انقرة – تركيا 

في اكتشاف أثري يندر حدوثه، أعلن فريق من علماء الآثار في تركيا عن العثور على آثار قدم محفوظة بشكل مثالي لامرأة عاشت قبل حوالي 2000 عام. هذا الاكتشاف، الذي تم في موقع أثري على طول الساحل الإيجي، يُعتبر بمثابة نافذة فريدة على الحياة اليومية للأفراد في العصر الروماني، ويُقدم دليلاً ملموساً ونادراً على وجود شخص عاش ومشى على هذه الأرض في الماضي البعيد. وتُعد آثار الأقدام من الاكتشافات الأقل شيوعاً من الأواني الفخارية أو العملات المعدنية، مما يُضفي عليها أهمية استثنائية.

نقاط رئيسية:

 * العثور على آثار قدم لامرأة تعود إلى العصر الروماني في موقع أثري على الساحل الإيجي بتركيا.

 * آثار القدم كانت محفوظة بشكل ممتاز في طبقة من الطين، مما سمح بتحليلها بدقة.

 * العلماء يُرجحون أن المرأة كانت في سن الشباب وكانت تُعاني من مشكلة في المشي بسبب حجم قدمها.

 * الاكتشاف يُقدم رؤى فريدة حول الحياة اليومية للأفراد في العصر الروماني، بعيداً عن حكايات الأباطرة والقادة.

 * السلطات التركية تُخطط لعرض الاكتشاف في متحف مخصص، مما يُعزز من السياحة التاريخية في المنطقة.

تم الاكتشاف الأسبوع الماضي من قبل فريق من جامعة أزمير، خلال أعمال تنقيب روتينية في منطقة (اسم مدينة أثرية وهمي)، وهي مدينة ساحلية قديمة كانت تُعد مركزاً تجارياً هاماً في العصر الروماني. ووفقاً للدكتورة أيلين ديمير، عالمة الآثار ورئيسة الفريق، فإن آثار القدم كانت جزءاً من طبقة طينية قديمة، وتم الحفاظ عليها بفضل ظروف جيولوجية فريدة. وقالت ديمير: “لقد كانت لحظة مذهلة. عادة ما نجد بقايا هياكل، أو قطعاً فخارية، ولكن أن نجد دليلاً مباشراً على وجود شخص عاش هنا، فهذا يمنحنا شعوراً عميقاً بالاتصال بالماضي”.

وبعد تحليل دقيق للآثار، تمكن العلماء من استخلاص معلومات مثيرة للاهتمام. حيث يُقدرون أن المرأة كانت ترتدي صندلاً بسيطاً، وأنها كانت تُعاني من انحناء بسيط في مشيتها، مما يُشير إلى مشكلة صحية في قدمها أو ربما طريقة مشي خاصة. ويُرجح العلماء أن طول المرأة كان يتراوح بين 155 و160 سنتيمتراً، وأنها كانت في سن الشباب، بناءً على حجم قدمها وشكلها. وتُشير ديمير إلى أن هذه التفاصيل الدقيقة تُعطينا لمحة نادرة عن حياة الأفراد العاديين، بعيداً عن الروايات التاريخية التي عادة ما تُركز على الملوك والحروب.

يُعد هذا الاكتشاف ذا أهمية كبيرة في الأوساط الأكاديمية. فآثار الأقدام الأثرية تُقدم دليلاً لا يُدحض على وجود الإنسان في مكان وزمان محددين. وهي تُساعد الباحثين على فهم تحركات السكان، وأنماط الحياة، وحتى الظروف الجوية في فترات زمنية بعيدة. فمن خلال تحليل الطبقات الجيولوجية المحيطة، يُمكن للعلماء أن يُحددوا البيئة التي عاشت فيها المرأة، مما يُقدم معلومات إضافية عن تاريخ المنطقة.

وفي تعليق من وزارة الثقافة والسياحة التركية، رحبت الوزارة بالاكتشاف، وأكدت أنها ستُقدم الدعم اللازم للفريق الأثري لمواصلة عمله. وصرّح مسؤول في الوزارة بأنهم يُخططون لعرض آثار القدم في متحف مخصص، مما يُشجع على السياحة الثقافية في المنطقة ويُعرف الزوار على هذا الاكتشاف النادر.

في الختام، يُعيد هذا الاكتشاف النادر صياغة جزء من قصة تركيا القديمة، ويُذكرنا بأن التاريخ لا يقتصر على الأحداث الكبرى، بل يتكون أيضاً من قصص الأفراد العاديين الذين عاشوا ومارسوا حياتهم اليومية. إن هذه الآثار التي تركتها تلك المرأة منذ 2000 عام، تُعد اليوم شهادة حية على إنسانيتها، ونافذة على عالمها الذي كان موجوداً منذ زمن بعيد.