القاهرة – مصر

تدق طبول التعاون الإقليمي بقوة مع استمرار فعاليات التدريب المصري الأمريكي المشترك «النجم الساطع 2025»، والذي يشهد سلسلة من المناورات العسكرية المعقدة التي تجري في مصر. وقد توسع نطاق هذا التدريب الذي يُجرى كل سنتين، والذي أصبح حجر الزاوية في التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة، ليشمل ما مجموعه 17 دولة، مما يمثل زيادة كبيرة في المشاركة الدولية. وقد صُممت التدريبات الجارية لتعزيز قابلية التشغيل المشترك، وتبادل الخبرات التكتيكية، وتعزيز الأمن الإقليمي، مما يبعث برسالة قوية من الوحدة والتصميم في مواجهة التحديات الجيوسياسية المعقدة. ويؤكد النطاق المتنوع للتدريب، من مكافحة الإرهاب إلى الحرب البحرية، على أهمية التدريب باعتباره ركيزة استراتيجية للاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

استعراض متعدد الأطراف للقوة والوحدة

يُعقد تدريب “النجم الساطع 2025″، الذي انطلق في 7 سبتمبر ويستمر حتى 21 سبتمبر، في قواعد عسكرية مختلفة في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك قاعدة محمد نجيب العسكرية، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. وتشارك الدول المشاركة – التي تشمل الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واليونان وإيطاليا وغيرها – في مجموعة واسعة من الأنشطة. وتشمل هذه الأنشطة عمليات جوية مشتركة، ومناورات بحرية في البحر الأبيض المتوسط، وتدريبات برية تركز على حرب المدن ومكافحة الإرهاب. ويُعد المحور الرئيسي للتدريب هو محاكاة صراع متعدد الجبهات، مما يجبر المشاركين على تنسيق قواتهم وإمداداتهم اللوجستية في بيئة ديناميكية وصعبة للغاية.

والهدف الرئيسي من “النجم الساطع” هو تعزيز الاستعداد العسكري للدول المشاركة وتحسين قدرتها على العمل معاً في الأزمات. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع المصرية، يهدف التدريب إلى “تبادل الخبرات والمفاهيم العسكرية لتوحيد الرؤى ومكافحة التهديدات العدائية”. ورددت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) هذا الأمر، مؤكدة على دور التدريب في بناء شراكات قوية وزيادة الاستقرار الإقليمي. ويُسلط العدد الهائل من الدول المشاركة الضوء على الرغبة المتزايدة في الأمن الجماعي والاعتراف بالدور المحوري لمصر كشريك عسكري إقليمي. وتؤكد مشاركة مجموعة متنوعة من الدول الأوروبية والعربية على أهمية التدريب كجسر استراتيجي بين الغرب والشرق الأوسط.

أبرز النقاط الرئيسية للتدريب

 * مشاركة موسعة: يشمل تدريب “النجم الساطع 2025” ما مجموعه 17 دولة، وهي زيادة كبيرة تسلط الضوء على التركيز المتزايد على التعاون متعدد الأطراف.

 * سيناريوهات تدريب متنوعة: تشمل المناورات عمليات برية وجوية وبحرية مشتركة، مع التركيز على مكافحة الإرهاب، وحرب المدن، والقيادة والتحكم.

 * تعزيز قابلية التشغيل المشترك: يتمثل الهدف الأساسي للتدريب في تحسين قدرة القوات المشاركة على العمل معاً بفعالية في الأزمات، وتوحيد إجراءاتها التشغيلية.

 * موقع استراتيجي: تُجرى التدريبات في قواعد عسكرية رئيسية في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك قاعدة محمد نجيب العسكرية، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للبلاد في المنطقة.

 * جسر للأمن الإقليمي: تضع مشاركة كل من الدول الغربية والعربية التدريب كمنصة حاسمة لبناء التحالفات ومعالجة التهديدات الأمنية المشتركة.

رؤى حصرية وتداعيات مستقبلية

كشفت رؤية حصرية من محلل عسكري، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن تدريب “النجم الساطع 2025” هو استجابة مباشرة لعدد من التهديدات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. وقال المحلل: “لم يعد التدريب يتعلق فقط بقابلية التشغيل المشترك؛ بل يتعلق بالتحضير لسيناريو حقيقي”. وأشار إلى التهديد المتزايد للجهات الفاعلة غير الحكومية، وظهور الحرب غير المتكافئة، والتوترات البحرية المتزايدة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط كدوافع رئيسية وراء اتساع نطاق التدريب وشدته. ويعكس التدريب على مواجهة هجوم بطائرات بدون طيار وتحييد تهديد بحري، والذي كان الأول من نوعه في سلسلة “النجم الساطع”، هذه التحديات المتطورة.

علاوة على ذلك، للتدريب أبعاد سياسية كبيرة. وذكر مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى أن مستوى المشاركة من الدول العربية، وخاصة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هو إشارة قوية على التزامهما بالتعاون الأمني مع الولايات المتحدة وشركائها. ويُنظر إلى هذا على أنه وسيلة لمواجهة النفوذ المتزايد للقوى العالمية الأخرى في المنطقة. كما يُظهر التنفيذ الناجح للتدريب قدرة مصر على استضافة وقيادة مثل هذا الحدث متعدد الجنسيات واسع النطاق، مما يعزز مكانتها كحليف رئيسي للولايات المتحدة وقوة استقرار في المنطقة. إن التداعيات طويلة الأجل لـ”النجم الساطع 2025″ واضحة: إنه شهادة على الشراكة العسكرية الدائمة بين مصر والولايات المتحدة ومؤشر قوي على حقبة جديدة من التعاون الأمني متعدد الأطراف الذي يهدف إلى معالجة التهديدات المعقدة والمترابطة للقرن الحادي والعشرين.