جوهانسبرغ – ١١ سبتمبر ٢٠٢٥
لطالما ارتبط اسم أفعى النفاخ بالخوف والموت في القارة الأفريقية، إذ تُعد المسؤولة عن أكثر حوادث اللدغ والوفيات بين الثعابين. لكن دراسة جديدة من جامعة ويتواترسراند بجنوب أفريقيا قلبت هذه الصورة رأسًا على عقب، لتكشف أن هذا الكائن السام ليس مجرد خطر، بل قد يكون أحد أهم أدوات الزراعة المستدامة في مواجهة القوارض المدمرة للمحاصيل.
مفترس طبيعي فعال
البروفيسور غراهام ألكسندر، قائد الدراسة، يؤكد أن أفعى النفاخ تمثل حلًا طبيعيًا وفعالًا من حيث التكلفة لمشكلة تفشي القوارض، خاصة في مواسم الأمطار الغزيرة.
• يمكن للأفعى الواحدة أن تلتهم ما يصل إلى ١٠ قوارض في جلسة واحدة، وتعود للصيد خلال أسبوع فقط.
• تتميز بقدرتها على زيادة استهلاكها الغذائي حتى ١٢ ضعفًا خلال موجات تكاثر القوارض، وهو ما يجعلها أكثر مرونة من المفترسات الثديية مثل النمس أو الوشق.
• بفضل قدرتها على الصيام لفترات طويلة، تُعد الأفعى بمثابة مفترس احتياطي دائم، حاضر في النظام البيئي وجاهز للتحرك عند الحاجة.
فوائد زراعية وبيئية
تُشير الدراسة، المنشورة في مجلة Scientific Reports، إلى أن الحفاظ على أعداد أفاعي النفاخ يمكن أن يقلل اعتماد المزارعين على المبيدات الكيميائية المكلفة والضارة، ما يعني:
• أنظمة بيئية أكثر توازنًا.
• تقليل التلوث الزراعي.
• زيادة إنتاجية المحاصيل.
تغيير الصورة النمطية
ورغم أن استهلاك الأفعى الفردي أقل من بعض الحيوانات المفترسة الأخرى، إلا أن كثافتها السكانية المرتفعة في المناطق الزراعية تفرض ضغطًا جماعيًا قويًا على أعداد القوارض، ما يجعلها أداة طبيعية أكثر استدامة وفعالية.
الدراسة تدعو المزارعين والمجتمعات المحلية إلى إعادة النظر في علاقتهم بهذا النوع، الذي يُستهدف عادةً بالقتل، معتبرة أن تحوله من “رمز للخطر” إلى “شريك زراعي” قد يكون خطوة حاسمة نحو استراتيجيات متكاملة لحماية المحاصيل والتنوع البيولوجي معًا.