بكين، الصين – ٣١ أغسطس 2025
في خطوة هامة نحو تعميق العلاقات الثقافية والاقتصادية، وقّعت الصين والدول العربية سلسلة اتفاقيات بقيمة تقارب 361 مليون دولار أمريكي لتعزيز التعاون السياحي. ومثّلت هذه الاتفاقيات محور اجتماع رفيع المستوى عُقد في ينتشوان، عاصمة منطقة نينغشيا هوي ذاتية الحكم شمال غرب الصين، يوم الأربعاء. وقد جمع هذا الحدث، الذي يُعدّ جزءًا أساسيًا من معرض الصين والدول العربية السابع، وفودًا من عشرات الدول، مُبشّرًا ببداية عهد جديد في دبلوماسية السياحة.
شهد اجتماع التنسيق والتبادل بين منظمي الرحلات السياحية الصينية والعربية حضور ما يقرب من 300 ضيف من 28 دولة ومنطقة، لمناقشة مجموعة واسعة من فرص التعاون. وكان من بين أبرز المشاركين ممثلون من الأردن وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت، إلى جانب مسؤولين ووكالات سفر وباحثين من الصين والعالم العربي. يُبرز حضور هذه المجموعة المتنوعة الأهمية المتزايدة للسياحة كجسر للتفاهم الثقافي والشراكة الاقتصادية.
وأشاد حسام الحسيني، سفير الأردن لدى الصين، بهذا الحدث ووصفه بأنه “خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار والصداقة بين مدننا من خلال السياحة”. وأعرب عن أمله في أن يستكشف الاجتماع آفاقًا جديدة للتعاون ويعزز التبادلات بين شعوب الصين والدول العربية.
وتغطي الاتفاقيات الأربع عشرة التي وُقّعت خلال الاجتماع طيفًا واسعًا من المجالات المتعلقة بالسياحة، بما في ذلك شراكات تُركز على تسهيل تدفق المسافرين، وتطوير الجولات الدراسية، وإنشاء مشاريع سياحية متخصصة ومجمعات سياحية ثقافية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى الاستفادة من نقاط القوة التكاملية لدى الجانبين، بهدف تطوير مسارات سفر ومنتجات جديدة، ووضع إطار لتقاسم الموارد والتعاون في الأسواق. ومن المتوقع أيضًا أن تُعزز هذه الاتفاقيات السياحة المتبادلة، مما يُشجع المزيد من السياح الصينيين على زيارة الدول العربية والعكس. شهد الحدث أيضًا إصدار “مؤشر السياحة الصينية العربية” و”تقرير تحليل اتجاهات السياحة الصينية العربية لعام 2025”، اللذين يوفران بيانات ورؤىً قيّمة لتوجيه التعاون المستقبلي. وأُتيحت للوفود فرصة المشاركة في جولات تفقدية لأهم معالم نينغشيا، بما في ذلك المواقع الثقافية على ضفاف النهر الأصفر، والوجهات الصحراوية، ومصانع النبيذ المحلية، بهدف تعزيز شراكات تجارية جديدة. كما شهد افتتاح “بازار طريق الحرير” عرضًا للأطعمة والحرف اليدوية من الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية وإيران ونيبال، مما يُبرز الروابط الاقتصادية والثقافية الأوسع التي تدعم هذه المبادرات السياحية.
يُمثل التركيز على التعاون السياحي جزءًا استراتيجيًا من جهود الصين الأوسع لتوسيع نفوذها وشراكاتها، لا سيما في إطار مبادرة الحزام والطريق. ومن خلال تعزيز العلاقات الوثيقة من خلال السياحة، تهدف الصين إلى البناء على أساس من التراث الثقافي المشترك والمصالح المشتركة لتحقيق علاقة أكثر شمولًا واستدامة مع العالم العربي. تُعدّ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ينتشوان دليلاً على الطلب المتزايد على التبادل الثقافي والإمكانات الاقتصادية الهائلة لهذا الممر السياحي المزدهر.
النقاط الرئيسية:
* صفقات سياحية رئيسية: وقعت الصين والدول العربية 14 اتفاقية بقيمة تقارب 361 مليون دولار أمريكي لتعزيز التعاون السياحي.
* اجتماع في ينتشوان: وُقّعت الاتفاقيات في اجتماع رفيع المستوى في ينتشوان، وهو جزء أساسي من معرض الصين والدول العربية السابع.
* الدول المشاركة: حضر الاجتماع وفود من 28 دولة ومنطقة، من بينهم ممثلون من الأردن وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت.
* تغطي الاتفاقيات مجالات رئيسية: تركز الاتفاقيات على تدفق المسافرين، والجولات الدراسية، والسياحة ذات الطابع الخاص، والمجمعات السياحية الثقافية.
* التبادل الثقافي والاقتصادي: يُسلّط هذا الحدث الضوء على دور السياحة في تعزيز التفاهم الثقافي وتوسيع الشراكات الاقتصادية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
