طوكيو، اليابان، ٣١ أغسطس 2025
في استثمارٍ مستقبليٍّ كبير، تعهدت اليابان بحشد 67 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص في الهند خلال العقد المقبل، مع التركيز تحديدًا على أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. ويُعدّ هذا الإعلان، الذي صدر خلال قمة بين رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خطوةً استراتيجيةً لتعزيز الأمن الاقتصادي وبناء سلاسل توريد مرنة في ظلّ تزايد عدم الاستقرار العالمي.
الخبر بالتفصيل
* التزامٌ يمتدّ لعقدٍ من الزمن: ستستهدف اليابان استثمارًا إجماليًا بقيمة 67 مليار دولار من القطاع الخاص في الهند خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ضعف التزامها السابق.
* مبادرة الأمن الاقتصادي: يُعدّ هذا الاستثمار جزءًا من مبادرةٍ مشتركة تُركّز على أشباه الموصلات والمعادن الأساسية والذكاء الاصطناعي، بهدف تأمين سلاسل التوريد الحيوية.
* تبادل المواهب: اتفق البلدان أيضًا على خطة لتبادل أكثر من نصف مليون موظف خلال السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك 50 ألف عامل هندي ماهر سيتم تدريبهم في اليابان.
* مواجهة عدم الاستقرار العالمي: تُعتبر هذه الشراكة استجابة مباشرة للتوترات العالمية والنزاعات التجارية، بما في ذلك التعريفات الجمركية الجديدة من الولايات المتحدة، والتركيز المتجدد على مرونة سلاسل التوريد الإقليمية.
تُمثل الاتفاقية بين البلدين خارطة طريق شاملة للتعاون في مختلف القطاعات، من الدفاع والأمن إلى التكنولوجيا والتجارة. ويكتسب التركيز على أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي أهمية خاصة، حيث يسعى كلا البلدين إلى تقليل اعتمادهما على منطقة واحدة في هذه التقنيات الحيوية. وقد وجدت اليابان، وهي قوة عظمى في التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة، شريكًا راغبًا في الهند، “قوة المواهب” ذات القوى العاملة الماهرة سريعة النمو.
وأكد الزعيمان، في بيان مشترك، أن شراكتهما ترتكز على الثقة المتبادلة وتعكس الأولويات الوطنية والقيم المشتركة. وشددا على أهمية تعزيز شراكتهما الاقتصادية من خلال التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. كان من أبرز نتائج القمة إطلاق “مبادرة التعاون الياباني الهندي في مجال الذكاء الاصطناعي”، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل نماذج اللغات الكبيرة، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات. كما التزمت الدولتان بمشروع مشترك لتصنيع قطارات “E10” فائقة السرعة من الجيل التالي في الهند.
يُعدّ هذا التعهد الاستثماري إشارة قوية إلى عزم اليابان على تعزيز أمنها الاقتصادي من خلال تنويع سلاسل التوريد والاستثمار في الدول الصديقة. وبالنسبة للهند، يُمثّل هذا الاستثمار دفعة قوية لمبادرتها “اصنع في الهند، اصنع للعالم”، وسيُساعد على تسريع نموها في الصناعات التكنولوجية المتقدمة. تُمثّل هذه الشراكة دليلاً واضحاً على استعداد البلدين لقيادة ثورة التكنولوجيا في هذا القرن، بالعمل معاً لصياغة مستقبل عالمي أكثر استقراراً وازدهاراً.
