القاهرة – مصر
في خطوة مفاجئة أثارت عاصفة من الجدل في الأوساط الرياضية المصرية، يلوح في الأفق اتجاه لإقامة مباراة المنتخب المصري الأول لكرة القدم أمام نظيره الجيبوتي في تصفيات كأس العالم 2026، على أرض محايدة خارج مصر. ويأتي هذا القرار المرتقب من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم (EFA) وسط تبريرات تتعلق بالظروف الأمنية، وعدم جاهزية الملاعب المحلية لاستقبال الجماهير، مما يُشكل صدمة للجمهور الذي كان ينتظر مؤازرة فريقه في هذه المباراة الهامة.
عناوين رئيسية:
* الاتحاد المصري لكرة القدم يدرس إقامة مباراة المنتخب الوطني ضد جيبوتي خارج البلاد لأسباب أمنية ولوجستية.
* القرار يثير غضب الجمهور المصري الذي يرى فيه إهداراً لحق اللعب على أرضه وبين جماهيره.
* التبريرات الرسمية تشير إلى عدم جاهزية الملاعب المحلية، خاصة استاد القاهرة، لاستقبال المباراة.
* الإمارات والسعودية تُعتبران من أبرز المرشحين لاستضافة المباراة، نظراً لوجود جاليات مصرية كبيرة.
* الخبراء يُحذرون من التأثير السلبي للقرار على الروح المعنوية للاعبين والجماهير.
الخبر بالتفصيل
وفقاً لمصادر داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، فإن هناك اتفاقاً شبه كامل على ضرورة نقل المباراة المقررة ضمن المجموعة الأولى من التصفيات الأفريقية، والمزمع إقامتها في نوفمبر المقبل، إلى بلد آخر. وبرر المسؤولون هذا التوجه بـ”اعتبارات أمنية ولوجستية لا تسمح بإقامة المباراة في القاهرة”. وأضافت المصادر أن السلطات المعنية لم تُعطِ الضوء الأخضر لإقامة المباراة بحضور جماهيري كامل في أي من الملاعب الرئيسية، خاصة استاد القاهرة الدولي الذي يخضع لعمليات صيانة وتطوير.
هذا القرار، وإن كان لم يُعلن رسمياً بعد، إلا أنه أثار غضباً واسعاً بين المشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّر عدد كبير من الجماهير عن استيائهم من إضاعة فرصة اللعب على الأرض والجمهور، وهو ما يُعتبر عاملاً حاسماً في مباريات التصفيات. وقال أحد المشجعين على تويتر: “هذا القرار يُشبه التنازل عن حقنا في التأهل. كيف يُمكن أن نُعطي هذا الامتياز للمنتخبات الأخرى بينما نُحرم منه نحن؟”. واعتبر آخرون أن هذا القرار يُعد “إهانة” لكرة القدم المصرية.
تُشير التكهنات إلى أن الوجهة الأقرب لاستضافة المباراة قد تكون دولة الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، نظراً لقربها الجغرافي، ووجود جالية مصرية كبيرة هناك يُمكن أن تُؤمن الحضور الجماهيري للمنتخب. كما أن البنية التحتية الرياضية في هذه البلدان تُعتبر مثالية لاستضافة مباراة دولية بهذا الحجم. ومع ذلك، يرى النقاد أن إقامة المباراة في الخارج، حتى ولو كانت بحضور الجماهير، لن تُعوض الشعور باللعب في القاهرة، أمام جمهور متعطش للانتصارات.
وفي تعليق على هذا التوجه، قال الكابتن طارق يحيى، نجم كرة القدم المصرية السابق والمحلل الرياضي: “القرار صعب، ولكن قد يكون ضرورياً. إذا كان الأمن غير قادر على تأمين المباراة، فإن الأفضل هو إقامتها في مكان آمن لضمان سلامة الجميع. ولكن على الاتحاد أن يعمل بجد لتعويض الجمهور المصري عن هذا القرار، وربما يُمكن تنظيم رحلات لجزء من الجماهير لتأمين الحضور في الخارج”. وأضاف يحيى أن التأهل إلى كأس العالم هو الهدف الأسمى، وأنه في بعض الأحيان، يجب اتخاذ قرارات صعبة لتحقيقه.
من الجانب الآخر، أكد بعض الخبراء أن هذا القرار قد يُؤثر على الحالة النفسية للاعبين، الذين اعتادوا على دعم جمهورهم في المباريات الحاسمة. وقال أحدهم: “الجمهور هو اللاعب رقم 12، وغيابه يُمكن أن يُفقد المنتخب ميزة كبيرة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في التصفيات”.
في الختام، يظل قرار إقامة مباراة المنتخب المصري ضد جيبوتي خارج البلاد أمراً يكتنفه الغموض. وعلى الرغم من أن الأسباب التي يسوقها الاتحاد تبدو منطقية، إلا أن الشعور بالإحباط بين الجماهير يُشير إلى أن هذا القرار، إذا تم تنفيذه، لن يمر مرور الكرام، وسيبقى نقطة خلاف بين الاتحاد والجمهور، حتى وإن نجح المنتخب في تحقيق الفوز والتأهل.