لندن، المملكة المتحدة، ١٧سبتمبر ٢٠٢٥ –
كشف تقريرٌ بارزٌ صادرٌ عن اليونيسف، لأول مرة في تاريخ البشرية، أن عدد الأطفال في سن الدراسة والمراهقين المصابين بالسمنة حول العالم أكبر من عدد الذين يعانون من نقص الوزن. يرسم التقرير، المعنون “تغذية الربح: كيف تُخْذِل البيئات الغذائية الأطفال”، صورةً قاتمة لأزمة صحية عامة عالمية ناجمة عن التسويق المُكثّف والتوافر الواسع النطاق للوجبات السريعة الرخيصة فائقة المعالجة.
تُمثّل البيانات، التي جُمِعت من أكثر من ١٩٠ دولة، نقطة تحول تاريخية في سوء التغذية. فقد وصل معدل انتشار السمنة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٩ عامًا إلى ٩.٤٪، متجاوزًا نسبة ٩.٢٪ الذين يعانون من نقص الوزن. ويُعدّ هذا التراجع الحاد نتيجةً مباشرة لتضاعف معدلات السمنة العالمية ثلاث مرات منذ عام ٢٠٠٠، في حين انخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن بشكل مطرد من حوالي ١٣٪ خلال الفترة نفسها. أزمة غذائية عالمية
يُلقي التقرير باللوم في هذا الاتجاه المُقلق على البيئة الغذائية الحديثة. ويُجادل بأن أنظمة الأطفال الغذائية تُهيمن عليها بشكل متزايد الأطعمة فائقة المعالجة، الغنية بالسكر والنشا المُكرر والملح والدهون غير الصحية والمواد المضافة. وتُحل هذه المنتجات محل الأنظمة الغذائية التقليدية المُغذية، حتى في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي عانت تاريخيًا من نقص التغذية.
تُصبح هذه المشكلة حادة بشكل خاص في جزر المحيط الهادئ، حيث تُسجل بعض الدول أعلى معدلات سمنة الأطفال في العالم، حيث تبلغ هذه المعدلات في نيوي 38% وجزر كوك 37%. ومع ذلك، لا تقتصر المشكلة على الدول النامية؛ إذ تُسجل دول ذات دخل مرتفع مثل تشيلي والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة معدلات مرتفعة بشكل مُقلق، تتجاوز جميعها 20%.
العبء المزدوج لسوء التغذية
يُسلط التقرير الضوء أيضًا على “العبء المزدوج لسوء التغذية” في العديد من البلدان، حيث تُصاحب السمنة التقزم والهزال (نقص التغذية الحاد). يتطلب هذا التحدي المعقد نهجًا جديدًا للصحة العالمية يعالج نقص التغذية وفرطها. تُحذر اليونيسف من أنه في حال استمرار الاتجاهات الحالية، فقد تتجاوز التكلفة العالمية لزيادة الوزن والسمنة 4 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2035، مما يُشكل ضغطًا هائلًا على أنظمة الرعاية الصحية ويُعرّض صحة وإمكانات جيل كامل للخطر.
