لندن، المملكة المتحدة – ٦ سبتمبر ٢٠٢٥
في خطوة تبعث على الأمل، أصدرت دراسة دولية واسعة النطاق نتائجها الأولية التي تؤكد بأمان أن الرضاعة الطبيعية بعد الإصابة بسرطان الثدي لا تزيد من خطر عودة المرض. هذا الإعلان يمثل اختراقًا كبيرًا، حيث يُمكّن الآلاف من الناجيات الشابات من اتخاذ قرارات مدروسة حول الأمومة والرضاعة الطبيعية، مما يمهد الطريق لتغييرات في الإرشادات الطبية السريرية.
أهم النقاط في الخبر
* لا زيادة في الخطر: لم تُظهر الدراسة أي فرق في معدلات عودة السرطان بين الناجيات اللواتي أرضعن أطفالهن واللواتي لم يرضعن.
* الرضاعة الطبيعية ممكنة: نجحت أكثر من 60% من النساء في الرضاعة الطبيعية بعد ولادتهن.
* معيار جديد للرعاية: من المتوقع أن تساهم هذه البيانات في دحض المفاهيم الخاطئة القديمة وتغيير الإرشادات الطبية.
* أهمية المتابعة طويلة الأمد: يؤكد الباحثون على ضرورة المتابعة المستمرة لتأكيد هذه النتائج على المدى الطويل.
* تصريح رسمي: صرحت الدكتورة جينيفر ليتون، أخصائية الأورام، بأن هذه البيانات “خطوة أولى حاسمة” لمنح النساء الطمأنينة.
كشفت تجربة “النتائج الإيجابية للحمل وسلامة إيقاف علاج سرطان الثدي المستجيب للغدد الصماء” عن أدلة واعدة تزيل القلق الذي طالما ارتبط بالرضاعة الطبيعية بعد الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً لدى النساء اللاتي شُخصت إصابتهن بالمرض في سن مبكرة. هذه الدراسة العالمية تابعت مئات الشابات اللاتي اخترن إيقاف علاجهن الهرموني مؤقتًا لمحاولة الحمل. كان أحد أهم أسئلتها هو ما إذا كان الحمل والرضاعة الطبيعية اللاحقان يزيدان من خطر عودة السرطان. وقد جاءت الإجابة واضحة: لا.
وجدت الدراسة أن معدلات عودة المرض كانت متشابهة جدًا بين المجموعة التي قامت بالرضاعة الطبيعية (3.6%) والمجموعة التي لم ترضع (3.1%). هذه النتائج ظلت ثابتة بغض النظر عن نوع الجراحة التي خضعت لها النساء، سواء كانت استئصالًا للورم أو للثدي بالكامل.
بالإضافة إلى تأكيد السلامة، قدمت الدراسة رؤى إيجابية حول إمكانية الرضاعة الطبيعية للناجيات. فقد تمكن حوالي ثلثي النساء اللواتي أنجبن بعد تشخيص إصابتهن من إرضاع أطفالهن، وكان متوسط مدة الرضاعة الطبيعية أكثر من أربعة أشهر. غالبية النساء اللواتي خضعن لعملية جراحية للحفاظ على الثدي قمن بالرضاعة من الثدي السليم، وهو ما أثبت نجاحه بشكل كبير.
صرحت الدكتورة جينيفر ليتون، أخصائية الأورام في مركز إم دي أندرسون للسرطان، بأن “هذه البيانات هي خطوة أولى حاسمة في منح هؤلاء النساء الطمأنينة التي يحتجنها لاتخاذ القرار الأفضل لعائلاتهن”.
على الرغم من هذه النتائج الإيجابية والمشجعة، لا يزال الأطباء يحثون على الحذر، مشيرين إلى أن عينة الدراسة كانت ذات دافع عالٍ وحصلت على دعم طبي كامل. كما أن النتائج تنطبق على فئة محددة من الناجيات المصابات بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات، واللاتي قمن بإيقاف علاجهن مؤقتًا. ويؤكد الباحثون على أن البيانات لا تزال تعتبر “متابعة مبكرة” وأن المتابعة طويلة الأمد ضرورية لتأكيد النتائج على المدى البعيد.
بالنسبة لمجتمع النساء الناجيات من سرطان الثدي، الذي غالبًا ما يواجه خيارات صعبة بين الصحة وتكوين الأسرة، يعد هذا الخبر بمثابة انتصار. فهو يبعث برسالة قوية مفادها أن النجاة من المرض يمكن أن تشمل تجربة الأمومة الكاملة، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية، مع التوجيه الطبي المناسب. هذه النتائج هي بداية لمعيار جديد للرعاية يضع في الاعتبار ليس فقط العلاج، ولكن أيضًا جودة الحياة وآمال وأحلام المريضات.