بروكسل، بلجيكا – 8 سبتمبر 2025
تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة البلجيكية تضامناً مع الشعب الفلسطيني. اكتست شوارع بروكسل باللون الأحمر يوم الأحد، حيث سار عشرات الآلاف تضامناً مع الشعب الفلسطيني. كانت هذه المظاهرة، التي حملت اسم “خط أحمر لغزة”، الثانية من نوعها، وقدّرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 70 ألف شخص، بينما زعم المنظمون أن عددهم بلغ 120 ألف شخص. وجّه المشاركون، الذين ارتدى العديد منهم ملابس حمراء وحملوا بطاقات حمراء، رسالة رمزية إلى القادة الأوروبيين، مطالبين بوضع “خط أحمر” تجاه الصراع واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل.
الخبر بالتفصيل :
* إقبال كثيف: استقطبت المسيرة حشداً كبيراً، تراوحت تقديراته بين 70 ألفاً وأكثر من 100 ألف شخص، مما يجعلها واحدة من أكبر الاحتجاجات في بروكسل هذا العام.
* “خط أحمر” رمزي: استخدم المتظاهرون بطاقاتٍ وملابس حمراء تعبيرًا عن مطالبتهم باتخاذ موقفٍ أقوى ضد العنف في غزة، والدعوة إلى إنهاء ما وصفوه بالإفلات من العقاب على جرائم الحرب.
* السياق السياسي: جاءت المظاهرة عقب إعلان الحكومة البلجيكية مؤخرًا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفرض عقوباتٍ جديدة على إسرائيل بشروطٍ محددة.
* مطالب العمل: دعا المنظمون والمشاركون إلى اتخاذ إجراءاتٍ أكثر حسمًا من جانب الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرض حظرٍ عسكريٍّ كاملٍ على إسرائيل، وحظرٍ وطنيٍّ على الاستثمارات والتجارة التي تدعم الاحتلال.
* الدعم الدولي: حظيت المظاهرة بدعمٍ من أكثر من 200 منظمة، بما في ذلك النقابات العمالية، والجماعات اليهودية والفلسطينية، وجمعيات شبابية ودينية مختلفة، مما يُبرز الدعم المجتمعي الواسع.
شكّلت المظاهرة واسعة النطاق، التي نظمها تحالفٌ من جماعات التضامن الدولية، نقطة ضغطٍ شعبيةٍ قويةٍ على الحكومة البلجيكية والمؤسسات الأوروبية، وكلاهما يقع مقرهما الرئيسي في بروكسل. جاءت المسيرة بعد أيام من تصريح وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، بأن مصداقية الاتحاد الأوروبي “تنهار” بسبب فشله في اتخاذ إجراء بشأن الصراع الدائر.
وكان من أبرز محاور الاحتجاج الضغط على بلجيكا لتجاوز إجراءاتها المعلنة مؤخرًا. وبينما أعلنت الحكومة عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، فإن هذا الاعتراف مشروط بإطلاق سراح جميع الرهائن وتوقف حماس عن ممارسة الحكم في فلسطين. وصرح منظمو الاحتجاج، مثل لودو دي براباندر، بأن هذه الإجراءات “لا تزال بعيدة كل البعد عن الوفاء بجميع التزامات بلجيكا الدولية”، وطالبوا “بإجراءات حاسمة وشاملة” لإنهاء ما وصفوه بالتواطؤ في الصراع.
وعبّر العديد من المتظاهرين عن إحباطهم من وتيرة الجهود الدبلوماسية الدولية. وصرح أحد المتظاهرين، عصمت غوموسبوغا، وهو عامل أمن يبلغ من العمر 60 عامًا، للصحفيين: “أنا أحلم بدولة فلسطينية للفلسطينيين، حيث يمكنهم العيش كأي شعب آخر”. أكد مشارك آخر، طالب يبلغ من العمر 27 عامًا، على أهمية الاحتجاج في بروكسل نظرًا لدورها كمركز سياسي عالمي. انطلقت المسيرة من محطة بروكسل الشمالية باتجاه ساحة جان ري، بالقرب من البرلمان الأوروبي ومبانٍ رئيسية أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي. وقد أبرز مشهد عشرات الآلاف من الناس يحملون الأعلام واللافتات ويرددون الشعارات تنامي مطالبة الجمهور بإنهاء الصراع ومساءلة الهيئات الدولية. ومن المرجح أن يشجع نجاح الاحتجاج المزيد من النشاط الشعبي، ويواصل الضغط على القادة الأوروبيين لاتخاذ موقف أقوى وأكثر توحيدًا بشأن هذه القضية.
