لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية
4 سبتمبر 2025
في قرار تاريخي أثار صدمةً واسعةً في قطاع التكنولوجيا، أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي حكمًا ضد محاولة الادعاء العام إجبار جوجل على بيع متصفحها الشهير كروم. ويمثل هذا القرار، الذي أصدره القاضي أميت ميهتا، هدنةً كبيرةً لشركة التكنولوجيا العملاقة في معركتها الطويلة ضد الاحتكار، مما يسمح لها بتجنب أشد العقوبات التي طالبت بها وزارة العدل الأمريكية.
يأتي هذا الحكم في أعقاب محاكمةٍ استمرت 15 يومًا، بعد أن قرر القاضي العام الماضي أن جوجل قد بنت وحافظت على احتكارٍ غير قانوني في سوق البحث الإلكتروني. وبينما كان القرار الأصلي الذي توصل إليه القاضي بمثابة فوزٍ كبيرٍ للادعاء العام، إلا أن حكمه الأخير بشأن سبل الانتصاف يُنظر إليه على أنه نتيجةٌ أكثر تساهلًا لجوجل، حيث ارتفع سعر سهم شركتها الأم، ألفابت، في تداولات ما بعد ساعات العمل.
جادلت وزارة العدل الأمريكية بأن البيع القسري لمتصفح كروم، الذي يسيطر على أكثر من ثلثي حصة سوق المتصفحات العالمية، كان ضروريًا لكسر احتكار جوجل. وزعمت أن كروم، إلى جانب نظام التشغيل أندرويد، كان أداة رئيسية في ممارسات جوجل المناهضة للمنافسة، مما سمح لها بحصر محرك البحث الخاص بها كمحرك افتراضي على مليارات الأجهزة. إلا أن القاضي ميهتا رفض هذه الحجة، مشيرًا إلى أن البيع القسري لمتصفح كروم سيكون “فوضويًا للغاية ومحفوفًا بالمخاطر”. كما أشار إلى الظهور السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي كقوة تنافسية جديدة في سوق البحث، وهو عامل قال إنه “غيّر مسار هذه القضية”.
في حين أن جوجل لن تُجبر على بيع متصفحها، إلا أن الحكم لا يُعدّ انتصارًا كاملاً للشركة. فقد فرض القاضي ميهتا عدة قيود رئيسية تهدف إلى تعزيز المنافسة. فقد مُنعت جوجل من إبرام أو الحفاظ على عقود حصرية مع شركات تصنيع الأجهزة تمنعها من تحميل تطبيقات بحث منافسة مسبقًا. كما أمرت المحكمة جوجل بمشاركة بيانات معينة من محرك البحث الخاص بها مع “منافسين مؤهلين”. يُنظر إلى هذا القرار المتعلق بمشاركة البيانات على أنه خطوة مهمة نحو تكافؤ الفرص بين المنافسين، بما في ذلك محركات البحث الناشئة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة.
وقد قوبل الحكم بردود فعل متباينة. فبينما أبدى المستثمرون استحسانهم، أعرب النقاد والمدافعون عن الحقوق الرقمية عن استيائهم، ووصف البعض العقوبات بأنها “ضربة خفيفة” و”فشل ذريع”. ويجادلون بأن السماح لجوجل بالاحتفاظ بمتصفح كروم وصفقاتها المربحة مع شركاء مثل آبل، يُمكّن المحكمة الشركة من الحفاظ على احتكارها. من جانبها، أعربت جوجل عن مخاوفها بشأن تأثير المتطلبات الجديدة على خصوصية المستخدم، وأنها تُراجع القرار عن كثب.
مع استمرار إعادة تشكيل صناعة التكنولوجيا بفضل التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، يُشير قرار المحكمة إلى أن تركيز تنظيم مكافحة الاحتكار قد يتحول من الهيمنة التقليدية على السوق إلى التحديات الجديدة التي يُمثلها الذكاء الاصطناعي. وتشير التقارير إلى أن وزارة العدل تُقيّم خياراتها، ومن المتوقع على نطاق واسع تقديم استئناف، مما يعني أن هذه المعركة القانونية لم تنتهِ بعد. عناوين رئيسية:
* جوجل تتجنب التفكك: أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي حكمًا ضد البيع القسري لمتصفح جوجل كروم، وهو ما يُعدّ انتصارًا كبيرًا لشركة التكنولوجيا.
* الذكاء الاصطناعي يُعيد صياغة القضية: أشار القاضي إلى صعود أدوات الذكاء الاصطناعي المُولِّدة كسبب لعدم فرض أشد العقوبات، مشيرًا إلى ظهور منافسة جديدة.
* فرض قيود جديدة: يمنع القرار جوجل من إبرام صفقات توزيع حصرية، ويُلزمها بمشاركة بعض بيانات البحث الخاصة بها مع المنافسين.
* ردود فعل متباينة: أشاد المستثمرون بالقرار، بينما انتقده دعاة الحقوق الرقمية الذين يعتقدون أن العقوبات غير كافية لكبح نفوذ جوجل.
* استمرار المعركة القانونية: من المتوقع استئناف الحكم، مما يعني أن النتيجة النهائية للقضية وتداعياتها على مستقبل صناعة التكنولوجيا لا تزال غير مؤكدة.
