القاهرة – مصر
في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كبح جماح الارتفاع المقلق في معدلات الولادات القيصرية، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن تبنيها رسمياً لتصنيف ريبسون، ليكون سلاحها الرئيسي في مواجهة ما وصفه المسؤولون بـ”وحش القيصرية” الذي أصبح يُهدد صحة الأمهات والمواليد. ويُعد هذا النظام، الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، أداة علمية لتصنيف جميع حالات الولادة، مما يُتيح للوزارة رصد وتحليل الأسباب الكامنة وراء الارتفاع غير المبرر في هذه العمليات، ووضع خطط علاجية فعالة.
عناوين رئيسية:
* وزارة الصحة المصرية تُعلن عن إلزام المستشفيات الحكومية والخاصة بتطبيق تصنيف ريبسون.
* الهدف هو خفض معدلات الولادة القيصرية التي تجاوزت الـ60% في بعض المؤسسات.
* “تصنيف ريبسون” يُقسم النساء الحوامل إلى 10 مجموعات، لتسهيل تحليل أسباب الولادة القيصرية.
* المبادرة تُسلط الضوء على عوامل مثل الخوف من الولادة الطبيعية، والعوامل الاقتصادية، وتفضيل بعض الأطباء للقيصرية.
* الوزارة تُؤكد أن تطبيق التصنيف سيُحسن من جودة الرعاية الصحية ويُعزز من سلامة الأمهات والأطفال.
الخبر بالتفصيل
وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة والسكان، فإن الزيادة المفرطة في معدلات الولادات القيصرية في مصر تُشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن المعدل الوطني قد تجاوز بكثير توصيات منظمة الصحة العالمية. وتُعزى هذه الزيادة إلى مجموعة معقدة من العوامل، بما في ذلك التفضيلات الثقافية، والاعتقادات الخاطئة حول سلامة الولادة الطبيعية، والعوامل الاقتصادية التي تُشجع بعض الأطباء والمستشفيات الخاصة على تفضيل الولادة القيصرية الأسرع والأكثر ربحاً.
يُقدم “تصنيف ريبسون”، الذي ابتكره الدكتور مايكل ريبسون، طريقة موحدة وشفافة لتقييم أداء المستشفيات. فهو يُقسم جميع النساء الحوامل إلى 10 مجموعات متجانسة بناءً على عوامل مثل عدد الولادات السابقة، وعمر الحمل، ووضع الجنين، وسبب الولادة السابقة. هذا التقسيم يُتيح للمستشفيات تحليل أسباب الولادات القيصرية بشكل دقيق، وتحديد المجموعات التي تُسجل فيها معدلات مرتفعة، مما يُمكنها من اتخاذ إجراءات تصحيحية. على سبيل المثال، إذا كانت المعدلات مرتفعة في مجموعة النساء اللواتي يُلدن للمرة الأولى، يُمكن للمستشفى أن يُركز جهوده على زيادة الوعي لديهن وتشجيعهن على الولادة الطبيعية.
صرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بأن “تطبيق تصنيف ريبسون هو خطوة استراتيجية نحو تحسين الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والأطفال. إننا نُؤمن بأن لكل امرأة الحق في الحصول على ولادة آمنة، وأن اللجوء إلى الولادة القيصرية يجب أن يكون بناءً على دواعي طبية حقيقية، وليس لأسباب أخرى”. وأضاف أن الوزارة ستبدأ في تنفيذ برامج تدريبية مكثفة للكوادر الطبية في جميع أنحاء البلاد، لتعريفهم بأهمية هذا التصنيف وكيفية استخدامه بشكل فعال.
تُشير دراسات سابقة إلى أن الولادة القيصرية، رغم أنها قد تُنقذ الأرواح في بعض الحالات الضرورية، إلا أنها تُشكل مخاطر صحية أكبر على الأم والمولود مقارنة بالولادة الطبيعية. فمخاطر النزيف، والعدوى، والتأثيرات على صحة الجهاز التنفسي للمولود، هي مجرد أمثلة على الأضرار التي قد تُسببها الولادة القيصرية غير الضرورية.
النجاح في هذه المبادرة يتوقف على تعاون جميع الأطراف المعنية، من الأطباء والمستشفيات إلى النساء الحوامل وعائلاتهن. يُشكل هذا الإجراء جزءاً من حملة وطنية أكبر لتغيير المفاهيم السائدة حول الولادة، وتقديم الدعم النفسي والتعليمي للنساء لتشجيعهن على الولادة الطبيعية.
في الختام، يُعد قرار وزارة الصحة المصرية باستخدام “تصنيف ريبسون” بمثابة إعلان حرب على ثقافة الولادة القيصرية المفرطة. إنه ليس مجرد نظام لتصنيف البيانات، بل هو أداة للتغيير، تهدف إلى إعادة الاعتبار للولادة الطبيعية، وضمان أن تُتخذ القرارات الطبية بناءً على الأدلة العلمية، وليس لأسباب أخرى. إن النجاح في هذه المعركة سيُؤثر بشكل إيجابي على صحة جيل كامل من الأمهات والأطفال في مصر.