نيويورك، الولايات المتحدة – 27 سبتمبر 2025
رئيس الوزراء الإسرائيلي يوجه رسالة نارية إلى القادة الغربيين من منبر الأمم المتحدة: “لن نسمح لكم بدسّ دولة إرهابية في حلوقنا”
في خطاب تحدٍّ نادر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه القاطع لأي جهود دولية تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، واصفاً الاعتراف بها بأنه بمثابة “انتحار وطني” لـ “إسرائيل”. جاءت تصريحات نتنياهو الحادة في نيويورك وسط موجة من الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية من قبل عدد من الحلفاء الغربيين التقليديين، في خطوة يرى فيها نتنياهو “مكافأة للإرهاب”.
“ضرب من الجنون”: هجوم على حلفاء الغرب
استغل نتنياهو خطابه أمام قاعة شبه خالية بسبب انسحاب عشرات الوفود الدبلوماسية احتجاجاً على الحرب في غزة، لشن هجوم مباشر على القادة الغربيين الذين ضغطوا مؤخراً لإحياء حل الدولتين.
وصف الاعتراف بـ “وصمة عار”:
وجه نتنياهو رسالة نارية للقادة الذين اعترفوا بدولة فلسطين، قائلاً: “أقول لقادة الغرب إن إسرائيل لن تسمح لكم بالعمل على إقامة دولة فلسطينية… إعطاء الفلسطينيين دولة على بعد ميل من القدس بعد السابع من أكتوبر ضرب من الجنون لن نقبله أبداً”.
لن نستسلم للضغوط”:
تعهد نتنياهو بمقاومة كل المحاولات لفرض حل الدولتين على “إسرائيل”، مشيراً إلى أن “القادة الغربيين قد رضخوا تحت الضغط… وأنا أضمن لكم أمراً واحداً: إسرائيل لن ترزح تحت هذا الضغط”. واستطرد قائلاً: “لن نقدم على انتحار وطني لأنكم لا تملكون الشجاعة اللازمة لمواجهة وسائل الإعلام المناهضة والجموع المعادية للسامية”.
لا “لدولة إرهابية”:
أكد نتنياهو مراراً أن الموقف الرافض للدولة الفلسطينية ليس سياسة حكومته وحدها، بل هو الموقف الذي “تطالب به دولة وشعب إسرائيل”. وأوضح أن إقامة دولة فلسطينية “بالقرب من القدس” بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 يمثل تهديداً وجودياً، مشدداً: “لن نسمح لكم بفرض دولة إرهابية علينا”.
اسرائيل و وضع قلق في ظل خلافات مع واشنطن والمجتمع الدولي
تأتي تصريحات نتنياهو المتشددة هذه في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية تباينات مع الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين، خاصة بعد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلني لنتنياهو بأنه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية”.
ردّ على ترامب:
على الرغم من أن نتنياهو لم يذكر ترامب بالاسم، إلا أن خطابه بدا رداً مباشراً على الدعوات الأمريكية والعربية بضرورة التوقف عن خطط الضم والالتزام بالحل السياسي. فقد سعى نتنياهو إلى إظهار وحدة الموقف الإسرائيلي تجاه رفض أي حل يفرض قيام الدولة الفلسطينية.
شروط إنهاء الحرب:
كرر نتنياهو أن الحرب في غزة يجب أن تستمر حتى يتم “إنهاء المهمة” ونزع سلاح القطاع بالكامل. واعتبر أن شروط إنهاء القتال هي تسليم حماس لجميع الرهائن، والاعتراف بشروط “إسرائيل” الأمنية، وهي الشروط التي ترفضها حماس والمجتمع الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
رفض اتهامات التجويع والإبادة:
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة الاتهامات الدولية الموجهة لـ “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية أو التسبب في المجاعة بقطاع غزة، مدعياً أن “إسرائيل” هي من يدخل المساعدات، وأن حماس هي من يسرقها.
خاتمة: خطاب يرسخ العزلة
لقد عزز خطاب نتنياهو، الذي وُصِف في الإعلام الإسرائيلي بأنه “خطاب حرب” و”يرسخ العزلة الدولية”، من انقسام “إسرائيل” مع المجتمع الدولي. ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الضغط للتوصل إلى صفقة سلام شاملة تقود إلى إقامة دولة فلسطينية كجزء من أفق سياسي مستدام، يصر نتنياهو على أن الأمن الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الإبقاء على السيطرة الأمنية الكاملة ومنع قيام أي كيان فلسطيني مستقل ذي سيادة.
نقاط رئيسية للخبر
* نتنياهو يصف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ “الانتحار الوطني” في الأمم المتحدة.
*خطاب نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي في نيويورك، الولايات المتحدة امام (الجمعية العامة للأمم المتحدة).
* نتنياهو يرفض بشدة جهود الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، مؤكداً أن إقامتها بعد أحداث 7 أكتوبر “ضرب من الجنون” وتهديد وجودي.
* التصريحات البارزة: “لن نسمح لكم بدسّ دولة إرهابية في حلوقنا” و “لن نقدم على انتحار وطني”.
* رد الفعل الدولي: انسحاب عشرات الوفود احتجاجاً على خطاب نتنياهو الذي تزامن مع إعلان عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين.
——————
لندن، المملكة المتحدة (لصحيفة سي جاي العربية)