سينداي، اليابان، 31 أغسطس ٢٠٢٥
في اكتشاف طبي مُفاجئ، تبيّن أن دواءً شائعًا للإمساك يُبطئ تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن. أعلن باحثون من كلية الدراسات العليا للطب بجامعة توهوكو نتائج تجربة سريرية من المرحلة الثانية، أظهرت أن دواء لوبيبروستون يُظهر تأثيرًا وقائيًا للكلى لم يكن معروفًا من قبل، مما قد يُحدث نقلة نوعية في نهج العلاج لمرض يُصيب الملايين حول العالم.
* فائدة غير متوقعة: كشفت الدراسة أن لوبيبروستون، المُستخدم عادةً لعلاج الإمساك المزمن، يُمكن أن يُكبح تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.
* علاقة الأمعاء والكلى: يعتقد الباحثون أن الدواء يعمل عن طريق تحسين وظيفة الميتوكوندريا من خلال تعزيز البكتيريا المعوية النافعة.
* استراتيجية علاجية جديدة: يقترح هذا الاكتشاف نهجًا جديدًا لعلاج مرض الكلى المزمن، يركز على محور الأمعاء والكلى، متجاوزًا التركيز التقليدي على تقليل السموم اليوريمية.
* التأثير المعتمد على الجرعة: وجدت الدراسة أن فعالية الدواء في إبطاء تدهور وظائف الكلى تعتمد على الجرعة، حيث أظهرت كل من جرعات 8 ميكروغرام و16 ميكروغرام تأثيرًا إيجابيًا.
أُجريت تجربة LUBI-CKD السريرية في تسع مؤسسات طبية في اليابان، وشارك فيها 150 مريضًا يعانون من مرض الكلى المزمن المعتدل. كان الهدف الرئيسي للدراسة تقييم آثار لوبيبروستون على وظائف الكلى، مقاسةً بمعدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR). كانت النتائج مهمة: فمقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي، شهد المرضى الذين عولجوا بلوبيبروستون انخفاضًا مُكبوتًا في معدل الترشيح الكبيبي المقدر. وهذه هي المرة الأولى التي يُثبت فيها أن لهذا الدواء تحديدًا تأثيرًا إيجابيًا مباشرًا على وظائف الكلى. دفعَ فريقُ البحث، بقيادة البروفيسور تاكاكي آبي، إلى البحثِ في العلاقةِ بين صحةِ الأمعاءِ وصحةِ الكلى. وتشيرُ نتائجُهم إلى أنَّ تأثيرَ لوبيبروستون لا يقتصرُ على تخفيفِ الإمساك، بل يبدو أنَّه يعملُ على مستوىً جزيئيٍّ أعمق. فقد وُجِد أنَّ الدواءَ يزيدُ إنتاجَ سبيرميدين، وهو بولي أمين يُعتقدُ أنَّه يُحسِّنُ وظيفةَ الميتوكوندريا. ويحدثُ ذلك من خلالِ تعزيزِ نموِّ بعضِ بكتيريا الأمعاء، مُسلِّطًا الضوءَ على الصلةِ الحاسمةِ بينَ ميكروبيومِ الأمعاءِ وصحةِ الكلى.
يُمكِّنُ هذا الاكتشافُ من إعادةِ صياغةِ النهجِ التقليديِّ لعلاجِ مرضِ الكلى المزمن، والذي كان يُركِّزُ تقليديًّا على إدارةِ الأعراضِ وإبطاءِ تراكمِ السمومِ البوليةِ في الدم. وتُشيرُ النتائجُ الجديدةُ إلى استراتيجيةٍ علاجيةٍ جديدةٍ يُمكنُ من خلالها استخدامُ مُليِّناتٍ بسيطةٍ لقمعِ تدهورِ وظائفِ الكلى، مما يُعطي أملًا في علاجٍ جديدٍ وسهلِ المنالِ وفعالٍ لهذا المرضِ المُنهِك.