدات إنسانية رمزية وتسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة الجريئة بعد أن أفاد منظمو الأسطول بتعرض سفنهم لهجوم بـ طائرات مُسيّرة ووسائل تشويش اتصالات في المياه الدولية بالقرب من اليونان.
تفاصيل التدخل العسكري الأوروبي
أكدت كل من مدريد وروما قرارهما، الذي يُنظر إليه على أنه تحول كبير في تعامل الحكومات الأوروبية مع قضية الحصار البحري لغزة:
* التحرك الإسباني: أمر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بإرسال سفينة عمليات بحرية مجهزة، هي الفرقاطة “فورور”، من ميناء قرطاجنة. وأعلن سانشيز أن مهمة السفينة هي توفير الحماية اللازمة وتقديم المساعدة للأسطول، وإجراء عمليات إنقاذ في حال تعرضه لأي هجوم، لا سيما بعد ورود تقارير عن استهداف الأسطول بقنابل صوتية وأشياء “مجهولة”.
* الدعم الإيطالي: سارعت إيطاليا إلى إرسال سفينتين عسكريتين، إحداهما الفرقاطة “ألبينو”، معلنة أن الهدف الأساسي هو “عمل إنساني” لضمان سلامة المواطنين الإيطاليين، بمن فيهم نواب في البرلمان الأوروبي، الذين يشاركون في الأسطول. ورغم أن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، وصفت مهمة الأسطول بأنها “غير مبررة وغير مسؤولة”، إلا أن وزير دفاعها جويدو كروزيتو ندد بشدة بالهجوم وأكد أن الدور الإيطالي يتركز على تقديم المساعدة وعمليات البحث والإنقاذ المحتملة.
* تجنب الصدام: شددت الحكومتان على أن سفنهما ستقدم الدعم والمرافقة دون اتهام طرف محدد بالوقوف وراء الهجمات، وفي محاولة لتجنب أي تصادم مباشر مع القوات الإسرائيلية، التي حذرت بدورها من أنها لن تسمح بـ “خرق الحصار البحري القانوني” ولن تسمح للسفن بالوصول إلى غزة. وقد اقترحت إيطاليا نقل حمولة الأسطول عبر قبرص، وهو ما رفضه منظمو “أسطول الصمود” الذين يصرون على دخول غزة مباشرة.
دلالات التحرك الأوروبي وتصاعد المشاعر
تُعد مشاركة سفن عسكرية من دول أوروبية ذات سيادة في دعم أسطول مدني يسعى لكسر حصار مفروض خطوة ذات دلالات عميقة، وتشير إلى:
* تصاعد السخط: يعكس هذا التدخل غير التقليدي، خاصة من دول ذات تاريخ من العلاقات المعقدة في المنطقة، تصاعداً كبيراً في المشاعر المؤيدة للفلسطينيين داخل أوروبا، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي.
* الضغط الدبلوماسي: يعتبر هذا التحرك بمثابة ضغط دبلوماسي عملي على الدول التي تحافظ على الحصار، ويسلط الضوء على تزايد القلق الأوروبي إزاء الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.
* حماية النشطاء: تتضمن القافلة حوالي 50 سفينة مدنية وعشرات النشطاء الدوليين من جنسيات مختلفة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ. ويهدف الدعم العسكري الإسباني والإيطالي بشكل مباشر إلى ضمان سلامتهم بعد الهجمات الأخيرة.
نقاط رئيسية
* ايطاليا و إسبانيا.
* الفرقاطة الإسبانية “فورور” وسفينتان حربيتان إيطاليتان (من بينهما الفرقاطة “ألبينو”).
* حماية “أسطول الصمود العالمي” بعد تعرضه لهجمات مُسيرة وتقديم المساعدة في أي عمليات إنقاذ محتملة.
* إظهار دعم حكومي غير مسبوق للجهود الإنسانية الموجهة لغزة وتلبية لضغوط داخلية وخارجية.
* أعلن الأسطول، الذي يضم ناشطين من عشرات الدول، عن مواصلة رحلته والتأكيد على هدفهم بكسر الحصار مباشرة.
——————-
لندن، المملكة المتحدة (لصحيفة سي جي العربية )
