شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية، ٣١ أغسطس/آب 2025
كشف تقرير جديد أن حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ تُعيق تقدم عقود من الهواء النظيف في الولايات المتحدة، مما يُشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة والبيئة. وخلصت الدراسة، التي أجراها معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو، إلى أن مواسم حرائق الغابات القياسية، وخاصة في كندا، أدت إلى زيادة حادة في تلوث الهواء في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويُسلط التقرير الضوء على أن هذه الموجة الجديدة من التلوث تُبدد سنوات من العمل الجاد لتحسين جودة الهواء، وهي نتيجة مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري.
تراجع في جودة الهواء
على الرغم من أن الولايات المتحدة وكندا تطبقان بعضًا من أكثر لوائح جودة الهواء صرامة في العالم، إلا أنهما شهدتا أكبر زيادة في تلوث الجسيمات الدقيقة (PM2.5) عالميًا. وجدت الدراسة أن مستويات التلوث في الولايات المتحدة في عام 2023 ارتفعت بنسبة 20% مقارنةً بعام 2022، ويعزى ذلك أساسًا إلى دخان أسوأ موسم حرائق غابات في كندا على الإطلاق. وقد أدى هذا الارتفاع في التلوث إلى تراجع ما يقرب من 25% من جميع التحسينات التي طرأت على جودة الهواء في الولايات المتحدة منذ عام 2000. ولأول مرة منذ عقد من الزمان، لم تكن المقاطعات الأكثر تلوثًا في الولايات المتحدة في كاليفورنيا، بل في ولايات الغرب الأوسط مثل ويسكونسن وإلينوي وإنديانا، والتي كانت تقع في اتجاه الريح من حرائق كندا.
العلاقة بين الصحة والمناخ
يُعد دخان حرائق الغابات مزيجًا معقدًا من الملوثات، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة، والتي يمكن أن تخترق الرئتين بعمق، بل وتدخل مجرى الدم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والربو وأمراض الرئة المزمنة الأخرى. ووجدت الدراسة أن مستوى معينًا من PM2.5 من دخان حرائق الغابات له نتائج صحية أسوأ من أشكال التلوث الأخرى، مثل انبعاثات المركبات.
يسلط التقرير الضوء أيضًا على الحلقة المفرغة بين تغير المناخ وحرائق الغابات. يُؤدي ارتفاع درجة حرارة المناخ إلى ظروف أكثر حرارة وجفافًا، مما يؤدي إلى حرائق أكثر تواترًا وكثافة. تُطلق هذه الحرائق بدورها كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري وملوثات أخرى في الغلاف الجوي، مما يُسرّع من وتيرة تغير المناخ. وكما صرّح مايكل جرينستون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، فإن “تلوث الهواء أشبه بالزومبي الذي ظننا أننا قتلناه، لكنه عاد الآن”.
تُؤكد النتائج الحاجة المُلحة إلى نهج أكثر شمولية للعمل المناخي. في حين أن السياسات الرامية إلى خفض انبعاثات الوقود الأحفوري كانت فعّالة، يُظهر التقرير أن الآثار الثانوية لتغير المناخ، مثل حرائق الغابات، تُشكّل الآن مصدرًا رئيسيًا للتلوث.