مناقشات مثمرة للغاية ومُلهمة” مع مجموعة من دول الشرق الأوسط الرئيسية
واشنطن، الولايات المتحدة – 27 سبتمبر 2025
مع انطلاق “ماراثون” المفاوضات الإقليمية، الرئيس الأمريكي يرى حماساً غير مسبوق في المنطقة للتوصل إلى صفقة سلام شاملة، متزامناً مع رفضه القاطع لضم إسرائيل للضفة الغربية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تخوض “مناقشات مثمرة للغاية ومُلهمة” مع مجموعة من دول الشرق الأوسط الرئيسية، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين. وتأتي هذه التصريحات التي نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال” (Truth Social) في أعقاب سلسلة من الاجتماعات واللقاءات المكثفة التي عقدها في نيويورك مع قادة عرب ومسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن هذه الجهود الدبلوماسية ستستمر “طالما كان ذلك ضرورياً” حتى يتم التوصل إلى “اتفاق مكتمل بنجاح”.
تفاصيل خطة السلام الأمريكية ومحاورها الأساسية
أكد الرئيس ترامب أن المفاوضات الجارية، والتي وصفها بـ “المكثفة” التي استمرت لأربعة أيام متتالية، قد شهدت “أكبر قدر من حسن النية والحماس” لإنجاز صفقة سلام لم تشهده المنطقة منذ عقود. وقد كشف مسؤولون مقربون من الإدارة الأمريكية، بمن فيهم المبعوث الخاص للرئيس ستيفن ويتكوف، أن ترامب قد عرض على القادة الإقليميين “خطة سلام شاملة من 21 نقطة” لإنهاء الصراع وإعادة بناء القطاع.
وتتركز الخطة الأمريكية المقترحة على ثلاثة محاور رئيسية عاجلة ومستقبلية:
* وقف القتال والإفراج عن الرهائن:
تتضمن المرحلة الأولى من الخطة وقف إطلاق نار فوري في غزة لمدة غير محددة، مقابل الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين لدى حماس والجماعات المسلحة الأخرى. ومقابل ذلك، تقترح الخطة إطلاق سراح ما بين 100 إلى 200 سجين فلسطيني من ذوي الأحكام المشددة.
* خروج حماس من غزة:
تشمل الخطة بنداً جوهرياً يتمثل في عرض العفو على قيادة حركة حماس مقابل مغادرتهم قطاع غزة وتسليم سلاح الحركة بشكل كامل. ويتم جمع هذا السلاح لاحقاً عبر قوة أمنية إقليمية أو دولية يتم تحديدها لاحقاً. وتهدف هذه الخطوة إلى إنهاء سيطرة الحركة على القطاع.
* إدارة غزة بعد الحرب وإعادة الإعمار:
تستبعد الخطة الأمريكية أي دور لحماس في مستقبل حكم قطاع غزة. وتدعو الخطة إلى إشراف إقليمي ودولي مشترك لإدارة القطاع بعد الحرب، مع التركيز على دور كل من مصر وقطر والأمم المتحدة. كما تشدد الخطة على أهمية إعادة الإعمار الفوري للقطاع الذي دمرته الحرب.
مناقشات مثمرة للغاية ومُلهمة” مع مجموعة من دول الشرق الأوسط الرئيسية
جاء هذا الزخم الدبلوماسي الأمريكي بالتوازي مع موقف حاسم أعلنه الرئيس ترامب بشأن التوسعات الإسرائيلية في الضفة الغربية، في خطوة تهدف إلى كسب الثقة الإقليمية وتعزيز الأساس لحل سياسي مستقبلي.
* رفض الضم:
أعلن ترامب بشكل صريح وحاسم أنه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية”، موجهاً رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة “التوقف الآن”. ويُعد هذا الرفض العلني لعملية الضم خطوة مهمة لتعزيز جهود السلام، حيث ترى العديد من الدول العربية والإسلامية أن ضم الضفة الغربية يقوض بشكل لا رجعة فيه فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
* تفاهم مع القادة الإقليميين:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائه بترامب في البيت الأبيض، التوصل إلى “تفاهم” مع ترامب بشأن كيفية تحقيق وقف لإطلاق النار وسلام دائم، مشدداً على أن حل الدولتين هو “الصيغة الأمثل”. كما أشاد ترامب بدور دولة قطر في جهود الوساطة، مما يؤكد أن المحادثات تجري بالاعتماد على الشركاء الإقليميين التقليديين.
صعوبات التفاوض وواقع التصعيد العسكري
على الرغم من التفاؤل الحذر الذي عبر عنه ترامب بشأن التوصل إلى اتفاق قريب، إلا أن الواقع على الأرض لا يزال معقداً.
* استمرار القصف:
تتزامن المفاوضات مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد العشرات يومياً، وزيادة الأزمة الإنسانية حدة. ويواجه المفاوضون تحدي إيجاد حل سياسي في ظل بيئة عسكرية شديدة التوتر.
* إطلاع حماس وإسرائيل:
أكد ترامب أن حماس وإسرائيل على علم تام بجميع مراحل ونقاط النقاش، مما يشير إلى أن خطة “21 نقطة” قيد التداول الفعلي بين الأطراف المتحاربة والوسطاء.
* تاريخ من الانتكاسات:
تأتي هذه الجولة بعد أشهر من الجولات السابقة التي انهارت، حيث انتهى وقف إطلاق النار الذي دام شهرين في وقت سابق من هذا العام بعودة القتال على نحو أكثر دموية. الأمر الذي يجعل الإدارة الأمريكية تضاعف جهودها لتجنب مصير مماثل.
خاتمة: نهاية “فترة الموت والظلام”
في ختام تصريحاته، أعرب ترامب عن تطلعه إلى أن يتمكن هذا الجهد الدبلوماسي من وضع حد “لفترة الموت والظلام” في المنطقة. وتُعتبر خطة السلام التفصيلية التي قدمها ترامب، والتي تضمنت معارضة ضم الضفة الغربية، مؤشراً على تحول في الإستراتيجية الأمريكية تجاه إنهاء الحرب، في محاولة لتقديم بديل شامل للحل العسكري الذي فشل في تحقيق الاستقرار الدائم.
نقاط رئيسية للخبر
* ترامب يتعهد بمواصلة “المناقشات المكثفة” مع دول الشرق الأوسط لإنهاء حرب غزة.
* واشنطن، الولايات المتحدة / الشرق الأوسط / غزة.
*: الرئيس ترامب يكشف عن مفاوضات “مثمرة للغاية” حول خطة سلام من 21 نقطة لإنهاء الحرب، وضمان إطلاق سراح الرهائن، وتشكيل إدارة ما بعد حماس في غزة.
* الموقف الحاسم: ترامب يعلن رفضه القاطع لأي خطط إسرائيلية لضم الضفة الغربية، مما يمثل ضغطاً على الحكومة الإسرائيلية لتبني الحل السياسي.
* الوسطاء والأطراف: المفاوضات تجري بمشاركة مصر وقطر وغيرهما من دول المنطقة، وبتنسيق مباشر بين واشنطن وإسرائيل وحماس.
——————
لندن، المملكة المتحدة (لصحيفة سي جاي العربية)
