قطاع غزة،
4 سبتمبر 2025
في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، يواجه سكان قطاع غزة سلسلة مدمرة من الهجمات المكثفة، والمجاعة المؤكدة، وانقطاع واسع النطاق للمساعدات. وقد شهد هجوم عسكري جديد تصعيدًا في قصف القوات الإسرائيلية لمدينة غزة، في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وجود مجاعة في القطاع، مع توقعات بانتشارها قريبًا في جميع أنحاء القطاع. ويتفاقم هذا الوضع المزري بسبب القيود الصارمة المفروضة على وصول المساعدات، مما يخلق كارثة تصفها الهيئات الدولية بأنها “من صنع الإنسان”.
يتضمن الهجوم الإسرائيلي، الذي أطلق عليه الجيش “عملية عربات جدعون ب”، قصفًا مكثفًا لأحياء مدينة غزة ومحيطها، بما في ذلك حي الزيتون وحي الصبرة وحي الرمال. وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة، أدت الهجمات إلى زيادة حادة في عدد الضحايا المدنيين، حيث استهدفت الغارات المدارس والمستشفيات والمباني السكنية. وصرح نائب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط بأنه “لا نهاية تلوح في الأفق” للصراع، مع تكثيف الضربات العسكرية الإسرائيلية حتى في الوقت الذي يحاول فيه الوسطاء تأمين وقف إطلاق النار. وتشير التقارير إلى أن العديد من الضحايا هم أشخاص كانوا يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية. ومع استمرار الهجمات، تدهور الوضع الإنساني إلى مستوى كارثي. وأكد تحليل حديث أجراه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن المجاعة تحدث حاليًا في محافظة غزة. ويتوقع التصنيف أن تمتد المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر. ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في المجاعة، ويواجهون المجاعة على نطاق واسع، والفقر المدقع، والموت. يُسلّط التقرير الضوء أيضًا على أنه من المتوقع أن يُعاني أكثر من 132,000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وأن أكثر من 41,000 منهم في حالة حرجة ومعرضون لخطر الوفاة بشكل متزايد.
ترتبط الأزمة ارتباطًا مباشرًا بالانقطاع الشديد للمساعدات الإنسانية. فعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية العديدة والمناشدات من المجتمع الدولي، فقد أُعيقت عمليات إيصال الإمدادات الأساسية مرارًا وتكرارًا. أفادت الأمم المتحدة بأن شاحنات مُحمّلة بالغذاء والأدوية والوقود تنتظر خارج القطاع مباشرةً، بينما منعت السلطات الإسرائيلية مؤخرًا أسطولًا صغيرًا من السفن القادمة من برشلونة والمُحمّلة بمساعدات إنسانية. كما أفادت التقارير بأن الحكومة الإسرائيلية صرّحت بأنها ستُوقف أو تُبطئ قريبًا وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من شمال غزة مع توسيعها لهجومها العسكري.
ومما يزيد الأمر تعقيدًا، ما كشفته تقارير حديثة من صحيفة الغارديان من أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يُشكّكون في تمويل وإشراف منظمة إنسانية مثيرة للجدل تعمل في غزة، مُشيرين إلى مخاوفهم من ارتفاع عدد القتلى بالقرب من مواقع المساعدات التابعة لها وعلاقاتها بالحكومة الإسرائيلية. تُثير هذه الادعاءات تساؤلات جديدة حول فعالية وسلامة توزيع المساعدات في القطاع الذي مزقته الحرب. بالنسبة لسكان غزة، يُمثل الوضع صراعًا يوميًا من أجل البقاء. في ظل القصف المستمر والجوع ونقص المياه النظيفة والأدوية، تدعو المنظمات الإنسانية إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار للسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق دون عوائق لإنقاذ الأرواح.
نقاط رئيسية
* تجدد الهجمات: تكثفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة ومحيطها، مما أدى إلى ارتفاع في عدد الضحايا المدنيين.
* تأكيد المجاعة: أكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) رسميًا أن المجاعة موجودة في غزة ومن المتوقع أن تنتشر إلى مناطق أخرى.
* انقطاع المساعدات: تفاقمت الأزمة بسبب استمرار انقطاع المساعدات الإنسانية، مع منع الشاحنات وأساطيل المساعدات.
* دعوات لوقف إطلاق النار: تدعو المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار للسماح باستجابة إغاثية واسعة النطاق.
* * أزمة من صنع الإنسان: لقد أعلن برنامج الغذاء العالمي صراحة أن المجاعة في غزة هي من صنع الإنسان بالكامل ويمكن وقفها وعكس اتجاهها.
